ناشد الوسطاء «مصر وقطر وأمريكا» كلاً من حماس وإسرائيل لإبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها الرئيس الأمريكي جو بايدن في مبادرته لإنهاء الصراع ووقف القتال والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين بعد أكثر من 8 شهور حروب سقط خلالها أكثر من 37 ألفاً من الشهداء وقرابة 80 ألفاً من الجرحي بخلاف تدمير أكثر من 75٪ من المنازل وغالبية البنية الأساسية لغزة ورفح من الصرف والمياه والكهرباء وتعرضت مراكز الاونروا التي كانت تقدم الدعم للغزاوية للتدمير.
وكشفت الحرب عن معدن رجال المقاومة علي اختلاف مسمياتهم حيث نجحوا خلال هذه الفترة في تدمير واعطاب أكثر من 1500 معدة عسكرية وجاءت الحرب رداً علي استفزازات إسرائيل المستمرة في انتهاك حرمة المسجد الاقصي واستحلال أراضي الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بأساليب مختلفة مما دفعهم في النهاية إلي القيام بحرب 7 أكتوبر مهما كلفهم الثمن.
وكشفت الحرب عن تراجع المؤيدين لإسرائيل أسبوعاً بعد الآخر حينما اكتشف العالم تعطشهم للدماء وإصرارهم علي القيام بحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وممارسة حرب التجويع في أسوأ حروب القرن ولا يضاهيها قسوة إلا حروب النازية ضد اليهود وهو ما دفع طلاب الجامعات في أوروبا ومختلف بلدان العالم إلي الثورة ضد حروب الابادة ووحشيتها ومطالبة حكوماتهم إلي بوقف التعاون مع إسرائيل اقتصادياً وعسكرياً وثقافياً.
ولعل وجود حكومة متطرفة يرأسها نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل هي السبب وراء تأخر الإفراج عن الرهائن والأسري الفلسطينيين بل وقتل بعضهم هنا وهناك أثناء تخليصهم مما دفع أهالي الإسرائيليين إلي التحرك والتظاهر أمام الوزراء الإسرائيليين ومنازلهم لعلها تفيد في استصدار قرار الافراج عنهم.
وأقول ونحن الآن بصدد مبادرة أمريكية لحل الصراع يجب أن تتضمن المقترحات لحل لب المشكلة وجوهرها وهي تكوين دولة فلسطينية علي حدود 1967 مستقلة يحكمها تحالف وطني يمثل الفلسطينين جميعهم وأن يتم وقف الاستيطان بكل أشكاله ورد الاراضي التي انتزعت قسراً من الفلسطينيين وأن يتم بناء ما تهدم من منازل والبنية الاساسية وأن تساهم الولايات المتحدة الامريكية بتمويل في حدود ما قدمته لحرب إسرائيل لإعادة الاعمار بخلاف تلك الدول التي قدمت دعماً عسكرياً لدولة المحتل وعليهم واجب اخلاقي تجاه الفلسطينيين لإعادة الاعمار.
إن الضمير العالمي استيقظ مؤخراً من روع ما ارتكبته إسرائيل علي أرض الواقع وحصدت بذور الشر التي زرعتها بحربها الهمجية التي ارتكبتها عندما توالت عدد من الدول تعلن تأييدها لإقامة دولة فلسطينية وبدأت تمارس معها علاقات دول كاملة وبعضها قطع علاقته الدبلوماسية معها.
إن المجرم يجب أن يعاقب ويجب إصدار مذكرات توقيف بحق مجرمي الانسانية من الجنائية الدولية وأن يتم وقف هذه الجرائم إذا أردنا أن يتحقق السلام.