أن تبنى القوة والقدرة فهذا إنجاز عظيم.. لكن أن تستطيع فى أتون الصراعات والحرائق والاضطرابات ومحاولات الاستدراج والاستهداف .. أن تحافظ على هذه القوة والقدرة وتعمل على تعظيمها فهذا هو الإنجاز الأعظم.. الذى يعكس حكمة وعبقرية رؤية القيادة.. وامتلاكها للحسابات والتقديرات الدقيقة.. والأوراق والبدائل التى تحقق الأهداف دون المغامرة بالوطن.. لذلك فالرئيس السيسى حقق معادلة استثنائية فى بناء القوة والقدرة والحفاظ عليهما.. هذه الفلسفة والرؤية الرئاسية حققت لمصر أهدافاً استثنائية.. وإنجازات غير مسبوقة.
الحفاظ على القوة.. «منتهى القوة»
من المهم أن تكون قوياً وقادراً .. فهذا هدف إستراتيجى.. وغاية وطنية لا محالة.. وضرورة حتمية لاشك.. لكن الأكثر أهمية هو حماية هذه القوة والقدرة والحفاظ عليها لأنها أساس الوجود والبقاء.
القوة والقدرة ليستا رفاهية فى مسيرة الأوطان والأمم.. بل هما أهم مقومات وأسباب الوجود والأمن والاستقرار.. لكن المهم هو كيفية إدارة هذه القوة والقدرة والنأى بها من الاندفاع والتهور والانزلاق إلى أتون الاستنزاف والمغامرات غير المحسوبة.. هاتان القوة والقدرة لابد أن تحكمهما مبادئ وضوابط وقيم.. لا يمكن التفريط فيها خاصة أنهما العنصر الحاكم فى مسيرة الدول نحو استمرار البناء والتقدم.
ليس من المهم أن تشهر السلاح.. أو تقرر الهجوم على عدوك دون استناد على أهداف ترتبط بالأمن القومي.. فالعدو يدرك تماماً مدى قوتك.. وهو ما يعنى امتلاك سلاح الردع الذى يؤدى فى النهاية إلى عدم الاقتراب منك.. أو التفكير فى المساس بأمنك.. وبالتالى يتأكد للجميع مدى أهمية الحفاظ على القوة والقدرة للحفاظ على سلاح الردع وبالتالى الاستقرار والبناء.
القوة والقدرة لا تعنيان فقط القوة العسكرية أو السلاح وهى أمر غاية فى الأهمية لكن أيضاً يتسع مفهوم القدرة إلى القدرة الشاملة والمؤثرة عسكرية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية وقوة الجبهة الداخلية فى الوعى والاصطفاف الوطني.. بل والقدرة على عدم اللجوء إلى استخدام السلاح فى مواجهة الصراعات أو الأزمات فى ظل وجود بدائل وأوراق لا تقل أهمية عن قوة السلاح التى تشكل مخاطر جساماً فى الاستنزاف وإهدار الوقت الذى يمكن أن تختصره هذه الأوراق ويستثمر فى البناء والاستقرار.
بناء القوة والقدرة مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة طالما وجدت الرؤية والإرادة لكن الأهم والأكثر صعوبة هو كيفية الحفاظ على هذه القوة والقدرة دون أن تستنزف أو تهدر أو تتورط فى مغامرات وهو أمر يتطلب وجود قيادة محترفة.. ومدركة وواعية.. وحكيمة وهذا هو الأهم.. وتتعامل مع كافة المواقف بموضوعية بعيداً عن العواطف وبحسابات دقيقة.. وتقديرات مواقف صحيحة بعيداً عن التهور والاندفاع.
هذه المقدمة مدخل مهم لما حققه الرئيس عبدالفتاح السيسى من إنجاز عبقرى وملحمى فى قضية بناء وامتلاك القوة والقدرة.. وأيضاً الحفاظ عليهما.. والحقيقة أن الرئيس السيسى يستحق التحية المضاعفة فى رؤيته واستشرافه للمستقبل فى بناء القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة وارتأى أنها قضية وجود.. ومصير خاصة ان الدولة المصرية دولة مستهدفة.. تحاك ضدها المؤامرات والمخططات وتواجه تحديات وتهديدات ومخاطر وهناك حرائق مشتعلة من كل حدب وصوب وجوار ومن كافة الاتجاهات الإستراتيجية بمعنى أن مصر تعيش وبشكل حقيقى على أرض الواقع فى طوق نار.. لكن أبرز نتائج وثمار بناء القوة والقدرة.. التى حرص عليها الرئيس السيسى برؤية وإرادة صلبة هو أن تتمتع مصر بأعلى مراتب الأمن والاستقرار فى ظل هذه الحرائق المستعرة شرقاً وغرباً.. وجنوباً وشمالاً.
