أمريكا: كثير من السلاح الفتاك لإسرائيل .. وقليل من طعام لا يغنى من جوع للفلسطينيين!!!
أمريكا تمنح إسرائيل 100 صفقة سلاح وعشرات المليارات من الدولارات.. وفى نفس الوقت تتحدث عن تقديم الغذاء والمساعدات للفلسطينيين.. وتقول انها تسقط المساعدات وتقيم «ميناء بحرى» على ساحل غزة من أجل عيون الفلسطينيين وإيصال المساعدات لهم.. وهو الأمر الذى لم يستغرق فيمتو ثانية حتى توافق تل أبيب.. السؤال ما هى ملامح الموقف الأمريكى الذى يعطى السلاح وآلة القتل وذخائر المجازر والمذابح ضد الفلسطينيين.. وفى نفس الوقت يزعم الحزن على آلاف القتلى من الأطفال.. والخلاف مع مجرمى الحرب فى تل أبيب.. وتستمر المجازر والمدابح دون هوادة.. ثم يتحدث عن مساعدات وطعام وغذاء للفلسطينيين.
أكثر من خمسة أشهر ومازالت حرب الإبادة مستمرة.. والقصف والقتل على مدار الساعة لم يرحم صراخ الأطفال أو صيحات النساء وأنين كبار السن.. الإجرام الصهيونى بلغ مداه وأصبحت الإنسانية والرحمة والعدل بل والنظام الدولى وما روجوه من حقوق إنسان وحيوان وحرية وديمقراطية فى عداد الموتي.. سقطت المتاجرات والشعارات الأمريكية والغربية لم تعد تجدى نفعا ولن يستطيعوا تحقيق المزيد من الخداع والتزييف.. سقطت كل وسائلهم فى التغرير بالشعوب أو التشدق بالرحمة والإنسانية وحقوق الإنسان والقانون والعدل والأمم المتحدة ومجلس الأمن.. كل ذلك ذهب فى أدراج الرياح.. الأمور باتت مفضوحة ومكشوفة.. لقد خدعوا الجميع على مدار عقود طويلة أسسوا المنظمات والمؤسسات الدولية لتحقق أهدافهم وأغراضهم فى السيطرة على العالم.. ونهب مقدراته وثرواته وقهر الشعوب.. فما يحدث على مدار العقود الماضية من خراب ودمار وقتل وسقوط دول كثيرة وحروب أهلية وإرهاب ومجاعات وسلب للأراضى وامتلاك للدول لم يكن صدفة بل نتاج مؤامرات ومخططات ومشروعات صهيونية قديمة استطاعت ان تسخر وتسيطر على أنظمة دول كبرى وتفرض سطوتها على المنظمات ومؤسسات دولية.
ورغم حلول شهر رمضان الكريم إلا أن الإجرام الصهيونى لم يتوقف ومازالت آلة القتل الإسرائيلية تحصد أرواح النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء بلا رحمة أو إنسانية.. ومازالت حرب الإبادة التى يفرضها جيش الاحتلال الصهيونى تحصد أرواح الفلسطينيين.. ناهيك عن الحصار والتجويع والتشرد ولا أجد تفسيراً لاستمرار حرب الإبادة ضد الفلسطينيين إلا اشباع رغبات نتنياهو المريضة وهوايته فى سفك الدماء وقتل الأطفال والنساء فى جريمة لم تحدث من قبل.. حتى يبقى فى المسئولية والسلطة ويبتعد عن الحساب والتحقيق وانزال أشد العقاب بسبب فساده وفشله واخفاقاته التى جعلت إسرائيل أضحوكة بين دول العالم.. فالغريب ان حكومة المتطرفين ومجرمى الحرب أمثال ايتمار بن غفير وسموتريتس وجالانت رغم كل العويل والصراخ والقتل والقصف المستمر لم تحقق أى هدف من الأهداف التى وضعها نتنياهو فلم يقض على المقاومة أو حتى القضاء على قدراتها أو اطلاق سراح الأسرى والرهائن الإسرائيليين ولم ينجح إلا فى قتل أسراه ويعتبر أن قتل الأطفال والنساء بالنسبة للكيان الصهيونى نصر.. لكن الحقيقة فإن نتنياهو لا يبحث سوى عن مصلحته ولا يقاتل إلا للبقاء السياسى والنجاة من أحكام قضائية محتملة من الفساد والقتل.
