..وتل أبيب تعلن تدمير أكثر من 20 مقرًا لـ«فيلق القدس» و120 منصة إطلاق صواريخ
دخلت المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل يومها الرابع، وسط توسيع الطرفين العمليات العسكرية الأعنف بينهما مما أدى إلى زيادة غير مسبوقة لعدد الضحايا، فى صراع يهدد استقرار الشرق الأوسط بالكامل ويثير قلقًا دوليًا متزايدًا.
وارتفعت حصيلة الدفعة الثامنة من الهجمات الصاروخية الإيرانية التى تحمل اسم «الوعد الصادق 3» فى إسرائيل إلى 24 قتيلاً و600 مصاب، وفق بيان مكتب رئيس حكومة إسرائيل، فى حين ارتفعت حصيلة ضحايا الهجمات الإسرائيلية التى تحمل اسم
«الأسد الصاعد» فى إيران إلى 224 قتيلا و1200 مصاب، المئات منهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة فى إيران.
وقال المكتب الصحفى لحكومة تل أبيب إن الهجمات أدت إلى سقوط صواريخ فى 30 موقعًا مختلفًا داخل إسرائيل، فيما بلغ عدد الصواريخ التى أطلقتها إيران ما لا يقل عن 370 صاروخًا. وأضاف التقرير أن 10 من المصابين حالتهم حرجة، و36 فى حالة متوسطة، بينما تلقى 546 علاجًا لإصابات طفيفة.
وشهدت ليلة أمس سلسلة غارات وهجمات متبادلة، حيث قصفت إيران مصفاة نفط إسرائيلية وألحقت أضرارًا بشبكة الكهرباء فى البلاد، وأكد شهود عيان وقوع انفجارات فى مناطق سكنية داخل إسرائيل.
وقال قائد القوات البرية بالجيش الإيرانى إنه قصف مواقع داخل إسرائيل بعشرات المسيرات من طراز القوس 1 و2 فى اليومين الماضيين، والتى يصل مداها إلى 2000 كيلومتر ومجهزة برؤوس حربية مضادة للتحصينات.
كما قال الحرس الثورى الإيرانى فى بيان إن طهران ستواصل عملياتها «الفعالة» ضد الأهداف الحيوية «للنظام الإسرائيلي» حتى «تدمير إسرائيل بالكامل»، حسبما نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء.
فى السياق، قالت وكالة أنباء مهر إن مستشفى الفارابى فى كرمانشاه تعرض لأضرار بسبب القصف الإسرائيلي، فيما وصفت وزارة خارجية إيران الهجوم بأنه جريمة حرب، كما تعرض مقر الإذاعة والتليفزيون للقصف.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية خبر مقتل قائد الحرس الثورى الإيرانى لمدينة أجرود بمحافظة زنجان نتيجة الهجمات الإسرائيلية.
فى المقابل، أعلن جيش إسرائيل أنه دمر أكثر من 120 منصة إطلاق صواريخ إيرانية، وهو ما يعادل ثلث المُعلن من الترسانة الإيرانية، حسب بيان المتحدث باسم الجيش، إيفى دوفرين.
وأضاف دوفرين أن الطيران الإسرائيلى شن ضربات مكثفة باستخدام 50 مقاتلة قصفت نحو 100 موقع عسكرى فى إقليم أصفهان وسط إيران، من بينها 20 صاروخًا تم تدميرها قبل دقائق من إطلاقها، كما اعترض صاروخًا أطلق من اليمن.
وأوضح أن جيش إسرائيل نفَّذ سلسلةَ ضربات على إيران قصفت أكثر من 20 مقرًا مركزيًا لفيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيراني.. كما قصف منصات صواريخ باليستية ومواقع بنى تحتية للطاقة، وشنّ غارات جوية على أماكن عدة فى العاصمة طهران.
وأوضح أنه قصف عشرات من مواقع الصواريخ أرض-أرض فى غرب إيران، وقالت مصادر إسرائيلية إن الغارات على إيران، قصفت أنظمة للدفاع الجوى داخل طهران وكذلك مطار مهر آباد غرب العاصمة.
وتشهد طهران عاصمة إيران نزوحًا جماعيًا، مع محاولة العديد من السكان الفرار بحثًا عن مناطق أكثر أمنًا، مع فتح خطوط مترو الأنفاق للإيواء، فيما تشهد إسرائيل فوضى مع استمرار اندفاع الإسرائيليين إلى الملاجئ الحصينة هربًا من القصف مع كل وابل صواريخ.
قال إعلام إسرائيلى إن فرع السفارة الأمريكية فى تل أبيب، وهو المبنى القديم قبل نقلها إلى القدس، تعرض لأضرار طفيفة جراء هجوم إيران من دون سقوط جرحى أو قتلي، وزعمت وزيرة العلوم الإسرائيلية أن هذا سيدفع واشنطن إلى الانضمام لاحقًا إلى الهجوم على إيران.
