والعالم يستمتع!!.. وحادث فى البحرين.. وتوتة.. توتة..!
الغرور هو بداية الانهيار.. وبنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل أصابه الغرور.. غرور من إمكانية محو قطاع غزة من على الخارطة.. وغرور من إمكانية تحطيم القدرات النووية والعسكرية فى إيران بضربة واحدة.. وغرور فى أنه قادر على إعادة تشكيل الشرق الأوسط وفرض هيمنة إسرائيل على المنطقة واستغلال إمكانياتها لصالحها فى خطوات لتحقيق الحلم الإسرائيلى فى الامتداد من النيل للفرات.
ولأن الغرور هو بداية النهاية فإن نتنياهو ذهب ليضرب إيران معتقداً أن الحرب خارج حدود إسرائيل وأن الأنظمة الدفاعية لإسرائيل قادرة على صد أية هجمات صاروخية وأن المسيرات الإيرانية لن يكون فى مقدورها اختراق إسرائيل..!
ونتنياهو ومعه إسرائيل كلها واجهوا الواقع المخيف.. هناك أنواع من الصواريخ الإيرانية تمكنت من الوصول إلى تل أبيب وإلى مطار بن جوريون، وهناك حالة من الرعب داخل إسرائيل من سقوط صاروخ إيرانى هنا أو هناك.. فالمعركة لم تعد تتعلق بالأهداف العسكرية فقط.. ففى الحرب هناك توقعات بانحراف صاروخ أو تناثر أجزاء منه ليسقط معها الضحايا بدون تمييز.. وإسرائيل تعانى الآن من سقوط الصواريخ.. والجيش الإسرائيلى لم يعد الجيش الذى لا يقهر.. فمعايير ومقاييس الحروب اختلفت.. والكل سيدفع الثمن.. فلا أحد سيواجه الاعتداء على أرضه وسيادته ويبقى صامتاً.. فالحرب ليست مسرحية حتى وإن كانت فى إطار أهداف محددة.. والحرب ليست من طرف واحد.. وجيش إسرائيل حارب بالتكنولوجيا والدعم الأمريكى.. وإيران تحارب الآن بالكبرياء الوطنى.. وهى معركة قد تكون نظرياً غير متكافئة.. ولكنها واقعياً تعنى بداية النهاية للغرور القاتل الذى سيجبر إسرائيل على إعادة حساباتها من جديد.. والثنائى نتنياهو ـ ترامب قد يشعلانها حرباً عالمية ثالثة ولكن لا نجاة لأحد ولا فائز فى هذه الحرب..!
>>>
والدول العربية كانت لها كلمة وموقف.. وأعلنت بوضوح إدانتها للهجوم الإسرائيلى على إيران وأجرت اتصالات مع القيادة الإيرانية عبرت فيها عن استنكارها للاعتداءات التى تمس سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأمنها والتى تمثل أيضاً انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية.
والحوار الإيرانى العربى فى ضوء هذه الأزمة قد يكون بداية لعلاقات جديدة لإيران مع الدول العربية المجاورة لها لتغيير الصورة التى أرادوا دائماً وصم إيران بها وإفساد علاقاتها بالعرب.. وإيران عليها أن تعيد أيضاً صياغة علاقات على أسس مختلفة لصالح الجميع.
>>>
والعالم يستمتع!! العالم على ما يبدو يستمتع بما يحدث بين إسرائيل وإيران.. ولم تصدر عنه أصوات قوية تطالب بإيقاف الحرب.. ولم تخرج عنه أيضاً بيانات تستنكر وتدين الهجوم الإسرائيلى على إيران.. وكأن العالم فى ذلك يدعم ويؤيد إسرائيل.. والعالم الحر الذى لم يعد حراً انتظر على ما يبدو الرد الإيرانى لكى يجد مبرراً لإدانة الطرفين بدلاً من توجيه اللوم إلى طرف واحد.. والعالم الذى اعتاد المساواة بين المعتدى والمعتدى عليه لم يعد يرى أو يسمع إلا ما يملى عليه.. وقواعد الإملاء تأتى وفقاً لإشارة من الرجل الذى يدير المنظومة العالمية حالياً والذى يحاول الجميع تجنبه فلا أحد فى مأمن منه.. العالم كله فى حالة خوف..!
