لأول مرة هذا العام تغرق المانجو الأسواق وينخفض سعرها عن باقى أنواع الفاكهة وهى المحصول الذهبى الذى ينتظره المواطنون وقد تعودنا أن تأتى وترحل ولا ينخفض سعرها عن 30 أو 50 جنيها كل عام.
مع بداية شهر يوليو انتشرت المانجو فى الأسواق بأسعار تبدأ من عشرين جنيها وفى بعض المناطق وصلت إلى 10 جنيهات للسكرى والصديقة والناعومى والعويس والفونس.
جولة «الجمهورية» سجلت اعترافا من التجار بأنها «فاكهة الغلابة» هذا العام وان الأسعار انخفضت بنسبة 40 ٪ عن العام الماضى والمبيعات زادت 70 ٪ مع زيادة الإنتاج الذى وصل 60 ٪. على الجانب الآخر الخبراء أكدوا ان الحر وارتفاع درجات الحرارة السبب ولكنه ليس السبب الوحيد فقد استجاب المزارعون لتعليمات وزارة الزراعة منص حيث الاهتمام بالتسميد والرى فلم يصب المحصول العفن الهبابىد أو الحشرات القشرية التى خفضت انتاج العام الماضى بنسبة 30 ٪. فضلا عن نظام «المعاومة» حيث تتميز المانجو واليوسفى بزيادة فى المحصول عاما ثم تقل فى العام التالى لتعود وترتفع مرة أخرى وهكذا. بينما أكد تجار الجملة ان الأسواق ستشهد مزيدا من الانخفاض مع بداية شهر أغسطس عندما يبدأ طرح محصول الاسماعيلية والوجه البحرى فى الأسواق.
المانجو لأول مرة:
60 ٪ زيادة فى الإنتاج و40 ٪ انخفاضاً فى الأسعار
كتب – علا أحمد وأسامة عبدالمنعم:
رصدت عدسة «الجمهورية» بأسواق الفاكهة اقبالا كبيرا من المواطنين على شراء المانجو لانخفاض أسعارها عن اغلب اصناف الفاكهة مع مؤشرات باستمرار انخفاض السعر حتى نهاية الموسم وأجمع البائعون على وفرة المعروض وانخفاض السعر عن العام الماضى بنسبة 40٪ ويتوقعون انخافضا اكثر مع بداية شهر اغسطس مع جنى المحصول الجديد.
كريمان أحمد – موظفة – تتعجب من أن المانجو هذا العام يتواجد بكثرة فى الاسواق بأسعار مناسبة مقارنة بالعام الماضى قائلة: ننتظر موسمها وأطفالى يحبون تناولها بكثره خاصة نوعى الزبدية والسكرى أفضل من شراء العصائر المعلبة.
تتفق معها إيمان عبد الهادى مشيرة إلى أنه من الجيد أن أسعار فاكهة المانجو منخفضة عن العام الماضي: اشتريت كميات كبيرة لتخزينها لفصل الشتاء وموسم رمضان القادم. «المانجو فاكهة الغلابة هذا العام» هكذا بدأ كلامة أيمن محمد – أعمال حرة قائلا: جاء اليوم الذى أرى فيه المانجو أرخص من الخضراوات.
ويأمل رضا رياض – عامل –أن تشهد جميع انواع الفاكهة انخفاضا فى الاسعار مثل المانجو.
بينما تشير ماريانا إدوارد – ربة منزل إلى أن فاكهة المانجو هذا العام متاحة للغنى والفقير فيستطيع رب أى أسرة شراءها لاولاده دون خوف من سعرها وأقوم بشرائها لأولادى على الرغم أننى لا أتناولها لارتفاع نسبة الاملاح بها.
صالح أبو الحسن – بائع فاكهة بشبرا يؤكد الإقبال الكبير من المواطنين على المانجو لانها أرخص من العنب والتفاح وأسعارها تختلف حسب نوعها حيث يتم بيع السكرى من 20 الى 35 بدلا من 50 جنيها والفونس بـ 40-50 بدلا من 100 جنيها العام الماضى والناعومى بـ 40 جنيها والهايدى بـ 40 جنيها والصديقة بـ 30 جنيها والزبدية 25جنيها.
أم نجوى محمد – بائعة بسوق روض الفرج – تؤكد أن المبيعات تخطت 70 ٪ ونحن ما زلنا فى بداية الموسم ومع نهاية شهر يوليو وطرح محصول وجه بحرى ستتخطى الـ 90 ٪ والإقبال الاكثر على نوع السكرى والزبدية لانهما الاقل سعرا. ويرى محمد سالم – بائع بسوق شبرا – أنه من المتوقع حدوث انخفاض فى أسعار المانجو ببداية شهر أغسطس بنسبة لا تقل عن 30 ٪ لان سعرها يشكل تحديا كبيرا أمام بقية أنواع الفاكهة الموجودة بالأسواق الآن كالعنب والبرقوق والبطيخ وهناك فئة معينة من المواطنين يفضلون شراء أنواع معينة منها رغم ارتفاع سعرها ولكنها أكثر جودة مثل «الهندى والفص والعويسى والصنارة».
