عقب فوزه بولاية ثالثة.. أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه أن المواطن المصرى كان دائماً فى واجهة التحديات التى تواجه الدولة المصرية..
وعليه.. فإننا نرى أنه لا يمكن للدولة ـ أية دولة ـ أن تتقدم وتنطلق إلا بشراكة حقيقية فاعلة بين الدولة بسائر أجهزتها ومؤسساتها وبين المواطن.. وهذه الشراكة وما تفرضه من محددات لابد أن تكون واضحة جلية أمام الحكومة المصرية الجديدة التى شاء قدرها أن تواجه من التحديات ما لم تواجهه عدة حكومات سابقة فى عدة عقود.
.. إن أهم ما يجب أن تضعه الحكومة الجديدة نصب عينيها أن شراكة المواطن تستحق إعلام هذا المواطن وإحاطته بالمعلومات الكاملة والصادقة والشفافة عما يحيطه ويحيط وطنه من تحديات ومصاعب بحيث يكون هذا المواطن عنصراً فاعلاً حقيقياً فى خطط المواجهة وعمليات الإنقاذ والتصويب والتصحيح «إن وجدت» وهذا يقتضى ببساطة الوصول إلى عقل المواطن وقلبه بأقصر الطرق.. لغة سهلة بسيطة.. خطاب يحترم عقله ومفاهيمه أسلوب يدلف إلى قلبه بعذوبة ورقة لا استعلاء فيها ولا من ولا أذي.. ويفرض هذا أن يكون المتحدث وزيراً كان أو مسئولاً أن يتسم أصلاً بهذه القدرات.. ويؤمن بها.
.. الشراكة بين المواطن والدولة تفرض على الحكومة الجديدة أن تقنع المواطن ـ حقيقة ـ بأنه شريك فاعل فى اقتراح الحلول لما يواجهه الوطن من تحديات.. من خلال المتابعة اليقظة والالتقاط الرشيد لما تنشره الصحف والمواقع المختلفة وما تبثه وسائل التواصل الاجتماعى من آراء بناءة ومواقف موضوعية وما يدور تحت قبة البرلمان بغرفتيه.. والأهم الحوار الوطنى ومخرجاته فقد أصبح الحوار الوطنى ساحة حقيقية تلتقى تحت مظلتها كل القوى الوطنية وكل الاتجاهات تجمعهم جميعاً المصالح العليا للوطن.
.. الشراكة تفرض أن يفترض المسئول ـ أى مسئول ـ أن الشعب المصرى قد بلغ من النضج ما يكفي.. وأنه لا شيء يجب أن يخفيه عن هذا المواطن إلا ما يتعلق بضرورات الحفاظ على الأمن القومى فقط دون التوسع فى هذا المفهوم فإن من حق المواطن أن يعلم.
.. الشراكة تفرض قدرة حقيقية من جانب الإدارة الحكومية الجديدة على ابتكار حلول خارج الصندوق قابلة للتنفيذ تختصر الزمن وتعالج المشكلات من جذورها فى سائر الاتجاهات وبما يترجم على أرض الواقع بإجراءات حكومية فاعلة ورشيدة تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى للدكتور مصطفى مدبولى عند تكليفه برئاسة الحكومة الجديدة.. ونص خطاب التكليف متاح لكل من يطلبه.. فإنه فى مجمله يعبر حقيقة عما يريده المواطن ويحقق صالح الدولة.
.. إن أهدافاً غالية تستحق أن يتشارك فيها المواطن مع الدولة وفى سباق مع الزمن لتحقيقها وإنجازها.. فإن استمرار مسيرة البناء والتنمية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى والعبور بالوطن إلى بر الأمان ووضع مصر فى مكانها اللائق ومكانتها الرائدة على مستوى العالم تستحق منا بذل كل ما هو غال ونفيس لأجل هذا الوطن.
.. إن تلبية مطالب المواطنين وآمالهم فى ضبط الأسعار خاصة فى السلع الأساسية وكبح جماح التضخم وتحسين مستوى الحياة لمحدودى الدخل والارتقاء بحياة أصحاب المعاشات تحتاج إلى كفاءات حكومية خلاقة وقدرات فذة من أجل الوصول إلى هذه الغايات لتحقيق رضا المواطن.. الذى هو شريك الدولة.
.. إن وضوح الرؤية.. وكشف الحقائق.. والشفافية كفيلة هذه الإجراءات بنقل المواطنين من مقعد المتفرج إلى مرتبة الشريك.. بما يبنى قاعدة ينطلق منها الوطن لمجابهة كل التحديات بداية من مواجهة تحديات الأمن القومى بكل جبهاته الساخنة على كامل حدود الوطن.. إلى دعم رغيف الخبز.. ودعم الطاقة وكافة أشكال الدعم التى تضل أجزاء كبيرة منها الطريق إلى المواطن الأكثر احتياجاً ويتمتع بها المواطن الأكثر يسراً والأعلى دخلاً.
.. إن أهدافاً عليا مثل العمل على تشجيع الصادرات ومضاعفتها وتخطى حاجز الـ 100 مليار دولار صادرات.. وكسر حاجز الاستيراد والذى يتخطى الـ 60 مليار دولار تحتاج إلى خطط عملية علمية تتشارك فيها كل العقول والخبرات وليت المصريين بالخارج ينقلون إلينا خبراتهم كى نعبر بالوطن منعطفاً خطراً.
ـ.. صار حتمياً مشاركة المواطن مع الدولة فى العمل جنباً إلى جنب ويداً بيد نحو تشجيع القطاع الخاص والقطاع الأهلى وجذب الاستثمارات الأجنبية ودعم الصناعات المحلية والعمل الجاد نحو توطين كل الصناعات من المعدات الثقيلة إلى تصنيع الخامات الدوائية وتعظيم إيرادات الدولة المصرية من خلال تعظيم الإنتاج أكثر من الضرائب والاقتراض.. وحتى تلك الإجراءات المتعلقة بضبط وترشيد الإنفاق الحكومى فإن كل هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها إلا بتلاقى الأيادي.. يد الدولة ويد المواطن.
.. إن نجاح الوطن وعبوره كافة التحديات لا يقتضى فقط حكومة جديدة بأفكار جديدة ورؤى مبتكرة.. إنما يحتاج أيضاً إلى شعب رشيد ومواطن شجاع يتحمل فى قوة وصبر إجراءات المواجهة واصطفاف وطنى صلب ومخلص يدرأ عن الوطن الدعايات السوداء التى تستهدف مسيرته.. ويحلق بالوطن إلى عنان السماء.. وتحيا مصر.. وللحديث بقية