الرئيس السيسى لا يحسب له فقط بناء القوة والقدرة اللتان تحفظان لمصر سلامتها وأمنها واستقرارها ولشعبها الأمان والبناء والتقدم.. ولكن أيضاً يحسب له بجدارة.. كيفية الحفاظ وصون هذه القوة والقدرة.. والنأى بهما عن المنزلقات.. وفخاخ الاستدراج والاستفزاز.. لما لدى هذا الوطن من صبر إستراتيجى يستند إلى ثقة فى قدرة بالغة على العبور.. فليس معنى أن تكون قوياً وقادراً أن تجازف وتغامر بهذه القوة والقدرة الشاملة.. حتى لا تستنزف أو تضعف بفعل فاعل.. ومخططات مرسومة لذلك من العبقرية.. عبور هذه الفخاخ بسلام وأمان.. وأن تستمر فى مواصلة بناء القوة والقدرة.
الحقيقة أن درس يناير 2011.. كان قاسياً.. وجرس إنذار خطير..ً بل الإدراك لما هو قادم من مخططات وشرور تستهدف الدولة المصرية استوجب أن يتولى أمر مصر قائد عظيم.. وطنى شريف حكيم.. لديه قدرة فائقة على قراءة الواقع والحاضر.. واستشراف المستقبل فقد تسلم الرئيس السيسى مصر بالفعل وهى دولة هشة أرهقتها الأزمات والمعاناة وغياب الرؤية والإرادة وشجاعة الإصلاح بما يعنى شبه وأشلاء دولة.. لذلك اهملت.. بناء القوة والقدرة التى تجعل مصر وتدفعها إلى أن تكون قوة إقليمية عظمي.. خاصة انها تعيش فى منطقة شديدة الاضطراب.. تعانى من أوهام وأطماع وصراعات ومخططات مرسومة بأقلام قوى الشر تستهدف فى المقام الأول الدولة المصرية.. حجر الزاوية وعمود الخيمة فى الشرق الأوسط.. ولو حققت قوى الشر هذا الهدف لا قدر الله لابتلعت باقى دول المنطقة بسهولة.. لذلك كانت أهم أولويات الرئيس السيسى الإستراتيجية.. والتى تمثل بالفعل قضية وجود هو بناء القوة والقدرة بأعلى جودة ومعايير عصرية.. وبأسرع وقت ممكن.. لذلك شهدت مصر استدارة تاريخية وإستراتيجية.. انتقلت فى عهد السيسى من الضعف إلى أعلى مراتب القوة والقدرة.. ونجح الرئيس السيسى فى علاج الخلل فى موازين القوة فى المنطقة بصعود القوة والقدرة المصرية سريعاً وهى قوة حكيمة ورشيدة.. حددت أهدافها الإستراتيجية بدقة وشرف لذلك فهى قوة وقدرة تحمى وتصون وتدافع.. ولا تعتدى أو تهاجم أحداً.. تحفظ أمن مصر القومي.. ومقدرات وثروات وحقوق الدولة المشروعة.. ورغم هذه القوة إلا أن مصر تحرص على ترسيخ الاحترام المتبادل مع الدول وعدم التدخل فى الشئون الداخلية واحترام السيادة وبناء علاقات دولية قوية تقوم على التعاون والشراكة وهو عنصر من شأنه أن يحافظ على القوة والقدرة.
التفوق الإستراتيجى المصري.. الذى بناه الرئيس السيسي.. كان وراء نجاحاتها وإنجازاتها فى القضاء على الكثير من التهديدات وأبرزها الإرهاب والفوضي.. وبامتلاك مصر القوة والقدرة.. امتلكت سلاح الردع الذى أجبر قوى الشر على التراجع والاكتفاء بحروب جديدة ترتكز على الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه.. أو الحصار أو محاولات الاستدراج.. لكن فهم ووعى وعبقرية القيادة أجهضت كل ذلك من خلال الحكمة والحرص على أعلى معايير المصارحة والشفافية وأيضاً وعى المصريين وإدراكهم لما يحاك لمصر.. وكذلك إدراك قيمة ما يتم تحقيقه من إنجازات فى كافة المجالات.
