وثروتنا «الفنية».. وإسماعيل ياسين.. وأجمل حكاية فى العمر كله
وأكتب عن الحرب المنسية في السودان الشقيق.. وأعود بالذاكرة إلى أبريل من عام 3202 عندما اندلعت فجأة اشتباكات مسلحة في السودان بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع فى معارك نجم عنها مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين من منازلهم ومعاناة نصف سكان السودان من جراء ذلك حين يواجهون تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وشبح المجاعة وانتشار الأوبئة والأمراض.
ولا يقف الأمر في السودان عند حدود المعارك المسلحة بين جنود وجنود وإنما امتد إلى مصير مؤلم للمناطق التي يسيطرون عليها حيث يتهم الجيش السوداني ميليشيات الدعم السريع بارتكاب جرائم بشعة تشمل الإبادة الجماعية والاغتصاب.
وما يحدث في السودان مؤلم ولا تفسير أو مبرر له ولا يمكن قبوله أو التماس الأعذار لأحد.. فما يحدث ببساطة هو تدمير بلد جميل غني بالثروات الطبيعية علي يد أبنائه فى حرب لا توجد فيها منتصر .
ويزيد من معاناة السودان وشعبه أن العالم قد أغمض عينيه عما يجرى في السودان وتخلى عنه وتركه يواجه مصيره خاصة وأن العالم أيضاً قد أصابه اليأس من كل محاولات ومبادرات التوفيق بين طرفي النزاع ولم تفلح كل الوساطات العربية أو الدولية فى إيجاد مخرج أو حل توفيقي للأزمة.
والحل لن يأتى من خارج السودان.. الحل لدي الأشقاء في السودان.. الحل في عودة الوعى وفي التوقف عن البحث عن انتصار أو مكاسب.. الحل في الحوار والتفاهم وإلقاء السلاح.. الحل في عدم الاستماع لأطراف خارجية تبحث عن مصالحها علي حساب دمار السودان ومعاناته.. والحل يبدأ وينتهي من السودان.. وكفانا نزيفاً للدماء.. وكفانا دماراً.
> > >
ونترك الحروب التي كتبت علينا في عالمنا العربي.. الحروب والأزمات الداخلية التي تدخلنا دائماً في بحور الظلمات لننتقل إلى حيث الفن هو رسالة العقل والفكر.. والفن هو القوي الناعمة التي تعبر الحدود والمسافات لتشكل وجداناً وتفاعلاً إنسانياً رائعاً للثقافات ولمختلف الأجناس.
وأتحدث في ذلك عن قيمة ومكانة الفن المصري.. وأدعو إلي التوقف عن البرامج و«المقالب» التي تتعمد السخرية من فنانينا والاستهزاء بهم وإظهار أسوأ ما فيهم.. أدعو إلي التوقف عن الخوض في حياتهم الشخصية وإبراز عوراتهم وخلافاتهم.. أدعو إلى حماية سمعة الفنان المصري.. الفنان الذى كان ولايزال يمثل رصيداً هائلاً من الإبداع القائم علي مخزون السنين من تواصل القامات المصرية الرائدة في الفن والثقافة.. واحترموا فنانينا وقيمة فنانينا.. انهم ثروتنا البشرية التى لا ينبغي التفريط فيها أو التقليل من شأنها.
> > >
وأحدهم.. حاول أن يطرق باب الشهرة بتصريح بالغ السخافة والغرابة عبر فيه عن رأيه فى إسماعيل ياسين ووصفه بأنه أسوأ ممثل فى تاريخ السينما المصرية.. ثم عاد بعد ذلك وتراجع عن رأيه مقدماً اعتذاراً رسمياً.. وهو أمر غريب حقاً.. فإذا كان هذا هو رأيه فى إسماعيل ياسين فلماذا الاعتذار ولماذا التراجع..!! الأمر كله هو «فرقعة» ولا شىء آخر.. إسماعيل يسن كان ظاهرة في مرحلة معينة.. وحتى الآن نشاهده مع الشاويش عطية ونضحك!!
