رحلة عمرة للأسرة ومنحة لدراسة اللغة الإنجليزية
وقف الحاضرون بمكتب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ينظرون جميعا بحالة من الدهشة والاستغراب إلى الطفلة»ملك» مريضة التوحد والكفيفة وشقيقة طالب الثانوية الأزهرية محمد أحمد حسن، إمام الجامع الأزهر فى صلاة التراويح، وقد حاول جميع الحضور التحدث إليها أو مصافحتها قبل دخولهم لمقابلة فضيلة الإمام الأكبر مع والدتها وأشقائها، لكن محاولاتهم جميعا باءت بالفشل، وحاولت والدتها ترفع عنهم الحرج كاشفة لهم عن إصابتها بـ»التوحد»، ولكن فور دخولهم إلى مكتب الإمام الأكبر وألقى شيخ الأزهر عليهم السلام للترحاب، قامت ملك بسحب يدها من يد والدتها متجهة صوب صوت الإمام الأكبر الذى قام بمد يده مخافة عليها أن تتعثر فى خطواتها، وفور إمساكه بيدها قامت الطفلة»ملك» باحتضان الإمام الأكبر وسط دهشة والدتها والحضور، وقامت بتحسس وجه الإمام الأكبر بيدها، مما أثار استغراب د.الطيب الذى استفسر من والدتها فأخبرته أنها تريد معرفة ملامحه، وحينها طلب الإمام الأكبر من د.سحر نصر أمين عام بيت الزكاة والصدقات أن تتكفل ببحث حالتها وعلاجها.
تحدث شيخ الأزهر مع طالب الثانوى صاحب البصيرة محمد وظل يداعبه ويختبره فى عدد من الآيات، مستجيبا لطلب «محمد» ورغبته تعلم اللغة الإنجليزية حتى يصبح داعيًا أزهريًا باللغات الأجنبية، وجه شيخ الأزهر بإلحاقه بأحد معاهد اللغات التابعة للأزهر بعد إنهاء دراسته بالمرحلة الثانوية.
كما أعرب الإمام الاكبر عن تقديره وامتنانه لوالدة الشيخ محمد ووصفها بالأم المثالية التى قدمت أنموذجا فى التضحية والتفانى والثقة فى الله، ولم تستسلم لعبارات الإحباط، وقامت بتربية أولادها على حب كتاب الله والتفقه فى معانيه، وصاروا اليوم يضرب بهم المثل، بعد ما رأيناه من نبوغ ابنها صاحب البصيرة «محمد» وإمامته لآلاف المصلين بالجامع الأزهر خلال شهر رمضان المبارك وتقديرا للأسرة منحهم الامام الأكبر رحلة عمرة كاملة بعد انتهاء موسم الحج.