غيرت المسيرات والصواريخ والأقمار الصناعية والحروب الهجينة وحروب الجيل السادس من قواعد المعارك، فهى حروب بلا قيود تستخدم فيها كافة الوسائل لاجبار العدو على الرضوخ، من خلال استخدام الأسلحة الذكية لتأليب المجتمع بدون تحديد من يقف وراءها، فمرتكبوا تلك الأعمال يعملون بدقة وبشكل يضمن ترك أقل عدد ممكن من الخيوط التى يمكن تتبعها لمعرفة الفاعل مثل انفجارات غامضة تحت مياه البحر أو هجمات سيبرانية مجهولة المصدر، كل هذه الأشياء تصنف بأنها «تهديدات هجينة، كما توصف سياسة الغرب المتمثلة فى إضعاف روسيا بأى وسيلة بأنها نوع جديد من الحرب الهجينة والتى حلت محل الحرب الباردة، والمفهوم الحديث للحرب الهجينة شاع من خلال فرانك هوفمان -وهو جندى سابق فى المارينز، حيث قال: «إن الحروب الهجينة تتضمن مجموعة من أنماط الحرب المختلفة، بما فى ذلك القدرات التقليدية والتكتيكات والتشكيلات غير النظامية والأعمال الإرهابية التى تشمل العنف العشوائى والإكراه والفوضى الإجرامية»، لقد باتت جميع القوى العسكرية الكبرى والميليشيات تستخدم المسيرات لمراقبة ساحة المعركة ولتوسيع نطاق رؤية القوات البرية والبحرية وتعزيز مدى ودقة نيرانها الداعمة، حيث إنها تمنح الدول قوة جوية بثمن زهيد، بالإضافة إلى إمكانية دمج المسيرات مع القوات الجوية والقوات البرية، لتنفيذ عمليات أكثر سلاسة وتنسيقًا، ولذلك أنشأ الناتو والاتحاد الأوروبى مركزاً لمكافحة التهديدات الهجينة فى فنلندا».
تتميز المسيرات بصعوبة كشفها أو رؤيتها بالعين المجردة أو عن طريق الرادرات، ويتم التحكم فيها عبر موجات الراديو، أوبواسطة الاقمار الصناعية، كما ان قيمتها 500 دولار مقابل مليون دولار سعر تكلفة صاروخ أنظمة باتريوت، كما وفرت المسيرات إمكانيات ومميزات قتالية وسهولة الحصول على المعلومات وتوجيه ضربات دقيقة للهدف، وعدم خضوعها لحدود جغرافية، كما استطاعت المسيرات ان تنهى القتال فى ساحة الحرب بشكل أقرب للعبة «كش الملك» لنابيلون حيث تنتهى اللعبة باستهداف الشخصيات المؤثرة، حيث تم الاعتماد على دقة الأقمار الصناعية فى الوصول للهدف، ونجحت الولايات المتحدة الامريكية فى استخدام المسيرات والأقمار الصناعية فى فيتنام وأفغانستان واليمن والعراق وليبيا وجنوب لبنان والصومال، كما أجرت روسيا تجربة تحكم فى طائرة مسيرة عبر قمر صناعى فضائى، وتم نقل بيانات الموقع بنجاح، وأصبح الاتجاه السائد فى العالم الآن يركز على المسيرات المرتبطة بالاقمار الصناعية لدقة إصابتها وقد غيرت المسيّرات الإستراتيجيات العسكرية فى المنطقة، وأصبح للجهات الفاعلة الأضعف والأصغر حجمًا أن تشن هجمات فتاكة بعيدة المدى من الجو ضد أهداف مدنية وعسكرية، وكما قال صمويل كولت الأمريكى الجنسية عندما اخترع المسدس «الآن يتساوى القوى والجبان» أصبحت المسيرات أيضاً يتساوى فى استخدامها الجميع.