فى مسيرة الأمم العظيمة، قرارات تاريخية وفارقة ترتبط بمصير الأوطان، ووجودها تكشف عن رؤية عميقة، وتقديرات موقف وقدرة عبقرية على استشراف المستقبل والاستكشاف المبكر لحجم التحديات والتهديدات والمخاطر والمخططات التى تواجه الأمن القومى، وتجسد قيادة وطنية شريفة قرأت قبل 11 عاماً ما سيواجه البلاد والعباد من تحديات وتهديدات وجودية، استوجبت تحصين جدار الحماية وقوة الردع المصرية واستشرافها للمستقبل، وقرارها التاريخى، وامتلاكها مقومات وأسباب البقاء، تقف على أرض صلبة تواجه بندية وشموخ وثقة مخططات وأطماعاً تسعى لابتلاع أراض وحقوق غير مشروعة على حساب الأرض المصرية المقدسة، وتسعى للإضرار بأمنها القومى، ولن تتوقف عند هذا الحد، بل تلك هى المرحلة الأولى، لبلوغ أوهام فى عداد المستحيل، ألا وهى إسرائيل الكبرى وتحقيق أهداف التحالف «الصهيو ـ أمريكى الإقليمى» الذى يجد فى تغيير وإعادة صياغة الشرق الأوسط مصالحه وأهدافه واستمرار نفوذه وهيمنته.
القرار التاريخى، والرؤية العظيمة، والقدرة على استشراف المستقبل، تتجسد فى قراءة استباقية لشكل وأحداث، المنطقة وما ستشهده من صراعات ومخططات وأوهام ومشروعات مشبوهة، وأيضاً تعتبر مصر هى الجائزة الكبرى، من هنا تجلت عبقرية الرؤية فى حتمية حماية المشروع الوطنى لتحقيق التقدم الذى تنشده الأمة المصرية منذ عقود، ويتحقق بإرادة، ورؤية، وحكمة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.
عن القرار التاريخى والعظيم والمصيرى الذى اتخذه الرئيس السيسى قبل 11 عاماً بتطوير وتحديث الجيش المصرى وتزويده بأحدث منظومات التسليح فى العالم فى كافة الأفرع والتخصصات لتمكينه من أعلى درجات الجاهزية والاستعداد والكفاءة القتالية ليس للاعتداء أو الهجوم على الآخرين ولكن لحماية الوجود والمصالح والمقدرات والأمن القومى المصرى، ودرء التهديدات الوجودية المستجدة وامتلاك قدرة الوصول إليها طالما أنها تشكل تهديداً على الأمن القومى المصرى وامتداداته مهما طالت المسافات ولأن مصر دولة شريفة، لا تهاجم ولا تعتدى ولا تطمع فى أحد، ولا تتدخل فى الشئون الداخلية، ولا تتخذ من غطرسة القوة عقيدة بل الشرف والاتزان والتوازن والحكمة.
يحسب للرئيس السيسى كإنجاز تاريخى يأتى ضمن إنجازاته الكثيرة، نجاحه فى إصلاح الخلل فى موازين القوة بالمنطقة والشرق الأوسط والتى لم تكن قبله فى صالح مصر، وقاد مشروعاً وطنياً فريداً فى استعادة القوة والقدرة ومنظومة الردع المصرى، فالجيش المصرى العظيم هو عمود الخيمة للأمة، وركيزة وجودها والصخرة الصلبة التى تتحطم عليها المخططات والمؤامرات.. لذلك فإن السلام يحتاج لقوة تحميه، وأيضاً القوة تمنع العدوان والردع يحول دون المساس بالسيادة والأرض والأمن القومى، وأقول إن القوة والقدرة تحمى الوجود والبناء والتنمية وتحفظ السيادة وتؤمن الأهداف والغايات المصرية فى البناء والتنمية والسلام.. ولعلنا نتوقف الآن كثيراً بالفخر والتحية أمام مقولة الرئيس السيسى «العفى محدش يقدر ياكل لقمته» وأيضاً «من يمتلك جيشاً وطنياً قوياً شريفاً يمتلك أمناً واستقراراً» ذلك هو سر عبقرية القادة العظماء والأفذاذ الذين يكتبون تاريخ أوطانهم ويؤمنون وجوده وخلوده.
