«الانضباط» هو شعار أساسى وضعته وزارة التربية والتعليم ضمن أولوياتها وكثفت جهودها من أجل تحقيقه فى سير العملية التعليمية كأساس لإصلاح منظومة التعليم وعودة المدارس جاذبة، مع بداية العام الدراسى الجديدة أول الأسبوع المقبل.
وفى هذا الاتجاه اتخذت الوزارة اجراءات عديدة مع تولى محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم تركز على أهمية إعادة دور المدرسة وعودة هيبة المعلم وسد الفجوة الموجودة بينه وبين الطالب ووجود آليات للتقييم ودرجات للسلوك والتفاعل والواجبات مع السير فى تخفيف الكثافات وسد عجز المعلمين ومحاربة الدروس الخصوصية بتفعيل مجموعات التقوية وتخفيف الأعباء على كاهل أولياء الأمور الذين يتكبدون مبالغ طائلة مع مافيا السناتر، إضافة إلى دوران «عجلة التطوير» من المراحل الأولى فى التعليم الابتدائي، وتلاها المرحلة المصيرية التى تشكل هاجس لدى الطلاب وأولياء الأمور وهى الثانوية العامة حيث بدأت بتخفيف المناهج ودمج بعضها البعض وجعل مواد خارج المجموع مثل اللغة الأجنبية الثانية لإزالة رهبة الثانوية العامة ومحاربة الدروس الخصوصية.
«الجمهورية الأسبوعي» استطلعت رأى الخبراء والأساتذة والمتخصصين فى الشأن التعليمى حول أهمية عودة الطلاب إلى المدارس وخطر الغياب وتفعيل مجموعات التقوية لعلاج نقاط الضعف عند التلاميذ بديلا عن الدروس الخصوصية.
يقول عاطف ابراهيم «مدير عام إدارة بولاق الدكرور التعليمية» أن المدرسة هى بيت الطالب فهى التى تشكل شخصيته وإكمال الدور التربوى للأسرة، مشيرا إلى أهمية التفاعل بين المعلم والطالب ومعرفة ميول واهتمامات الطلاب وجذبهم إلى المدارس وممارسة الأنشطة .
قال عبد المقصود السعيد «مدير عام إدارة جنوب الجيزة» إن المدرسة تساعد فى بث روح الولاء والانتماء وتعزيز الجوانب الاجتماعية فى نفوسهم حيث يتفاعل مع زملائهم إضافة إلى رعاية مواهبه وتزويده بالمعارف والعلوم .
وقالت مها مصطفى «مديرة مدرسة» إن المدرسة تعلم الطالب الانضباط والالتزام وتعوده على التعاون والعمل الجماعى والمشاركة فى الأنشطة وخدمة المجتمع المحيط وتعليمه السلوكيات الإيجابية ولابد من عودة دور المدرسة كجاذبة للطلاب فى كل المراحل التعليمية.
وقال محمود عبد الرازق «مدير إدارة المعادى التعليمية» ان عودة الطالب الى المدرسة تعد احد اهم المكاسب الحقيقية التى تعمل عليها وزارة التربية والتعليم حاليا لتقليل كثافات الفصول وهو يعد انجازا حقيقيا فى جذب الطالب الى المدرسة وأصبح ولى الأمر ليس لديه مفر من ارسال أولاده لتلقى العلم داخل الفصل.
وأضاف ان الطالب يفتقد مهارات اساسية بعدم الذهاب إلى المدرسة منها ممارسة الأنشطة واكتساب التفاعل والتنافس مع باقى الطلاب على من يتفوق ويحصل على الدرجة النهائية، كما اننا سنعقد مسابقات اوائل الطلبة نستطيع من خلالها زيادة حضور الطلاب وانتقاء المتفوقين من جميع الطلاب.
قال عصمت الطوخى «مدير إدارة مصر القديمة التعليمية» ان الدولة بكل مؤسساتها تعمل على بناء شخصية المواطن المصرى وذلك بالاهتمام بالتعليم وأولت الاهتمام بالنشء من خلال الصحة والتعليم وتوفير جو صحى وتربوى مناسب للطالب كما اتخذت الوزارة عدة قرارات مهمة لجذب الطالب مرة أخرى للمدرسة منها القضاء على الكثافة الطلابية داخل الفصل المدرسى وتوفير المعلمين لسد العجز من خلال توفير المعلمين سواء القائمون على قوة المدارس او الذين بلغوا سن المعاش او الاجر بالحصة حتى يجد الطالب المناخ المناسب للحضور لما فيه من أهمية.
أضاف ان المدرسة هى البيت الذى يتردد عليه الطالب لتلقى العلم فى بيئة جاذبة وصحية ليتحصل على القيم التربوية والتعليمية والثقافية التى تعينه على القيام بدوره كطالب علم وعودة الطالب للمدرسة تعد من أهم أضلاع العملية التعليمية لإتاحة الفرصة امام الطالب للحوار والمناقشة للحصول على المادة العلمية وفقا لتطورات العصر الحديث من التكنولوجيا وأيضا دور المعلم فى نقل خبراته للطالب.
وأكد على انه تم وضع قواعد لحضور الطالب من خلال تفعيل الأنشطة التربوية ليمارسها الطالب و تطبيق لائحة الانضباط المدرسى لضبط العلاقة بين أطراف المنظومة التعليمية المنهج والطالب والمعلم و ولى الأمر موجها التحية للقرارات الجريئة التى تصب فى صالح العملية التعليمية وادراك الوزير بحسه الوطنى أهمية حضور الطالب الى بيته الثانى المدرسة لبناء مستقبل الوطن.
ويرى حسن الصعيدى «مدير إدارة دار السلام التعليمية» ان المدرسة لها دور كبير فى اكتشاف قدرات الطالب ومهاراتهِ فى مختلف المجالات، والعمل على تنميتها عن طريق مجموعة من الأنشطة التى تعود بالنفع على الفرد والمجتمع فى المستقبل وحضور الطالب الى المدرسة يساهم فى تنمية حب الوطن لديه منها طرق الاعتزاز بالوطن، والفخر بهِ، وأساليب المحافظة عليهِ والتصدى لكل ما قد يؤثر على أمنهِ وسلامة شعبهِ.
أشار الى ان مجموعات التقوية المدرسية تلعب الدور الأساسى فى جذب الطالب للمدرسة بجانب انها هى البديل المناسب للدروس الخصوصية، ويجب على أولياء الأمور مساعدة الوزارة فى القضاء على ظاهرة الدروس لتخفيف العبء عن كاهلهم لتكبدهم مبالغ ضخمة فى مراكز الدروس الخصوصية، على أن يتولى مدير الإدارة التعليمية المختص ومجلس أمناء الإدارة تحديد مقابل اشتراك طلاب الشهادات المحلية العامة فى الحصة الواحدة، كما يحدد مدير إدارة المدرسة ومجلس أمناء المدرسة مقابل الاشتراك لطلاب صفوف النقل.
قال ياسر عكاشة «مدير عام إدارة الصف» إن جهود وزارة التربية والتعليم تستهدف مصلحة الطالب وولى الأمر من حيث عودة الانضباط للمدارس وتخفيف أعباء أولياء الأمور من خلال إعادة مجموعات التقوية بقوة ومواجهة الدروس الخصوصية واستنزاف أولياء الأمور إضافة إلى تخفيف المناهج بما يفيد الطالب وتخفيض الكثافات لزيادة الاستيعاب مع سد العجز فى المدرسين لتحقيق الانضباط فى سير العملية التعليمية بالوقوف على تطوير كافة عناصر المنظومة التعليمية بالكامل.