من يظن ان موقف أمريكا الغريب والمخزى هو مفاجأة على الاطلاق فليس جديداً على واشنطن مساندة الإجرام الإسرائيلى حتى وان اسرفت فى القتل والإبادة.. والقول الفصل الذى لا لبس فيه ان أمريكا متواطئة تماماً مع إسرائيل وللاتفاق معها والدعم الكامل والمطلق لجرائمها.. فلا يمكن ان تكون التصريحات الخاصة بالإدارة الأمريكية عن وجود خلافات ومشاكل وأزمات بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل ونتنياهو أو تعاطف أمريكى مع الفلسطينيين من المدنيين.. أو رفض قتل الأطفال والنساء والمدنيين.. أو شروط أمريكية حتى توافق على تنفيذ إسرائيل لهجوم برى على رفح الفلسطينية.. كل ذلك قولاً واحداً.. مسلسل أو فيلم هوليوودى لا أساس له من الصحة وهو مجرد خداع للعالم وتغرير بالشعوب.. فأمريكا شريك أساسى فى الإجرام الإسرائيلى وحرب الإبادة الصهيونية ضد الفلسطينيين وواشنطن فقط تخدع الرأى العام بداخلها.. الأدلة أكبر من طاقة وقدرة من يقاوم أو يعمل على تبرئة الإدارة الأمريكية فى التورط فى حرب الإبادة ضد الفلسطينيين فكيف تحدثنى عن 100 صفقة سلاح أمريكية لإسرائيل وأحدث الأسلحة والذخائر والمقاتلات بل والجنود الأمريكان فى ظل الحديث عن وجود 10٪ من قتلى الجيش الإسرائيلى هو من العسكريين الأمريكان.. ثم تحدثنى ان أمريكا تسقط الغذاء من أجل انقاذ الفلسطينيين من الجوع ثم تتحدث عن انشاء قاعدة أو ميناء على سواحل غزة لتسهيل الإمدادات بالمساعدات الإنسانية للفلسطينيين وهو أمر لم تستغرق إسرائيل فيمتو ثانية عليه.. لذلك هناك اتفاق سرى كامل بات معلوماً للجميع بين واشنطن وتل أبيب وأطراف أخرى لتنفيذ ما يحدث على مدار أكثر من خمسة أشهر من مجازر من مذابح وحصار وتجويع وقصف وتدمير متعمد للمنازل والمنشآت والمؤسسات الفلسطينية وتدمير البنية التحتية والأساسية حتى باتت تكلفة اعمار غزة المتوقعة تزيد على 90 مليار دولار.. هل رأيتم إجراماً وتواطؤاً أكثر من ذلك.. فالهدف هو إخلاء غزة من البشر تماماً والاستيلاء على أرض وساحل غزة وبالتالى هم لا يريدون لا أراضى فلسطينية ولا شعباً فلسطينياً وبالتالى ولا قضية ولا دولة فلسطينية.. لأن هناك ثمة أهدافاً شيطانية اتفقت عليها قوى الشر من أجل تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين على حساب الأراضى المصرية طبقا للمؤامرة بهدف توطين الفلسطينيين فى سيناء وهو ما لم ولن يحدث.
مصر منذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة كان ومازال موقفها ثابتاً ومحدداً وواضحاً وشريفاً لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير سكان القطاع أو نقلهم إلى الأراضى المصرية وتحديداً سيناء.. لأن فى ذلك تصفية للقضية وخطراً داهماً على الأمن القومى المصرى الذى لا تهاون فى حمايته.
الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الندوة التثقيفية الـ39 احتفالاً بيوم الشهيد قال هناك من طرح أنه بدلا من المعاناة الإنسانية والقتل وحرب الإبادة ننقل الفلسطينيين من غزة إلى سيناء أو بمعنى آخر والقول للرئيس السيسى كنت اخذت 2 مليون عندك فى سيناء يعنى والأرض كبيرة والأمور هتتحل.. ثم تساءل الرئيس بعزة وكرامة هذه الدماء التى تسيل هل يمكن ان نخون دماءهم؟ الأرض أرضنا وبلادنا ومسئولين كلنا اننا نحميها زى ما هى كده.. آلاف السنين هى دى حدودها ومحدش بفضل الله أبداً هيفرط فيها.