هنا لا أرد على تخاريف وأكاذيب المرتزقة والأقزام، والأفاعى التى خرجت من الجحور بتعليمات تحاول بث سمومها تشويهاً وتشكيكاً وزوراً وبهتاناً وتزييفاً بائساً للوعى، ولكن تحية واحتراماً لمن صنعوا لأوطانهم أسباب الخلود، والقوة والقدرة والردع، ولعل هذه المحاولات وحملات التشويه التى تتطابق مع الخطاب الصهيونى ليتأكد للجميع أن هؤلاء المرتزقة مجرد أبواق للكيان الصهيونى، وأدوات ودمى تعمل بتعليماته وأجنداته، وتنطق فقط بما يقدم لها من إسكريبتات، وهى أيضاً تكشف حجم الجنون والارتباك والرعب من القوة والقدرة المصرية، ومنظومة الردع الباترة التى يجسدها جيشنا العظيم الذى هو درة التاج، ونعمة المولى عز وجل لهذا الشعب ولذلك أقول إن هذه الحملات الممنهجة تكشف وتعكس حجم الألم والصفعات والعجز أمام القوة المصرية والتى تسببت فى تعطيل المخطط الذى لم يتحرك خطوة للأمام رغم المحاولات المستميتة والضغوط الرهيبة والتهديدات، والحصار وحرب الأكاذيب وحتى رغم المجاهرة بالمخطط والمطالب بالتهجير.
لا أبالغ إذا قلت إنه واحد من أهم القرارات التاريخية فى مسيرة مصر، نجنى ثماره ونتائجه فى تلك المرحلة شديدة الدقة والتعقيد، خاصة فى ظل أننا نعيش فى منطقة مضطربة، فى حالة من الصراع، والغليان، استهداف مصر على رأس أهداف هذه المخططات التى تسعى إلى تقويض الشرق الأوسط ثم إعادة صياغته على هوى ومصالح وأطماع ونفوذ قوى الشر وبطبيعة الحال الخريطة المصرية، أول أهداف إعادة الصياغة لكن الأمة المصرية بفضل من الله، ثم رؤية القيادة من كل اتجاه، حيث الصراعات والحرائق المشتعلة وسقوط الدول، ومخططات تسعى للانقضاض على الأمن القومى المصرى، والأرض والسيادة تنتظر لحظة ضعف أو انشغال أو ارتباك أو فوضى، وكل ذلك بعيد المنال بفضل تلاحم واصطفاف شعب مصر العظيم خلف قيادته وجيشه، وكون المصريين على قلب رجل واحد، وأن كل السيناريوهات التى نفذتها قوى الشر فى عدد من دول المنطقة لن تفلح ولن تنجح مع مصر القوة القادرة الصلبة المتماسكة والتى لا تمس، فالاقتراب من خطوطها الحمراء أو المساس بأمنها القومى، مغامرة تدرك خطورتها قوى الشر لذلك لا تملك إلا ترويج الأكاذيب، وحملات التشويه والتشكيك وهى أمور باتت لا تخيل على كل ذى عقل فالهدف مصر، والجائزة مصر، لكنها عصية صلبة لا تنكسر بفضل رؤية القيادة وقرارها التاريخى المستشرف للمستقبل، فما يحدث الآن فى المنطقة وما يستهدف مصر من تهديدات ومخاطر وأطماع ومخططات يكشف عظمة قرار الرئيس السيسى فى تحديث وتطوير الجيش العظيم وتزويده بأحدث منظومات التسليح، لذلك فهو لسان حال الأمة المصرية.. تحية للقائد العظيم الذى سبق واستشرف المستقبل وبنى القوة والقدرة والردع لحماية مصر من الأطماع والمخططات والتهديدات ليعيش هذا الشعب مطمئناً واثقاً أن لديه درعاً وسيفاً، لذلك لا تلتفت «لأحاديث الإفك» التى يروجها المرتزقة، أو الصهاينة وهما وجهان لعملة واحدة ودع أبواق المرتزقة والعملاء والطابور الخامس والصهاينة تعوى، وقافلة القوة والقدرة المصرية تمضى بثبات وثقة وشموخ.