>>>
وأنتقل بكم إلى عالم آخر.. إلى مناطق أخرى تبحث عن الهدوء والسلام.. إلى مملكة هى نموذج لتعايش الأجناس والثقافات والأديان وأرضاً للخلود والبحث عن أمن وأمان الإنسان.. وأكتب عن حادث مرورى وقع فى مملكة البحرين.. والحادث يتمثل فى أن هناك شخصاً قاد سيارته عكس الاتجاه فاصطدم بسيارة أخرى مما أدى إلى وفاة قائدها وزوجته وابنهما.. والحادث أشعل المجتمع البحرينى غضباً.. كيف يمكن أن يحدث ذلك.. ولماذا يقود هذا الشخص سيارته عكس الاتجاه.. وأين القانون والعقاب.. والمجتمع البحرينى الذى ذهب ليعزى أسرة الضحايا وتضامن معهم لم يصدق ما حدث.. والسائق الذى قاد سيارته عكس الاتجاه تم القبض عليه وتقديمه للمحاكمة الجنائية على الفور..!! والسير عكس الاتجاه جريمة.. جريمة توازى الشروع فى القتل.. جريمة تعرض أرواح الآخرين للخطر.. جريمة لا يمكن التسامح معها بغرامة أو عقوبة على الورق.. السير عكس الاتجاه جريمة متكاملة الأركان وعمل من أعمال العنف والإرهاب أيضاً.. وهذا ما حدث فى البحرين وما يجب أن يحدث فى أى مكان آخر.
>>>
وكعادة كل عام.. فإن أولادنا فى الدول العربية من أبناء المصريين العاملين فى الخارج هم دائماً أوائل الشهادات العامة.. هم مصدر فخرنا وسعادتنا.. هم نتاج التعب والاغتراب.. هم الامتداد الذى يعبر عن سمات الأسرة المصرية فى الاهتمام بالاستثمار فى التربية والتعليم.. هم سفراء لمصر يعكسون قوتها الناعمة الحقيقية.. قوتنا فى البشر.. قوتنا فى الإنسان المصرى القادر على النجاح فى أى مكان وتحت أى ظروف وتحديات.
>>>
ولأننا نتحدث عن البشر.. عن الإنسان أعظم وأهم ثرواتنا فإننى أستعيد معكم من الذاكرة ومن فيلم «أفواه وأرانب» الأغنية الرائعة التى كتبها عبدالوهاب محمد ولحنها الدكتور جمال سلامة.. والتى تقول.. توتة توتة توتة ولا تخلص الحدوتة.. دى تبدأ من جديد.. مادام فى كل جانب أفواه على أرانب وبياكلوا من حديد.. وهيبقى بكره أجمل وبعده وبعده أجمل والخير فى كل إيد.. وتوتة توتة توتة.
وتوتة توتة توتة.. الخير فى كل إيد.. وهيبقى بكره أجمل.. وبعده وبعده أجمل.. ووالله هذه قناعاتنا.. وهذا صبرنا.. وهذا أملنا.. وهذا هو سر البقاء والصمود والخلود.
>>>
وأخيراً:
>> ومن فضل الله.. تلتقى روحاً تشبه روحك.. تناغماً.
>>>
>> وجميع طرقى الطويلة لا يهونها سوى أنك معى،
كل الأيام القاسية لا تلين إلا بكلماتك، حتى أنا لا أكون
أنا التى أحبها إلا بجوارك.
>>>
>> وأشد من الموت طلب الحاجة من غير أهلها «من أقوال
سيدنا على رضى الله عنه».