> > >
ونذهب لقضايا الشارع المصري وندعو إلى تكثيف الحملات الأمنية فى رمضان لملاحقة وإيقاف ظاهرة التسول وانتشار المتسولين في المراكز التجارية وفي شوارعنا.. فالتسول أصبح لدي البعض مهنة وتجارة وشطارة.. وأساليب التسول تنوعت وتعددت وقد يصل الأمر إلي المطالبة بتكوين رابطة وحتي نقابة لهم لحمايتهم وتأمين عملهم.. وهناك من يسيطرون علي توزيع أماكن المتسولين ويقدمون لهم الحماية.. وهناك سيارات تأتى من الأقاليم تقوم بتوزيعهم علي الأماكن «الحلوة» في الصباح وتجميعهم في المساء وتوزيع الحصيلة علي الجميع..!! امبراطورية ولها قانونها الخاص وشروط لقبول العضوية أيضاً..!
> > >
وتعددت أشكال المسحراتي في شهر رمضان.. مسحراتي بالطبلة التقليدية.. ومسحراتي وقد ارتدى زياً مضيئاً.. ومسحراتي ومعه فرقة كاملة بمكبرات الصوت.. وكلها أشكال وأنواع للترفيه وليس من أجل السحور لأن الناس كلها في الشوارع.. ولا أحد ينام قبل الفجر..!! المسحراتى كان زمان أيام اللمبة الجاز والنوم بعد صلاة التراويح.. أيام ومرت وكان ليها والله طعم..!!
> > >
والأم فى أبو زعبل.. أنهت حياة أبنائها الثلاثة خنقاً داخل منزلها أثناء نومهم.. قتلت شهد «12 عاماً» ومحمود «6 أعوام» وآية «4 أعوام» وذهبت بعد ذلك لإعداد السحور لزوجها الذي قام بالإبلاغ عنها!! والحادث وقع في عزبة المنطاوي بمدينة الخانكة.. والسبب مرورها بحالة نفسية سيئة..!! ولا تعليق.. ربنا يستر علي الناس وعلي اللى بيحصل وعلي جرائم لم نكن نسمع عنها أبداً..!!
> > >
وكلمة تكسر النفس.. وكلمة تجبر الخاطر
وكلمة تدفعك لليأس.. وكلمة تأتي بالزعل
وكلمة تهدم البيوت وكلمة تبنيها
فالكلمة ليست صدقة فقط
بل حياة الروح وطريق لسعادة الحياة وجنة الآخرة.
> > >
ونعيش مع أم كلثوم وكلمات مأمون الشناوي وألحان بليغ حمدي:
وكان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله.. سنين بحالها.. ما فات جمالها علي حب قبله.. سنين ومرت زى الثواني فى حبك أنت.. وإن كنت أقدر أحب تاني أحبك انت، كل العواطف الحلوة بينا كانت معانا لحد في خصامنا، وازاي تقول أنساك وأتحول.. أنا حبى لك أكتر من الأول.. وأحب تاني ليه وأعمل في حبك إيه.. دا مستحيل قلبي يميل ويحب يوم غيرك أبداً.. أهو ده اللي مش ممكن أبداً.
ويا سلام يا ست.. عظمة علي عظمة علي عظمة.. خلص الكلام من بعدك.. وكان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله.
> > >
وأخيراً:
> سلم أمرك للذي لا يغفل ولا ينام ولا يكسر بخاطرك.
> ولأن الحياة لن تعتذر لك أبداً.. تعلم أن تتجاوز.
> ولعلك سعيت ولعلك دعيت لعلها آتية،. »وأن ليس للإنسان إلا ما سعي»
> وما أقسي وأوجع المرور علي بيوت خالية. كانت ذات يوم يسكنها الحبايب.