مصر دولة عظيمة وشريفة لا تفرط فى حق مشروع ولا تخون الصديق أو الشقيق ولا تخون دماء الأشقاء الفلسطينيين وتضحياتهم بل كانت وستظل هى الداعم التاريخى فى الماضى والحاضر والمستقبل لحقوق الأشقاء والدفاع عن والحفاظ على قضيتهم حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية والتى تصدت بشجاعة وجسارة منذ بدء العدوان الصهيونى فى 8 أكتوبر الماضى لمحاولات تصفية القضية ونجحت بل ورسخت مفهوم حل الدولتين لدى دول العالم.
هناك شيء ما يحدث.. فهناك خفايا وأسرار وكواليس تدور فى الغرف الأمريكية– الإسرائيلية المظلمة.. ثمة أهداف ومؤامرات ومخططات يتفق عليها بين واشنطن وتل أبيب وأطراف أخري.. فلا يمكن ان تكون هناك رحمة أو إنسانية لدى هذا النظام العالمى وهناك مجازر ومذابح وحرب إبادة وقتل يومى للأطفال والنساء وتشريد الآلاف وتدمير منازلهم وبيوتهم والرئيس الأمريكى جو بايدن يقول انه يمنح الفلسطينيين المساعدات والغذاء وفى ذات الوقت على مدار أكثر من خمسة أشهر يعطى إسرائيل السلاح الفتاك والذخائر بل ويشارك بجنوده وضباطه فى الحرب وحالة من الكذب والازدواجية والتناقض وعلى رأى أهالينا مطبخنها مع بعض.
بايدن يحاول اظهار بعض التعاطف مع الفلسطينيين المدنيين أو اظهار وجود خلافات مع نتنياهو الذى فضحه بالأمس وأكد انه تم الاتفاق مع الرئيس بايدن على عدم قبول وجود أكثر من ربع قوة حماس فى رفح الفلسطينية ولابد من تنفيذ هجوم برى على المدينة من أجل القضاء الكامل على حماس.. هل هناك مأساة وتواطؤ أكثر من ذلك.. وطبقا لمعلومات من المخابرات الأمريكية تتوقع تزايد احتمالات تنامى الإرهاب ضد المصالح الأمريكية فى المنطقة خاصة بعد موقف واشنطن الداعم بشكل مطلق لإسرائيل وفى ظل وصول أعداد الشهداء والمصابين فى غزة إلى ما يزيد على الـ100 ألف بالإضافة إلى تدمير القطاع بالكامل.
الموقف الواضح والثابت والمحدد والشريف هو الموقف المصرى الذى بدأ من البداية شامخاً ثابتاً نشطاً ومدافعاً وبقوة عن الحق الفلسطينى المشروع ورفض المؤامرة والمخطط الذى يستهدف القضية وتوطين الفلسطينيين خارج أراضيهم وتحديداً سيناء.
لذلك على كافة المستويات والأصعدة فإن الموقف المصرى يدعونا للفخر سواء السياسى أو الدبلوماسى أو القانونى أو الإنسانى ونتحدث فى هذه السطور عن الدور الإنسانى خاصة مع استمرار الإجرام وحرب الإبادة الإسرائيلية إلى شهر رمضان.. فمعبر رفح مفتوح 24 ساعة وإسرائيل هى من تقف وراء منع دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية كجزء من حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.. ومطار العريش يعمل على مدار الساعة ويستقبل المساعدات من كافة دول العالم ورغم ذلك فإن مصر قدمت 80٪ من اجمالى المساعدات الإنسانية التى وصلت لأهالى غزة وأيضاً إسرائيل وأمريكا يدبران أمراً ما على سواحل غزة بإنشاء ميناء أمريكى بذريعة ايصال المساعدات لسكان القطاع من الفلسطينيين.