تجار سوق العبور: أمراضها اختفت
كتب – محمد السيد :
تجار سوق العبور أكدوا أن أسعار المانجو شهدت تراجعا كبيرا هذا الموسم عن الأعوام السابقة وانخفاض أسعارها نتيجة توجيه المحصول بالكامل للسوق المحلى مما أدى إلى زيادة المعروض بالاسواق بجميع اصنافها ومع الانتاج الوفير.
ابراهيم حداد – تاجر فاكهة بسوق العبور – ان طرح فاكهة المانجو هذا العام جيد لتواجدها بكثرة وبجميع الاسواق والطرح المتواجد الآن من بشاير خط الصعيد «اسوان وقنا» ويشمل جميع الاصناف من ثمار المانجو وتتراوح اسعارها من 15 الى 20 جنيها بالاسواق وتشمل على انواع الزبدية التى يتراوح سعرها من 22 الى 25 جنيها والسكرى من 23 الى 28 جنيها والناعومى من 28 الى 30 جنيها بالاضافة الى ان خط انتاج بحرى سيظهر بالكامل اواخر شهر يوليو ويرجع اسباب ذلك الى العديد من العوامل منها موجه الحر الشديدة غير المسبوقة التى اسرعت من نضوج المحصول مبكرامما ادى الى زيادة المعروض بالاسواق عن العام الماضى مما انعكس على الاسعار واصبحت فى متناول الجميع.
ويضيف مختار ابوعمر – تاجر فاكهة بسوق العبور – أن اسعار المانجو بسوق العبور شهدت تراجعا كبيرا هذا الموسم عن الاعوام السابقة وان انخفاض اسعارها هذا العام وان سعر المانجو العويسى من 20 الى 35 جنيها والزبدية من 15 الى 22 جنيها والفص من 40 الى 68 جنيها والصديقة من 17 الى 22 جنيها والفونس من 15 الى 40 جنيهاً.
ويشير حسن ابوطلال تاجر مانجو الى ان اهم الاسباب فى زيادة كمية المنتج من محصول المانجو عدم تعرضها للعواصف التى اسقطت الازهار العام الماضى وبالتالى زيادة المعروض هذا الموسم وانتعشت الاسواق بكافة الاصناف من الوجهين البحرى والقبلى وطبقا لسياسة العرض والطلب انخفضت الاسعار واصبحت المانجو فى متناول الجميع.
نقيب الفلاحين: حرارة الجو ساهمت
فى نضج الثمار مبكرًا.. ولدينا 280 ألف فدان مثمر
كتب – وائل فوزى وشريف فتحى:
نقيب الفلاحين والغرفة التجارية يشير إلى أن انتاجية هذا العام تتميز بالوفرة والجودة التى زادت بنسبة 60٪ عن الاعوام السابقة وبالتالى انعكس بالايجاب على الاسعار التى انخفضت الى 40٪ عن العام الماضى نتيجة عوامل المناخ والطقس التى ساهمت فى نضج الثمار مبكرا واغراق الاسواق المحلية بكميات وفيرة من المانجو.
حسين أبوصدام – نقيب الفلاحين – يشير إلى أن أسعارها لا تقارن بالسنوات السابقة حيث لدينا 300 ألف فدان حدائق للمانجو منها 280 ألفاً مثمرة وتعد محافظة الاسماعلية من اكبر المحافظات التى تزرع الماجو حيث يوجد بها 120 ألف فدان بجانب 5 محافظات اخرى ويرجع انخفاض اسعارها الى عوامل عديدة منها العوامل المناخية وان الجو مناسب حاليا للأزهار وساهم بشكل عاجل بنضج الثمار وزيادة الانتاجية فى هذا التوقيت فضلا عن تراجع التصدير والسوق يحدد مطالبه من خلال العرض والطلب وتراوح اسعار اصناف المانجو من 25 الى 40 جنيها بخلاف المتميز منها مثل الفص يباع من 40 الى 60 جنيها حسب النوع والجودة.
ويرى حاتم النجيب – نائب رئيس شعبة الخضار والفاكهة – ان محصول ثمرة المانجو هذا العام نمبر وان فى سوق الفاكهة تعتبر هذة السنة فريدة من نوعها فى الطرح وغزارة الانتاج حيث زاد المعروض بنسبة 60 ٪ فى الانتاج عن الاعوام السابقة وتعتبر من ارخص الاسعار هذا العام بنسبة تتراوح بين 35٪ الى 40 ٪ عن الاعوام السابقة والاسعارتتراوح من 15 الى 60 لاعلى جودة وهى قابلة للانخفاض حتى نهاية موسمها ولا نتوفع اى زيادة فى اسعارها نظرا لزيادة انتاجية الافدنة باراضى الصعيد بخلاف خط بحرى من الشرقية والاسماعلية والسويس ودمياط وغيرها من المحافظات التى تقوم برراعة المانجو واعتقد انها ستكون فاكهة الغلابة هذا العام.