ملحمة بناء القوة والقدرة المصرية التى قادها الرئيس السيسى جاءت بناء على رؤية واستيعاب وفهم متطلبات الدولة الحديثة الآمنة المستقرة التى تعيش فى أتون الحرائق والصراعات والاضطرابات والأطماع.. وهى تندرج تحت إستراتيجية «العفى محدش يقدر يأكل لقمته» واننا نعيش فى عصر الأقوياء الذين يحترمهم العالم.. لذلك وفقاً لخطوات ومبادئ وإجراءات فى رؤية شاملة كالتالي:
أولاً: بناء القوة العسكرية المواكبة لمتطلبات العصر والتى تدرك حجم التحديات والتهديدات وطبيعة المنطقة والعالم.. والقدرة على الوصول إلى كافة التهديدات ومتطلبات تأمين حدود شاسعة غرباً وجنوباً وشرقاً وحماية مواردنا وثرواتنا وأمننا القومى شمالا وارتكزت على بناء القدرة براً وبحراً وجواًَ وصولاً إلى دولة تمثل قوة إقليمية عظمى نجحت فى تغيير المعادلة الإقليمية.. وأيضاً قوة رشيدة يعول عليها العالم فى حماية وصون وقيادة الاستقرار والسلام فى المنطقة التى تؤثر صراعاتها وتوتراتها على كل مكان فى العالم.. خاصة الدول المتقدمة وتمتلك هذه القوة كل أسباب العصر من تطور تكنولوجى وتنويع فريد لمصادر السلاح بمختلف المدارس العسكرية وهو قرار رئاسى يجسد حالة الشموخ واستقلال قوة الإرادة المصرية.
ثانياً: القوة والقدرة المصرية رشيدة وحكيمة بالدرجة الأولي.. تستند على عدم التهور والمغامرة.. وأيضاً هى قوة تحمى وتصون وتؤمن الوطن وتدافع عن أمنه القومي.. لا تهاجم ولا تعتدي.. ولعل مقولة الرئيس السيسى «الناس اللى بتقول احنا عندنا جيش قوى.. يالا نحارب» والرئيس يقولها متعجباً من هذه الأقوال.. وهو ما يعكس العبقرية والقدرة الفائقة على حماية وصون هذه القوة والقدرة بعيداً عن المغامرات والانفعالات والعواطف.. وأيضاً الوعى الحقيقى لمتطلبات الحفاظ على سلامة الأمن القومي.. وعدم الانزلاق أو الاستجابة لعمليات الاستدراج الممنهجة التى تسعى قوى الشر من خلالها لاستدراج واستنزاف مصر وتعطيل مشروعها القومى الوطنى لتحقيق التقدم.. فالقوة المصرية تحمى الأمة المصرية.. وأمنها القومى وليس معنى ان لديك جيشاً قوياً أن تغامر فى أتون الاستدراج والمغامرات والاستنزاف ولكن تصون هذه القوة وتعمل على بناء المزيد منها.. لأنها صمام الأمان وسلاح الردع لكل من يفكر فى المساس بالوطن وأمنه القومى وأرضه وحدوده ومقدراته.. لذلك فإن حكمة الرئيس السيسى تمثل أرقى أنواع الحكمة والصبر الإستراتيجي.. وتقديرات الموقف ودقتها والقدرة على تحقيق وبلوغ الأهداف دون الدخول فى صراعات.
ثالثاً: النجاح الكبير فى الحفاظ على القوة والقدرة المصرية يعود بالدرجة الأولى إلى عبقرية وحكمة القيادة.. وأيضاً رؤية وأهداف الدبلوماسية الرئاسية على مدار الـ10 سنوات الماضية فى كيفية بناء وإدارة علاقات دولية مع جميع دول العالم تعتمد على التوازن والانفتاح والمصالح المشتركة والتعاون والشراكة والاحترام المتبادل ودون انحياز لمعسكر على حساب آخر.. فـ(مصر- السيسي) ليست دولة أحلاف أو معسكرات.. لذلك علاقاتها مع الجميع تدخل فى إطار الصراحة والتعاون والشراكة والتشاور والتنسيق حتى وان بدت بين هذه الدول الكبرى صراعات دامية أو منافسة شرسة.. لكن مصر لا تستقطب ولا تنحاز.. وهو ما نجح فى بناء علاقات قوية وشراكة إستراتيجية مع الولايات المتحدة والصين وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي.. فمصر دولة تسعى لتحقيق مصالحها فى المنطقة التى تعيش فيها تلتزم بسياسات حسن الجوار.. والقوانين والمبادئ والشرعية الدولية ولا تتدخل فى شئون الدول.. وتعتبر أزماتها وخلافاتها الداخلية هى شأن داخلى وتدعو إلى تغليب لغة الحوار والعقل والتسوية السياسية والسلمية لهذه الأزمات.. وجلوس كافة الأطياف الوطنية على طاولة واحدة وإعلاء المصلحة الوطنية وإنهاء الفرقة والانقسام واستعادة الدولة الوطنية والمؤسسات والدعوة لعدم التدخلات الخارجية.. وخروج القوات الأجنبية التى من شأنها تأجيج الصراع ورفع حدة الأزمة والصراع.