يوميا مصر تواصل تنفيذ عمليات الإسقاط الجوى لأطنان من المساعدات الإنسانية والغذائية للتخفيف عن معاناة الأشقاء الفلسطينيين وتستمر المساعدات المصرية على مدار أيام شهر رمضان ليس هذا فحسب فصندوق «تحيا مصر» اطلق قافلة مساعدات غذائية وإنسانية وإغاثية للأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة تبلغ 101 شاحنة تحمل 1616 طن مواد غذائية وطبية.. ليس هذا فحسب ولكن هناك آلافاً من وجبات الإفطار والسحور الجاهزة لأهالينا وأشقائنا فى قطاع غزة من مركز الإمداد فى الأراضى المصرية بسيناء.
الرئيس السيسى عبر عن الموقف المصرى الشريف فى مناسبات كثيرة سواء فى رفض مصر القاطع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتوطينهم فى سيناء وإدخال 2.3 مليون إلى الأراضى المصرية وكشف بشكل غير مباشر عن حجم الضغوط على مصر والابتزاز والحصار الذى يمارس عليها من أجل تصفية القضية الفلسطينية وإعدام الحقوق المشروعة للأشقاء.. لكن (مصر– السيسى) دولة عظيمة وشريفة لا تقبل التفريط فى حقوق مشروعة ولا تعرف التآمر أو الخيانة ولا تخون دماء مصرية– فلسطينية زكية سالت من أجل الحق والأرض الفلسطينية.. وأيضاً مصر عرضت عليها مئات المليارات من الدولارات من أجل الموافقة على تصفية القضية الفلسطينية أو السماح بتوطين الفلسطينيين فى سيناء.. لكن هذا لم ولن يحدث لأنه خيانة لدماء الأشقاء والشهداء ومصر لا تعرف الخيانة أبداً.
الرئيس السيسى شرح هذا الأمر جيداً وباستفاضة وأيضاً الفارق بين سماح مصر بفتح منافذها وأرضها أمام السودانيين وغيرهم من الأشقاء من الدول التى تعانى من أزمات داخلية وبين رفض مصر دخول الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء فى ظل ما يتعرضون له من إجرام إسرائيلي.
الحقيقة ان الوضع فى السودان مختلف تماماً فهناك أشقاء يتقاتلون فى بيتهم وبينهم نزاعات وخلافات وانقسامات لكنهم يتصارعون على أرضهم.. وبالتالى فإن صراع أبناء هذا الوطن الواحد.. خلق حالة من غياب الأمن والأمان والاستقرار وانتشار القتل.. لكن لمجرد ان يعود السلام والتوافق فيما بين أبناء الوطن الواحد يستطيع المواطنون الذين فروا العودة إلى وطنهم وأراضيهم فلا يوجد غريب أو عدو بينهم.. يسرق ويسلب أرضهم أو يغتصب وطنهم.. الوضع فى غزة مختلف تماماً.. فإذا سمحت مصر بنقل الأشقاء الفلسطينيين فى القطاع وهم 2.3 مليون فلسطينى إلى أراضيها فى سيناء فإن القضية الفلسطينية ماتت إلى الأبد.. فأى وطن يفرض وجود (الأرض والشعب) فعن أى دولة نتحدث إذا كان الشعب ترك أرضه ووطنه.. كما ان خروج الفلسطينيين إلى خارج أراضيهم إلى سيناء هو أمر مخطط ومدبر ومؤامرة إسرائيلية تحقق أوهاماً صهيونية وبالتالى تنفذ مخطط إسرائيل الكبري.. باختصار إذا خرج الفلسطينيون من غزة إلى سيناء لن يعودوا إليها مرة أخرى ولن تقوم لهم قائمة.. أو دولة مستقلة أو قضية وسوف يكون ذلك خطراً على الأمن القومى المصري.. لأن المعركة سوف تنتقل إلى سيناء بدلاً من غزة أو الأراضى الفلسطينية وهو ما يشكل تهديداً مباشراً على مصر وأمنها القومى ويجعلها فى مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني.. لذلك فإن موقف مصر الشريف تجاه القضية الفلسطينية لم يقبل تصفيتها أو تهجير وتوطين سكان القطاع.. ولم يقبل الضغوط والابتزاز والحصار وحتى الإغراءات فمصر أكبر وأعظم من أن تتنازل عن مبادئها وثوابتها وقيمها وشرف مواقفها.
تحيا مصر