فى عام 1337 اندلعت الحرب بين الإنجليز والفرنسيين واستمرت لمدة 116 عاماً وتعاقب خلالها على حكم فرنسا خمسة ملوك وعلى حكم إنجلترا نفس العدد وانتهت تلك الحرب بانتصار الفرنسيين وتحرير أراضيهم وكان ذلك فى عام 1453، وهناك حروب شهدتها أمريكا الجنوبية بين شعوب مابوتشى بأمريكا الجنوبية والجيوش الأسبانية واستمرت أكثر من ثلاثمائة عام، وكانت أطول حرب فى التاريخ قد استمرّت 780 عاما وهى حرب شبه الجزيرة الأيبيرية، وكانت حرب الـ 335 عاما بين الهولنديين وجزر سيلى هى الأغرب من بين كل الحروب الطويلة حيث لم تشهد سقوطا لأى ضحية رغم كل هذه السنوات، أما المنطقة العربية فقد شهدت قديما حرب البسوس التى استمرّت أربعين عاما، وكذلك حرب داحس والغبراء، أما أطول الحروب الأهلية فربما تصدرت حرب ماينمار الأهلية بستين عاما متواصلة من القتال والصراع، وكانت الحرب العالمية الأولى التى استمرّت أربع سنوات وخلفت وراءها ملايين الضحايا وتسببت نتائجها فى اشتعال الحرب العالمية الثانية التى استمرّت ست سنوات وخلفت وراءها عشرات الملايين من الضحايا وكانت الأكثر دمويةً، وشهدت المنطقة حرب العراق وإيران والتى استمرّت ثمانى سنوات، لكن على الجانب الآخر سجل التاريخ أقصر الحروب فى التاريخ واستمرت 38 دقيقة ويطلق عليها الحرب الأنجلو زنجبار، أما حرب الشمال الكبرى بين روسيا القيصرية والامبراطورية السويدية فقد استمرت 21 عاما وانتهت بهزيمة تحالف الدول الأوروبية وانتصار روسيا القيصرية، اليوم نعيش مرحلة نهاية الحروب الخاطفة والحاسمة وندخل فى عصر “الحروب المملة” فالحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا دخلت عامها الثالث والحرب الإسرائيلية الفلسطينية الحالية دخلت فى شهرها السابع والحرب الأهلية السودانية دخلت عامها الثانى، تلك هى أنماط الحروب الحالية والدائرة الآن فى محيطنا الإقليمى والتى تدفعنا إلى التفكير فى نمط تلك الحروب ومساراتها المختلفة، بيد أننا أمام نوعية من الحروب التى يمكن أن نطلق عليها.. “الحروب المملة” حيث تكون هناك أسباب لاندلاع تلك الحروب مستهدفة تحقيق حزمة من الأهداف ومع عدم تحقيق تلك الأهداف تستمر الحرب مخلفة وراءها أهدافا جديدة مع الفشل فى تحقيق الأهداف الأساسية وهذا ينطبق على الحرب الدائرة فى قطاع غزة.