فى نسخة تعتبر الأسوأ لمنتخب مصر فى تاريخ مشاركاته الأفريقية، غادر الفريق كأس الأمم الأفريقية فى كوت ديفوار مبكرا من دور الـ 16 وبعد أسباب متكررة للفشل من كل أطراف المنظومة الكروية.
خرج المنتخب من دور الـ 16 دون أن يحقق أى فوز فى البطولة واهتزت شباكه برقم قياسى للأهداف (7 أهداف فى 4 مباريات).
فى أسباب تبدو مكررة ودون أى محاولة للعلاج ظهر كل لاعبى المنتخب بحالة فنية وبدنية متواضعة للغاية مصحوبة بمجاملات فجة فى إختيار القائمة وتشكيل المباريات، وكبر معدل أعمار اللاعبين ليصبح منتخبنا صاحب أكبر أعمار فى البطولة بشكل عام. وجاء ترك محمد صلاح للفريق فى مرحلة حساسة من البطولة ليؤثر بشكل سلبى للغاية على استقرار الفريق والحالة المعنوية للاعبين بإعتباره القائد.
وبعيدا عن الفريق وجهازه، تكرر الفشل الإدارى لإتحاد الكرة فى العديد من النقاط المهمة والحيوية فى المنظومة ومنها خلل المسابقات المحلية وتضارب الأجندة ونستعرض فيما يلى أهم أسباب السقوط المروع للمنتخب.
مدير فنى فاشل
أول العوامل وأهمها هو تولى مدير فنى متواضع للغاية هو روى فيتوريا مهام الفريق فى توقيت حساس يحتاج لمدرب صاحب فكر يضع إستراتيجية شاملة للكرة المصرية، ولم يثبت المدير الفنى بإجماع كل آراء الخبراء أنه الرجل المناسب.
لم يكن فيتوريا موفقا فى وضع أى إستراتيجية للمنتخب وكان السبب الرئيسى فى إختيار لاعبين منتهية الصلاحية وعدم العدالة فى الإختيارات.
كما فشل فيتوريا فى إدارة مباريات الفريق وإجراء التعديلات اللازمة أمام منتخبات ليس لديها الخبرات الطويلة وأصر على بعض اللاعبين رغم ثبوت فشلهم أكثر من مرة.
ارتفاع معدل الأعمار
قبل إنطلاق البطولة خرجت الإحصائيات لتؤكد أن منتخب مصر يملك أكبر معدل أعمار بين كل فرق البطولة ويقترب المعدل من ثلاثين عاما لفريق يلعب فى ظروف مناخية من الحرارة والرطوبة تؤثر على صغار السن فما بالك بمن تجاوزوا الثلاثين.
وتقول النظرية العلمية أن الفريق يمكن أن يضم حداً أقصى من كبار السن أصحاب الخبرات ولكن دون أن يزيد على المعدلات التى تؤثر على الناحية البدنية العامة للفريق، وهو ما حدث للمنتخب المصرى الذى كانت أعمار مفاصل الفريق كلها فوق الثلاثين من الشناوى وأبوجبل إلى حجازى والننى وصلاح وعمر كمال وكوكا وحتى بعض البدلاء الذين لم يحصلوا على فرص اللعب.
وتسبب كبر معدل الأعمار فى فقدان الفريق لعنصر الحيوية فكان الأقل بدنيا من كل المنتخبات التى واجهها.
مجاملات التشكيل
خلت القائمة الأولى للمنتخب من أسماء بعض اللاعبين الذين كانوا فى قمة مستواهم قبل انطلاق البطولة ونخص منهم بالذكر ياسر إبراهيم والذى لعبت الصدفة دوراً فى إنضمامه بعد إصابة أسامة جلال لاعب بيراميدز بينما تجاوز الإختيار بعض اللاعبين امثال طارق حامد بخبراته الكبيرة فى الوسط وحسين الشحات أحسن لاعب مصرى منذ الموسم الماضي.
وحتى مع وضع تشكيل كل مباراة أصر فيتوريا من قبيل العناد على بعض الأسماء مثل حجازى البعيد تماما عن الفورمة بعد الإصابة الطويلة والننى الذى لا يلعب مع ناديه الأرسنال وكوكا الذى فشل كثيرا مع المنتخب على مدى سنوات.
افتقاد الروح القتالية
افتقد كل لاعبى المنتخب الروح القتالية التى كان الفريق يتحلى بها فى البطولة الماضية قبل عامين وإفتقد الأغلبية من نجوم الفريق للحد الأدنى للمستوى المطلوب، وكان الشناوى أحسن حارس فى أفريقيا بعيد تماما عن مستواه وإهتزت شباكه 6 مرات فى 3 مباريات ونفس الحال الحارس الثانى أبو جبل الذى كان فى قمة التألق فى البطولة الماضية وتراجع مستوى قلبى الدفاع عبد المنعم وحجازى وإفتقدا الإنسجام وتراجع جدا مستوى الثنائى فتوح وحمدى فى مركز الظهير الأيسر كذلك تراجع مستوى كل لاعبى الوسط والهجوم بما فيهم محمد صلاح.
رحيل صلاح
لم يكن وجود محمد صلاح فى قائمة الفريق مجرد نجم وصل للعالمية فى السنوات الماضية وإنما كان له دور قيادى من نوع آخر يبث الروح فى اللاعبين. وبعد رحيله إلى إنجلترا سقط الفريق فى فخ النتائج السلبية وبخاصة بعد التناول الإعلامى للقضية.
اختيارات خاطئة
تكرر فشل اتحاد الكرة فى وضع أى إستراتيجية للمستقبل وكان له دور فى اختيار فيتوريا وتم توقيع عقد من أكبر العقود بين كل المنتخبات الأفريقية المشاركة للبطولة حيث يحصل على 200 ألف دولار شهريا. بجانب فشل اتحاد الكرة المتكرر فى وضع برامج المسابقات المحلية وبخاصة الدورى المورد الأول للنجوم فى الكرة المصرية.
وديات هزيلة
ذكرنا تباعا أن مواجهة منتخبات هزيلة مثل ليبيريا وبوتسوانا والنيجر وجنوب السودان وديا لا يظهر المستوى الحقيقى للمنتخب وهو ما حدث بالفعل.. إبتهج إتحاد الكرة وإعلامه بفوز مصر فى 9 مباريات متتالية على يد فيتوريا وكانت كلها معايير مزيفة وإنكشف المنتخب عندما تعرض لاختبارات حقيقية فى كأس الأمم بكوت ديفوار.
إرهاق النجوم
تسبب ضغط المباريات فى المسابقات المحلية والدولية للأندية وبخاصة الأهلى الذى يضم العمود الفقرى للمنتخب فى تراجع مستوى أغلب النجوم بشدة بعد أن خاضوا 8 بطولات مختلفة فى 3 شهور فقط من الموسم الحالي، وكما تسبب ضغط الأجندة فى ضياع كل البطولات منذ عامين عندما كانت الظروف مشابهة، ضاعت أيضا كل الألقاب الدولية للأندية والمنتخب هذا الموسم بداية من السوبر الأفريقى والدورى الأفريقى ومونديال الأندية للأهلي، ثم سقوط المنتخب مؤخرا فى كأس الأمم.