تكتسب التغييرات الوزارية الشاملة وحركة المحافظين الجديدة أهمية كبيرة فى ظل الظروف الراهنة، فعلينا أن نعترف ونقر أن مصر تواجه تحديات ومخاطر لم تواجهها عبر تاريخها، فلم تشهد مصر من قبل اشتعال النار على كل محاورها الاستراتيجية، شمال غرب وشمال شرق وفى الجنوب، وما يحدث فى حدودها البحرية – الأحمر والمتوسط – بجانب تهديدات إقليمية ودولية تنبئ باندلاع حرب نووية عالمية مدمرة، فالتهديد النووى صار أمرا واقعا لا يمكن الاختلاف عليه، بين الناتو من ناحية والصين وروسيا وكوريا الشمالية وحلفائهم من ناحية ثانية، وأن هناك دولا عديدة فى أوروبا اتخذت التدابير اللازمة لمواجهة الغبار النووى حال اندلاع الحرب.
ومن هذا المنطلق فإن الحكومة الجديدة تواجه 6 تحديات مهمة فى ظل الظروف الراهنة وهي:
أولا: الأمن القومي.. يجب الحفاظ على استقرار وأمان مصر، خاصةً فى ظل التوترات الإقليمية والتحديات الأمنية.
ثانيا: جذب الاستثمارات الأجنبية.. من خلال تعزيز مناخ الاستثمار وجذب رءوس الأموال لتعزيز النمو الاقتصادي.
ثالثا:هيكلة منظومة الدعم.. وذلك بتحسين نظام الدعم للمواطنين وضبط أسعار السلع الأساسية.
رابعا: مكافحة التضخم وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.. بتقليل معدل التضخم وتعزيز الإنتاج والاستثمار.
خامسا: تحسين الخدمات الاجتماعية.. وعلى رأسها دعم التعليم والصحة وتعزيز برامج الحماية الاجتماعية، والتى تضع الإنسان المصرى على رأس أولوياتها.
سادساً: التواصل مع الحوار الوطني.. بحيث يكون هناك تفاعل وتواصل إيجابى مع مخرجات الحوار الوطنى وتنفيذ التوصيات.
أما أولويات الحكومة الجديدة يجب أن تكون فى محورين «قضيتين» أساسيتين وهما:
الأولي: قضية التشغيل والبطالة،:
ووفقًا للإحصاءات، كان معدل البطالة فى مصر حوالى 7.2٪ خلال الربع الثانى من عام 2023، حيث بلغ عدد العاطلين نحو 2 مليون و183 ألف عاطل.
– وقد تأثرت معدلات التشغيل والبطالة بالأزمات المتعددة، مثل جائحة كوفيد-19 والتحولات الاقتصادية، وبالتالى يجب على الحكومة توجيه جهودها نحو تحقيق نمو اقتصادى مستدام يترافق مع توفير فرص عمل جيدة للمواطنين.. من خلال تبنى الحكومة سياسات تشجع على الاستثمار وتعزز من قدرة الاقتصاد على استيعاب العمالة، يجب أيضًا توجيه الاستثمارات نحو القطاعات ذات الكثافة العمالية العالية.
كما أن التعليم له دور فى حل مشكلة البطالة، ويكون ذلك من خلال: تأهيل القوى العاملة ودعم البحث والابتكار .
فى النهاية، مهم أن نعرف أن المرحلة المقبلة مختلفة وجديدة، سياسيا وتنفيذيا، وهدفها القضاء على المشكلات، والعمل على رضا المواطنين، وهو مبتغى القيادة السياسية والتنفيذية، والعمل على ذلك بالأفعال على الأرض.