كيف نستفيد من الحرب التجارية المستعرة حاليا بين الولايات المتحدة من جانب والقوى الصناعية الكبرى فى العالم مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الاوروبي؟.. وكيف نجعل مصر وجهة جاذبة للشركات الصينية والاوروبية بشكل خاص التى تسعى إلى تجنب القيود التجارية الأمريكية، أبرزها الموقع الاستراتيجي، حيث تقع مصر فى مفترق طرق بين آسيا، أفريقيا، وأوروبا، ما يجعلها نقطة مثالية لنقل السلع للأسواق العالمية. كما توفر قناة السويس مسارًا سريعًا ومنخفض التكلفة لنقل البضائع إلى أوروبا والولايات المتحدة.. لاسيما أن مصر لديها اتفاقيات تجارية مع أوروبا وأفريقيا مثل اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية واتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبى وتتيح هذه الاتفاقيات للمنتجات المصنعة فى مصر دخول هذه الأسواق بدون تعريفات جمركية، ما يجعلها أكثر تنافسية مقارنة بالمنتجات الصينية المباشرة.. ومصر زاخرة بالعديد من المناطق الاقتصادية الخاصة، مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالاضافة الى المناطق التكنولوجية الأربع، الواقعة فى مدن برج العرب الجديدة بمحافظة الإسكندرية، وأسيوط الجديدة، وبنى سويف الجديدة والسادات بمحافظة المنوفية والتى ارتفعت نسبة الاشغال فيها حسب اخر دراسة لتصل إلى 81٪ مقارنة بـ69٪ فى عام 2023، المناطق الاقتصادية الخاصة تقدم حوافز ضريبية وتسهيلات استثمارية للشركات الأجنبية، فضلاً عن أن تكلفة الإنتاج فى مصر أقل بكثير من الصين، سواء من حيث الأجور أو تكاليف التشغيل، وكذا الحوافز الضريبية والإعفاءات الجمركية لجذب الاستثمار الأجنبي، ما يقلل من التكلفة الإجمالية للشركات..
ونعود للحديث عن المناطق التكنولوجية ونتذكر اللقاء الاخير للدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مع أعضاء مجلس إدارة واحات السيليكون للمناطق التكنولوجية برئاسة الدكتور عادل دانش وهو احد رجالات صناعة الاتصالات المرموقين وله باع طويل وخبرات عميقة سواء فى السوق المصرى او العالمي، وعرض الدكتور دانش مؤشرات الأداء ونتائج أعمال الشركة للمناطق التكنولوجية.. وبلغت نسبة الإشغال فى مدينة السادات وحدها 71٪ مقابل 38٪ فى عام 2023، ووفرت المناطق التكنولوجية 8121 فرصة عمل مباشرة، مقارنة بـ6600 فرصة عمل فى عام 2023، وبلغ إجمالى فرص العمل وأعداد الطلبة المترددين فى جميع المناطق التكنــولوجيـة إلى 13046 شخصا مقارنة بـ 11541 شخصا فى 2023.. وأشاد الدكتور طلعت بالنمو الملحوظ الذى تشهده المناطق التكنولوجية، مؤكداً أن هذا التطور يعكس قدرتها على توفير بيئة أعمال جاذبة للاستثمارات المحلية والعالمية فى قطاعات متعددة، ولم تعد تقتصر فقط على أنشطة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والابتكار.. وفى مقدمة الشركات التى تواجدت بالمناطق التكنولوجية وتحديدا فى اسيوط الجديدة شركة سيكو مصر التى تحولت فيما بعد الى شركة واحات السيليكون ومؤسسها المهندس محمد سالم صاحب اول جهاز محمول مصرى يخرج للعالم من اسيوط الجديدة وينتشر فى السوق المحلى ويصدر للاسواق الخارجية .. ثم دخل المهندس سالم فى شراكات عديدة مع علامات تجارية كثيرة شهيرة مثل نوكيا وغيرها لتصنيع اجهزة المحمول واكسسواراتها فى المنطقة التكنولوجية باسيوط ومازال الاقبال كبيرا من جانب الشركات العالمية لتصنيع منتجاتها الالكترونية فى المنطقة.. ومؤخرا ومن داخل المنطقة التكنولوجية باسيوط الجديدة أعلنت» أول كول» العلامة التجارية العالمية للهواتف الذكية، عن دخولها رسميًا إلى السوق المصرى تحت شعار «صنع فى مصر» فى خطوة تعكس التزامها بالتوسع فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.. وتأتى هذه الخطوة ضمن خطة الشركة لتعزيز التصنيع المحلى وتقديم أجهزة ذكية بأسعار تنافسية، تلبى احتياجات جميع فئات المستخدمين.. عبدالحميد متولي، الرئيس التنفيذى للشركة يقول اننا نرى فى مصر سوقًا استراتيجيًا، وتسعى لتعزيز وجودها من خلال الاستثمار فى التصنيع المحلى وقد بدأنا بالفعل عملياتنا التصنيعية فى أسيوط، ونعمل حاليًا على تدشين مصنع جديد فى الإسماعيلية خلال الأشهر الستة المقبلة، فى خطوة رئيسية نحو توطين صناعة الهواتف الذكية فى مصر، لتعزيز شعار «صنع فى مصر» وجعل مصر مركزًا إقليميًا للتصنيع والتصدير.وقال متولى ..نستهدف تحقيق حصة سوقية تبلغ 5٪ فى مصر بحلول نهاية 2025، ونعمل على تطوير قدراتنا التصنيعية لتعزيز شعار «صنع فى مصر»، كما نسعى إلى جعل مصر مركزًا إقليميًا للتصدير إلى شمال أفريقيا، مع خطط لدخول أسواق ليبيا، تونس، المغرب، وأفريقيا بشكل عام ومازال العمل وعجلة الابداع مستمرة فى كنوزنا التكنولوجية بالمحافظات لتعزيز شعار صنع فى مصر..