حماس: نرفض المساواة بين الضحية والجلاد
فى تطور جديد لإجراءات المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل التى رفعتها جنوب افريقيا وانضمت لها مصر وعدة دول، طلبت المحكمة امس، إصدار مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، ويوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، بتهمة ارتكاب جرائم حرب بالإضافة إلى 3 من قادة حركة حماس.
قال المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، فى تصريحات نقلتها عنه وكالة «رويترز» للأنباء: «هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى يتحمل المسؤولية الجنائية عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى غزة».
أضاف المدعى العام للمحكمة أن «الجرائم ضد الإنسانية ارتكبت ضمن هجوم واسع النطاق ومنهجى على المدنيين الفلسطينيين»، موضحًا أن «نتنياهو وجالانت مسؤولان عن جرائم ما تزال مستمرة على نحو ممنهج فى قطاع غزة».
أشار إلى أن «الاثنين متواطئان فى الأوامر بشأن غزة والتسبب فى معاناة وتجويع المدنيين بالقطاع»، مؤكدًا أن «الأدلة خلصت إلى أن مسؤولين إسرائيليين حرموا الفلسطينيين من أساسيات الحياة بشكل ممنهج».
أكد المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، أن «إسرائيل تفرض حصارًا على غزة تضمن الإغلاق التام للمعابر وتقييدًا تعسفيًا لنقل الإمدادات».
ويشار إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة ليستا أعضاء فى المحكمة الجنائية الدولية، ومع ذلك، تقول المحكمة أنها تتمتع بالولاية القضائية على غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية بعد أن وافق القادة الفلسطينيون رسميًا على الالتزام بالمبادئ التأسيسية للمحكمة فى عام 2015.
أثار قرار المحكمة موجة غضب فى إسرائيل حيث قال الرئيس الإسرائيلى إن إعلان مدعى الجنائية الدولية «شائن» للغاية ويظهر خطر الانهيار الذى وصل إليه النظام القضائى الدولى.
وصف يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، إعلان المحكمة بـ»الكارثة» وطالب فى تصريحات على هامش رئاسته اجتماع حزبه امس، الكونجرس الأمريكى بالتدخل، متوقعًا أن ينعقد اجتماع لإدانة قرارات المحكمة الدولية.
من جانبه قال وزير الخارجية الإسرائيلى يسرائيل كاتس: لن تمنعنا أى قوة على الأرض من إعادة المحتجزين فى غزة والقضاء على حماس، وأعلن أنه فتح غرفة حرب خاصة لمواجهة تحرك المحكمة الجنائية الدولية، واصفا اعتزام المحكمة إصدار أوامر الاعتقال بأنه يمثل فضيحة ولا يختلف عن هجوم 7 أكتوبر.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قوله امس، إن إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات الاعتقال سيكون وصمة عار على نطاق عالمى.
أشارت القناة إلى أن نتنياهو يسعى لجمع توقيعات كافة أعضاء الكنيست الـ 120 لإدانة قرار المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية.
وفى السياق ذاته قال وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير إن بيان المدعى العام فى لاهاى يساوى نتنياهو وجالانت بقادة حماس وإرسال ممثلين للمحكمة كان خطأ فادحا، بدوره اعتبر الوزير فى حكومة الحرب بينى جانتس أن «وضع قادة دولة تخوض معركة دفاع عن مواطنيها على قدر المساواة مع إرهابيين هو عمى أخلاقي».
حول رد حركة حماس، قال سامى أبو زهرى إن قرار المحكمة هو «مساواة بين الضحية والجلاد». وأضاف أبو زهرى لوكالة «رويترز» أن قرار المحكمة يشجع إسرائيل على الاستمرار فى «حرب الإبادة».
جاء ذلك بينما استمرت دولة الاحتلال فى سياستها القمعية ضد الفلسطينيين، واصرت على المضى فى حرب الإبادة فى غزة، حيث أكد وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت، أمس، أن تل أبيب تعتزم توسيع عملياتها فى رفح جنوبى القطاع.
قال جالانت لمستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان إن إسرائيل مضطرة لتوسيع العملية العسكرية فى رفح من أجل القضاء على حركة حماس، زاعما أن إسرائيل أجرت تعديلات لإجلاء السكان من رفح، ونحن ملتزمون بتوسيع العملية البرية.
كان جالانت قد أعلن قبل أيام أنه سيتم إرسال المزيد من القوات إلى رفح وذلك من أجل تكثيف العملية العسكرية.
وفى السياق، ذاته كشف وزير الأمن القومى فى حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير عن مأرب الاحتلال، برئاسة نتنياهو، فى مواصلة الحرب المتوحشة على غزة، بدعوته للسعى لاحتلال القطاع وتهجير أهاليه.
قال بن غفير، فى حديث للإذاعة العبرية إنه «لا بد من احتلال قطاع غزة، بل تهجير مئات آلاف الفلسطينيين من ساكنيه طواعية».
وتابع فى تحريضه: «إذا لم نحتل القطاع، ونفتح الباب أمام تهجير سكانه لن يكون هناك حل».
ميدانيًا أعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة ان الاحتلال الإسرائيلى ارتكب 10 مجازر جديدة فى القطاع أسفرت عن استشهاد 106 أشخاص و176 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما أعلنت وكالة (أونروا) ان إسرائيل أجبرت 810 آلاف شخص على النزوح قسرا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين وأن النزوح مستمر فى غزة.
كما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى اغلاق معبرى رفح الفلسطينى وكرم أبوسالم التجارى جنوب قطاع غزة لليوم الرابع عشر على التوالى.. كما منعت خلال فترة اغلاق المعبرين ادخال أكثر من 3000 شاحنة مساعدات للقطاع وسفر نحو 700 مريض وجريح للعلاج فى خارج القطاع المحاصر.
وتوغلت دبابات إسرائيلية شمال بلدة القرارة وقصفت المدفعية منازل وأراض زراعية وسط اشتباكات مع فصائل المقاومة فى اليوم 227 من العدوان على القطاع.
ولا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلى يواصل عملياته العسكرية فى مخيم جباليا شمالى القطاع حيث يتمركز فى منطقة السوق المركزى والمدارس ومستشفى العودة فى تل الزعتر.
واستشهد فلسطينيان بقصف مدفعى على مدخل عزبة عبد ربه شرق جباليا لترتفع حصيلة الضحايا فى المخيم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى نحو 50 فلسطينيا.