كل عام وأنتم بخير.. «الجمهورية معاك» تعود إليكم من جديد بعد شهر رمضان المبارك، لتواصل رسالتها كصوتٍ لكل مواطن، وجسر إنسانى ينقل احتياجات البسطاء إلى من يملكون القرار، فى إطار قصص إنسانية.
كانت آخر قصة نشرناها قبل الشهر الفضيل تدور حول «الأبلة شيرين»- كما اعتاد طلابها مناداتها- وهى معلمة بإحدى مدارس مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية، تلك السيدة البسيطة التى اعتاد طلابها ابتسامتها الحانية، وحرصها على التعامل بروحٍ المحبة، لم يكونوا يعلمون أن خلف تلك الابتسامة المرهقة قلبًا يصارع للبقاء.
قلبها لا ينبض كما ينبغي، لكنه لا يعرف الاستسلام، فكانت شيرين تعانى من مشكلات خطيرة فى القلب، وأوصى الأطباء بضرورة إجراء عملية قلب مفتوح لتغيير صمامين رئيسيين، لكن القدر فاجأها بجلطة دماغية مفاجئة، جعلت الجراحة مستحيلة فى الوقت الراهن، لتدخل بعدها فى رحلة علاج طويلة، تعتمد على الراحة التامة وأمل الشفاء.
رغم الألم، لاح بصيص من الأمل، ومنحتها الهيئة العامة للتأمين الصحى إجازة مرضية طويلة قابلة للتجديد، بناءً على تقارير طبية أكدت استحالة عودتها للعمل فى هذه المرحلة، شعرت وقتها بالامتنان، لأنها لم تُترك وحدها.
لكن الهدوء لم يدم طويلا، فوجئت شيرين بقرار من فرع التأمين الصحى بفاقوس يطالبها بالعودة إلى العمل، فى وقتٍ لا تقوى فيه على الوقوف داخل بيتها، فكيف لها أن تواجه ضجيج الفصول وهموم التدريس؟
قررنا فى « حلقة وصل « أن ننقل صوتها، ونجعل من معاناتها قضية إنسانية تستحق أن تُسمع.
وكانت الاستجابة أسرع مما تخيلت، فور نشر المقال، تواصلت الهيئة العامة للتأمين الصحى مع الصحيفة، وتم تشكيل لجنة طبية متخصصة لمراجعة حالتها، والوقوف على تفاصيل وضعها الصحي، لضمان حصولها على حقوقها كاملة، دون مشقة تُنهك قلبها المريض.
بالفعل، تم تجديد الإجازة الرسمية لـ»الأبلة شيرين»، فى قرار أعاد الحياة لقلبٍ أنهكه المرض، ومنحها الأمل بأن هناك من يشعر، ويستجيب، ويتحرك.
اليوم، تواصلت شيرين مع الصحيفة مجددًا، لكن هذه المرة بصوتٍ مختلف، لم يكن صوتًا حزينًا مثقلًا بالخوف، بل كان ممتنًا، مطمئنًا، شاكرًا. شعرت بأن هناك من يقف إلى جوار المرضي، ومن يضع كرامتهم وراحتهم فى الاعتبار، ومن يفتح لهم أبواب الدعم فى لحظاتهم الصعبة.
«التأمين الصحي» هو سند حقيقى وركيزة أمان لكل من يعاني،هكذا يشعر كل مريض عندما تصله الحكاية فكل الشكر والتقدير للهيئة العامة للتأمين الصحى على استجابتهم السريعة.