بقدوم شهر رجب وحتى حلول شهر رمضان المعظم تهفو القلوب إلى مكة والمدينة لأداء العمرة تقرباً إلى الله سبحانه وتعالي.. فعن أبى هريرة ــ رضى الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:»العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
وعن فضل عمرة رمضان قال النبى صلى الله عليه وسلم ــ لامرأة من الأنصار لم تتمكن من الحج إذا كان رمضان اعتمرى فيه، فإن عمرة فى رمضان حجة».
وعن عبدالله بن أبى أوفى قال:» اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتمرنا معه فلما دخل مكة طاف وطفنا معه وأتى الصفا والمروة وآتيناها معه.
وعن أداء العمرة قبل الحج قال عبدالله بن عمر ــ رضى الله عنه ــ اعتمر النبى صلى الله عليه وسلم قبل أن يحج».
وعن أم المؤمنين عائشة ــ رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يهل بالحج فليهل» ومن أحب أن يهل بعمرة فليهل بعمرة.. وأجر العمرة على قدر الإخلاص والتعب فى أدائها.
وإحرام العمرة كإحرام الحج، وسعيها كسعيه لكن لا وقوف فيها بعرفة.
اعتمر النبى صلى الله عليه وسلم أربع مرات، ثلاث مرات فى ذى القعدة، والرابعة فى ذى الحجة، مع حجة الوداع «10 هـ» وقد فرض الحج فى أغلب الآراء فى الستة التاسعة للهجرة.
وكان النبى صلى الله عليه وسلم ــ إذا عاد من غزو أو حج أو عمرة كبر ثلاث تكبيرات، ثم قال «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون، لربنا حامدون». صدق الله وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده.
وقد رفع أبو الأنبياء صوته بأعظم نداء، فوصل إلى سائر الخلق فى الأرض وفى السماء، حتى فى أصلاب الرجال وأرحام النساء.
خشى الخليل إبراهيم عليه السلام ــ أن يضيع نداؤه بالحج فى مجاهل الصحراء، فطمأنه ربه بأن البلاع من شأنه عز وجل.. «ويفعل الله ما يشاء» (إبراهيم 27).
و(العمرة هى الحج الأصغر، وردت فى الذكر الحكيم، وسنة عن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، «أجرها كبير، وفضلها عظيم، تمحو الذنوب، وتفرج الكروب، وتشفى الصدور والقلوب.
والعمرة فى اللغة تعنى الزيارة، وفى الشريعة تعنى بالتحديد زيارة بيت الله الحرام بمكة المكرمة وإقامة شعائرها كما فعلها خير الأنام عليه الصلاة والسلام.
ورد فى الجامع الصحيح للامام البخارى «صحيح البخاري» عن وجوب العمرة وفعلها باب العمرة الجزء الثالث أن ابن عمر رضى الله عنهما قال عن العمرة ــ أنها تقرنيتها فى كتاب الله «وأتموا الحج والعمرة لله» البقرة 196.