الخبراء: المانجو المصرية من أجود الأنواع عالمياً
كتبت – ياسمين ياسين – منى حسن – نهى ابو العزم :
اجمع خبراء الزراعة ان نظام «المعاومة» بالدرجة الأولى ثم الظواهر المناخية وارتفاع الحرارة مع اتباع التوصيات البحثية كان لها مردود كبير على تحسين ورفع جودة الاصناف بالاضافة الى المتابعة الدورية لوزارة الزراعة على محافظات انتاج هذا المحصول لضمان تنفيذ التوصيات الفنية لمكافحة الآفات والتى كانت تتسبب فى انخفاض المحصول بنسبة تتراوح ما بين 20٪ الى 30٪ مع توفير المستلزمات اللازمة لمكافحة اى مرض يتعرض له المحصول سيكون له اثر كبير على الانتاج فى الاعوام القادمة.
ويشير دكتور محمد سالم مشعل استاذ الاقتصاد الزراعى جامعة القاهرة ومستشار وزير الزراعة الاسبق ان الانتاج هذا العام جاء بكميات وفيرة نظرا للظروف المناخية وعدم تعرض المحصول لاى امراض فيروسية وبالتالى انعكس ذلك على الانتاج وادى الى غزارة المعروض فى الاسواق ومن المتعارف ان موسم المانجو يبدأ مع بداية شهر يوليو اما عن افضل الثمار والتى يقبل عليها المستهلك تتوافر مع النصف الثانى من الشهر حيث تتميز ثمار هذه الفترة بانها كاملة النضج من حيث الطعم والمذاق ومع زيادة الكميات المطروحة سنجد هناك بالتأكيد انخفاضا فى الاسعار حسب الاصناف والانواع فهناك انواع درجة اولى وهناك «فرز تاني» وانواع اقل جودة كما ان هناك ايضا دوراً للتجار فى التحكم فى الاسعار وحسب المنطقة ففى المناطق الشعبية وصل سعر المانجو السكرى الى 30 جنيهاً واقل بينما فى المدن الجديدة وصل سعرها الى 60 جنيهاً وهنا يأتى دور الرقابة والمتابعة لضبط الاسعار.
ويوضح دكتور ايمن حمودة مدير عام الادارة العامة لمكافحة الافات بوزارة الزرعة ان محصول المانجو يعتبر من المحاصيل ذات الاهمية التقديرية والاستهلاك المحلى لما تتمتع به الاصناف المزروعة فى مصر من صفات جودة تجعلها فى مقدمة محاصيل الفاكهة التى يقبل عليها المستهلك الاجنبى والمحلى لذلك اولت الوزارة اهتماما خاصا بهذا المحصول بالاشتراك مع الجهات المعنية للحفاظ على الانتاجية والعمل على زيادتها فى وحدة المساحة المزروعة وتعتبر التوجيهات الصادرة من وزارة الزرعة لرعاية هذا المحصول الهام من الاسباب التى ادت زيادة الانتاجية هذا العام .
ويشير دكتور اشرف كمال استاذ الاقتصاد الزراعى بمركز البحوث الزراعية إلى ان محصول المانجو هذا العام يتشابة بقدر كبير مع محصول اليوسفى حيث تعرضوا لنفس الظاهرة الفنية والتى تعرف باسم «المعاومة» او «تبادل الحمل» والتى تتميز بأن يثمر المحصول بشكل وفير فى عام وبشكل محدود فى العام التالى لذلك شهد العام الماضى انخفاض فى الانتاج هذا بخلاف التعرض الى ظواهر مناخية وعواصف ضرت بالمحصول العام الماضى اما العام الحالى فقد اتبع مزارعو المانجو التوصيات الفنية الكافية للحصول على انتاج مرتفع طبقا لتوجيهات وزارة الزراعة واستصلاح الاراضى كما ساعدت التغيرات المناخية والحرارة المرتفعة فى انضاج المانجو بشكل مبكر وبالتالى كانت متاحة بالاسواق قبل موعدها المعتاد كما سوف ستلعب الجهود التى يقوم معهد بحوث البساتين بناء على توصيات مركز البحوث الزراعية والتى اهتمت الدولة فى دعمة للاستفادة من خبراته فى احداث تطورات كبيرة بالنسبة للمحصول المانجو فى جودة الاصناف المزروعة .