المنطقة تمر بمنعطف خطير
عقب الإعلان عن سقوط بشار الاسد ومغادرته البلاد أكد سياسيون وباحثون فى الشئون العربية والسياسية ان مصير سوريا اصبح مجهولا مع سيطرة التنظيمات المسلحة على الاوضاع وطالبوا الشعب السورى بالحفاظ على دولته ومؤسساتها من السقوط.
وأشاروا إلى ان الاوضاع تنذر بالخطر خاصة وان التطورات المتسارعة تؤكد أن الايام القادمة لن تكون مبشرة وأن سوريا باتت تحت سيطرة تنظيمات مسلحة ومتطرفة وهو ما يجعل مستقبلها غامضاً ورغم وجود قوى مسلحة لم تكن ذات خلفية دينية الا ان عددها أقل من عدد التنظيمات الإسلاموية، فضلًا على أنّ كل هذه التنظيمات تُقاتل تحت لافتة هيئة تحرير الشام المعروفة بتوجهاتها وانتمائها للفكر الداعشى حتى وان ادعت انها تخلت عنه.
وبعيدا عن موقف الكثيرين من نظام بشار الاسد ورفضهم له الا ان الوضع مرشح لمرحلة عصيبة وتخوفات من فوضى عارمة تدفع سوريا وشعبها ثمنها.
اشاروا إلى ان الاوضاع تنذر بالخطر خاصة وان التطورات المتسارعة تؤكد أن الايام القادمة لن تكون مبشرة سواء من داخل سوريا الذى قد يشهد صراعات كبيرة بين التنظيمات المسلحة التى لن تغير افكارها المتطرفة او من خارجها بتزايد الاطماع فى الاراضى السورية مثلما حدث من إسرائيل خلال ساعات قليلة من سقوط الاسد
من جانبه قال د.أحمد يوسف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إنه إذا طرحنا كافة السيناريوهات بعد سقوط نظام الأسد فإننا أمام فترة عدم استقرار حتمية واحتمالات التقسيم واردة وذلك لأن الفصائل فيما بينهم اختلافات جذرية فهل سوف يتم حل هذه الخلافات وهناك تنوع هائل فى نسيج الشعب السورى طائفياً وعرقياً وبالتالى حكم سوريا ليس سهلاً كما يبدو.
واشار إلى أن مصر تتابع بقلق ما يحدث خاصة أننا مع الدولة الوطنية وأن يكون هناك نظام توافقى يستطيع حل أزمة سورياخاصة وأن هناك قصوراً سياسياً واقتصادياً وأمنياً منذ سنوات ومصر ضد تقسيم الدولة ولاتريدالتنظيمات الإرهابية أن تصل إلى الحكم لأنها سوف يكون لها ارتدادات على المنطقة كلها ولا ننسى أن التنظيمات المتشددة الإرهابية مثلت تهديداً لكل الدول العربية وهو يعنى أنه بسيطرة هذه القوى على الحكم فى سوريا سوف تكون هناك مرحلة طويلة من عدم الاستقرار.
وقال أن هناك عدة أطراف خارجية تتعامل مع الملف السوري.
واوضح د.جمال سلامة استاذ العلوم السياسية جامعة السويس إنه من المتوقع أن لا تستقر سوريا فترة طويلة وهو أمر شاهدناه بعد ما حدث فى ليبيا واليمن وليس بجديد وأقول إن الأسوأ قادم خاصة وأن المعطيات على الأرض غيرمطمئنة وهذه الفصائل المسلحة التى استولت على السلطة هى ميليشيات إرهابية ليس لها القدرة على الحكم، وإدارة الدولة وإمكانية توحيدها مستحيل فى ظل مجتمع مليء بالتعدد العرقى والطائفى فهناك الأكراد والتركمان والدروز والسنة والشيعة والأرمن وغيرهم وهم بذلك فى اتجاه التقسيم إلى مناطق نفوذ لا محالة بالاضافة إلى الأطماع الإسرائيلية فى المنطقة والتى سوف تتمدد فى ظل ضعف الدولة وتحت بند حماية حدودها من المليشيات المسلحة.
ونوه إلى أن المستقبل القريب سوف يتم فيه اسناد الأمور إلى حكومة تصريف اعمال وهى نفس حكومة بشار الأسد بعد أن أعلن رئيس الوزراء أنه موجود فى دمشق وعلى استعداد للقيام بإدارة الدولة وبالتأكيد سوف يتم تغيير وزير الداخلية والجيش وهو ما يؤكد أن ما حدث تم الترتيب له وبالاتفاق مع الأطراف الفاعلة، أن هذه التفاهمات ولعبة المصالح فى المنطقة ليس الهدف منها الفوضى التامة، وإنما تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ و إبعاد وتقليم نفوذ إيران وروسيا وكل هذا فى صالح إسرائيل لأن حزب الله لن يشكل لها تهديداً ولا سوريا وهو ما يعنى أن أذرع إيران فى المنطقة تم تقليمها.
>أكد د.محمد صالح الحربى استاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز أن الأحداث التى وقعت بسوريا تؤسس لمرحلة جديدة من التوازنات السياسية الدولية بين اللاعبين فى المنطقة وخاصة أن حقول النفط تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الامريكية وهى متغلغلة فى الرقة والحسكة وكل ذلك تحت مظلة أمريكية مشيراً إلى أن الشمال السورى تسيطر عليه تركيا بالمنطقة العازلة بالاضافة إلى الوجود الروسى إذن اننا فى معادلات معقدة.
> وأكد أن الهدف الرئيسى هو انتقال سلس وتأسيس مرحلة جديدة والدور العربى فيها يجب أن يكون فاعلاً وهو تأكيد العالم العربى على وحدة الأراضى وسلامة الشعب السورى والتعاطى مع اللاعبين الكبار الولايات المتحدة وروسيا وتركيا.
>والأهم ايضا فى هذه المرحلة هو عدم التدخل الاسرائيلى فى الملف السورى لأنها من مصلحتها بث فوضي.