رابعاً: حماية وصون القوة والقدرة المصرية أمر ليس سهلاً.. ولكنه استوجب رؤية ذات أبعاد مختلفة.. فعلى المستوى الخارجى يؤكد الرئيس السيسى أننا قادرون على مجابهة أى تهديدات خارجية وفى ذات الوقت نلتزم بمبادئ وسياسات مصرية متوازنة مع الجميع.. وعلى المستوى الداخلى تعلى الدولة المصرية من أهمية وقيمة بناء الوعى الحقيقى للمواطنين.. لضمان اصطفاف ووحدة المصريين وان يكونوا على قلب رجل واحد وهو البعد الأكثر أهمية فى ظل قوة وقدرة الدولة المصرية على مجابهة التهديدات الخارجية وإيمانها بأن محاولات الهدم وتدمير الدول القوية تأتى من داخلها.. لذلك القدرة فى مفهوم الدولة المصرية.. ورؤية قيادتها ليست قاصرة على القوة العسكرية فحسب.. ولكن بناء القدرة الشاملة.. من خلال أكبر عملية تنمية فى تاريخ مصر قادها الرئيس السيسى على مدار 10 سنوات ومازال يحقق نجاحات وإنجازات غير مسبوقة سواء لبناء اقتصاد قادر على تحقيق قدرة اقتصادية للدولة وتلبية آمال وتطلعات شعبها.. وكذلك بناء الإنسان المصرى الذى يوليه الرئيس السيسى أولوية قصوى وأهمية كبرى فى الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والأجور والمعاشات والحياة الكريمة والارتقاء بظروفه المعيشية.. بناء يجرى وفق مقاربة شاملة.. اقتصادية.. وفكرية.. واجتماعية وصحية وتعليمية.. وتوعوية وتوفير كافة مقومات النجاح من خلال الارتقاء بالتعليم واكساب المهارات التى تتسق مع متطلبات العصر وسوق العمل محلياً وإقليمياً ودولياً بما ينقل الانسان المصرى إلى آفاق أكثر رحابة ويحقق حالة الرضا والاصطفاف ويقضى على منافذ ومداخل الشيطان.. فالموطن المصرى كما يؤكد الرئيس السيسى كثيراً.. هو البطل وهو سبب النجاحات والإنجازات التى تحققت فى مصر.
خامساً: الحفاظ على القوة والقدرة ليس بالأمر الهين أو السهل ويحتاج إلى قيادة عظيمة وحكيمة وواعية وهو ما حققه الرئيس السيسى ليس فى بناء القوة والقدرة والحفاظ عليها فحسب بل تعظيم وزيادة هذه القوة لحماية دولة عظيمة ومستهدفة فى حجم الدولة المصرية.. وأيضاً فى قوة وقدرة الدولة والحفاظ عليها أهم مكاسب المواطن أو الشعب.. لأنه يرسخ الأمن والاستقرار والبناء.. ويقيناً فإن قدرة الرئيس السيسى وعبقريته فى بناء القوة والحفاظ عليها.. وزيادتها أهم وأعظم إنجاز لأنه أصل الاستقرار الذى هو القاعدة التى ينطلق منها بناء الدولة وتحقيق إنجازاتها وتلبية آمال وتطلعات شعبها.. وذلك بفضل حكمة ورؤية القيادة السياسية الاستثنائية الوطنية وهو سر ثبات واستقرار وثقة مصر فى وسط هذه الحرائق المشتعلة فى كل اتجاه.
أعظم شيء ان تبنى القوة والقدرة.. لكن الأعظم ان تستطيع الحفاظ عليها رغم الاستفزازات والصراعات والاستهدافات بعيداً عن المغامرات.. تحية للرئيس السيسي.. الذى لم يبع الوهم يوماً لشعبه.. ولم يغامر بوطنه.. أنقذ وأنجز وحفظ له أمنه واستقراره وصان قوته وقدرته.. وعظم منها فى شموخ وطموح بلا حدود.. فمنتهى القوة ان تحافظ على القوة.
تحيا مصر