..مع نسائم الاحتفال هذا العام بذكرى ثورة الثلاثين من يونيو تشرق على مصر والمصريين شمس حكومة جديدة برئاسة متجددة للدكتور مصطفى مدبولي.. وفى المناسبتين قاسم مشترك أعظم وهو «الاصطفاف الوطني» فإن ثورة الثلاثين من يونيو أطلقها الشعب وساندها الجيش فكان النجاح حليفها.. واستعاد المصريون دولتهم من حكم عشائرى للإخوان المجرمين.. استردوا كرامتهم وثقتهم فى الحاضر.. وتحلقت آمالهم فى الغد الأفضل.
..وفى الحكومة الجديدة.. فإن الاصطفاف الوطني.. وتلاحم الشعب المصرى بكل شرائحه وقواه وفئاته مع الحكومة الجديدة ومن خلفها ضرورة حتمية لنجاحها.. وإلا قضت على نفسها بالرحيل.
..وقبل أيام من إعلان الحكومة الجديدة شاهد المصريون «الوجه الآخر» لرئيس وزراء مصر الدكتور مصطفى مدبولى الذى أظهر العين الحمراء لقيادات 16 شركة سياحية أساءت لمصر والمصريين فكان القراران خلال خلية أزمة الحجاج بسرعة سحب رخص هذه الشركات والتحقيق معها فقد تحايلت على أبناء مصر خاصة محدودى الدخل ولم توفر لهم الإقامة اللائقة والرعاية اللازمة.. وحسنا ظهرت العين الحمراء لرئيس الوزراء فإن الناس يتعطشون لرؤيتها لتعيد الانضباط والصواب والالتزام لمواقع تحتاجها.
..لقد أظهر الدكتور «الهادي» مصطفى مدبولى أن لديه «عينين حمراوين» تظهران عند اللزوم وهذا فى ظنى بشرة خير كثير.. فإن الناس فى شوق ««للوجه الآخر» للدكتور مدبولى وكوكبة الوزراء الجدد والمتجددين والمحافظين الجدد والمتجددين ونوابهم ومساعديهم.
..الناس يريدون رؤية «الحسم الكامن» فى وجدان رئيس وزراء مصر وهو يودع مكتبه المكيف يوماً كل أسبوع يسمى «يوم المواطن» يتفقد خلاله على الطبيعة واحداً أو أكثر من مراكز المرافق والخدمات فى عموم مصر.. يريد المواطنون يداً قوية باترة وحاسمة تغير ما اعتادوا رؤيته من استهتار بعض الموظفين أو المسئولين، فى المستشفيات والمدارس وغيرها وكشف فسادهم على ملأ من الناس والضرب بيد من حديد على انحرافاتهم.. فإن رأس «الذئب الطائر» خير الف مرة من عشر كتب تمتليء وعظاً وإرشاداً ونصحاً.
..الناس يريدون أن يروا رد فعل واستجابة رئيس الوزراء أمام منفذ سلع أو مخبز يتلاعب اصحابه فى الوزن والمواصفات والجودة والأسعار.. فيلقون جزاءً رادعاً يجبرهم على عدم العودة
..الناس يريدون ضبطاً حقيقياً وجاداً للأسعار يراقب سلسلة تداولها من المنتج وحتى المستهلك.. والضرب بيد من حديد ونار على كل من تسول له نفسه التلاعب فى قوت المواطنين واحتكار السلع وحبسها عنهم وعن التداول طمعاً فى كسب حرام وملء بطن لا تشبع.
..الناس يريدون حملات مكثفة قوية تواجه المستغلين من التجار والوسطاء الذين عميت ضمائرهم يخلقون الأزمات ويبيعون السلع بأضعاف تكلفتها دون وازع من قيم أو ضمير.
..الناس يريدون أن يروا عقاباً سريعاً ومدوياً لكل من يستغل عمله أو وظيفته أو حصانته أيا كان نوعه للتربح والإضرار بالمصالح العليا للوطن وصالح المواطنين..الناس يريدون «عيونا حمراء» تراقب أداء كل القيادات الذين تكاسلوا فى مواقعهم.. وبحيث لا يستمر فى وظائف الادارة العليا اكثر من مرة معينة تمنع الشلليه والمحسوبية وتحقق الشفافية.
..الناس يريدون وقفه حازمة وعيوناً «حمراء» لكل من استغل أراضى المناطق الصناعية «بغرض التسقيع والتربح».. أخذوها بابخس الأثمان وحجبوها عن المستثمرين الجادين فأجهضوا خطط الدولة واضروا باقتصادها.. الناس يريدون وقفة حازمة لمن استغلوا نظام «المناطق الحرة» للتهرب من الجمارك والضرائب واغرقوا السوق المحلية بالبضائع دون حصول الدولة على حقها.. فأضروا بالصناعات الوطنية أشد الضرر.
.. الناس يريدون أن يروا رئيس الوزراء أو أحد وزرائه وهو يقف أول كل شهر أمام فرع بنك ناصر الاجتماعى فى منطقة كثيفة مثل ذلك الكائن اسفل كوبرى الزراعة بشبرا أو يرصد طابوراً للعجزة والمسنين فى الثامنة صباحاً أمام عيادات التأمين الصحى فى قيادة فرع القليوبية بشبرا الخيمة أؤ فرع القاهرة فى القللي.
.. الناس يريدون قيادات حقيقية ترصد ما يجرى فى الشوارع الرئيسية داخل المدن التى تحولت إلى مصائد للبشر والسيارات مثل مدخل «أحمد حلمي» من المؤسسة أو أرض موقف سيارات الأجرة المتجه إلى الأزهر والشارع المؤدى لموقف سيارات الشيخ رمضان وهكذا فى كل مصر ومراكزها ومدنها وقراها وكفورها ونجوعها.
..وبعد فإن رئيس الوزراء والوزراء والمحافظين ليسوا مجرد علماء أو مسئولين كبار.. ولكنهم فِى الأصل قادة ميدانيون وكأنهم الشارع.. وسط المواطنين يستكشفون نقاط ضعهم وضيقهم ويعملون على علاجها.. وليس مكانهم الأبراج العالية العاجية المكيفة عندئذ يتحقق المشاركة ونعم الرضا.