من جهة اخرى نقل موقع إيكونوميست عن مستشار بحكومة إسرائيل إن كلفة الحرب على إيران تبلغ 300 مليون دولار كل يوم، وإنها كانت مفاجأة لإسرائيل التى لم تحسب ذلك فى ميزانية العام الحالي، وإن هذا يستلزم مراجعة الميزانية لاستحالة تحقيق هدف العجز المالى البالغ 4.9 ٪.
الحرب الكلامية تشتعل
تل أبيب تهدد إيران بدفع الثمن.. وطهران تؤكد: ردنا «مشروع وعقلانى» .. وسنواصل المعركة

طهران ــ تل أبيب ــ وكالات الأنباء
ارتفعت نبرة التهديدات فى الحرب الكلامية بين المسئولين فى كل من إيران وإسرائيل تزامنا مع التصعيد العسكرى، حيث توعّد وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس أمس سكان طهران بدفع الثمن، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، وأضاف إن «الديكتاتور المتغطرس من طهران أصبح قاتلا جبانا يطلق النار على الجبهة الداخلية المدنية فى إسرائيل لردع الجيش الإسرائيلى عن مواصلة هجومه الذى يُضعف قدراته».
ومن جانبه، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو التعليق على أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عارض تنفيذ خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيرانى على خامنئى، إلا أنه أكد فى تصريحات صحفية أن الضربات العسكرية الإسرائيلية على إيران قد تؤدى إلى «تغيير النظام فى طهران».
بدورها، نقلت وكالة مهر الإيرانية عن المستشار السياسى للرئيس الإيرانى، أن الهجمات الإسرائيلية تمثل تهديداً مباشراً للجهود الدبلوماسية وفرص التوصل إلى اتفاق نووى، مشددا على أن أى استئناف للمفاوضات لن يتم دون «رد حازم على الاعتداء».
وقال الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان إن بلاده سترد بقوة أكبر فى حال تواصلت الهجمات الإسرائيلية على طهران، مهدداً برد أكثر إيلاماً وشدة، كما حمّل الولايات المتحدة مسئولية العدوان الإسرائيلى عليها، وأضاف فى كلمة أمام البرلمان الإيرانى: «خلافا لكل قواعد القانون الدولى، تسمح أمريكا لإسرائيل بارتكاب العدوان ومهاجمة بلادنا».
كما أشار بزشكيان: «لم نسعَ إلى الحرب ولم نبادر بها، لسنا نحن من قتل كبار الضباط والعلماء، بل هؤلاء الإرهابيون» وتابع: «بناءً على السياسات التى أعلنها المرشد الإيرانى، لم نكن نحن من أفرغنا ساحة المفاوضات والحوار، بل بدأنا مفاوضات غير مباشرة، كنا نتفاوض، وبناءً على سياساتنا، لا نسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، وهذا هو إيماننا».
وأضاف: «»لسنا معتدين. اليوم، نحن بحاجة إلى الوحدة والتضامن أكثر من أى وقت مضى؛ يجب على الشعب الإيرانى أن يتحد ويقاوم العدوان بقوة» وذكر بزشكيان: «من حقنا الاستفادة من الطاقة النووية والأبحاث التى تصب فى مصلحة هذا المجتمع، ولا يحق لأحد أن يسلب هذا الحق من طهران، ونحن نتمسك بهذا الحق بقوة، ولا نخشى أى قوة فى سبيله».
على صعيد متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائى إن البرلمان الإيرانى يعد مشروع قانون للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووى، مضيفاً أن طهران لا تزال تعارض تطوير أسلحة الدمار الشامل.
ويعود تاريخ البرنامج النووى الإيرانى إلى عقود مضت، إلا أن طهران تصر على أنه مُخصص للأغراض السلمية فقط، وقد أعلن مجلس محافظى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضى انتهاك إيران لالتزاماتها فى مجال منع انتشار الأسلحة النووية، وذلك للمرة الأولى منذ ما يقرب من 20 عاماً.
أضاف بقائى إن إسرائيل استخدمت أسلحة قدّمتها لها الولايات المتحدة لمهاجمة إيران، حسبما نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية، وأضاف بقائى خلال مؤتمر صحفى أن إيران ستواصل المعركة بكل قوة، واصفاً رد طهران على الهجمات الإسرائيلية بأنه «مشروع وعقلانى».
من ناحية أخرى، ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء أن الحالة الصحية لعلى شمخانى مستشار المرشد الإيرانى على خامنئى استقرت نسبياً بعد إصابته بجروح بالغة فى الهجوم الإسرائيلى، الجمعة الماضية، وأوضحت الوكالة أن شمخانى ما زال يرقد فى المستشفى تحت الرعاية الطبية.