لا يزال العدو الصهيونى الغاشم يقتل ويدمر ويعيث فى الأرض فسادا.. ولا تزال أمريكا توفر له الدعم والحماية الكاملة فى تحد صارخ للعالم كله.
لا تزال العصابة الصهيونية فى تل أبيب تعتدى على سيادة الدول، وتصل أياديها الملوثة بالدماء لتقتل فى عدد من الدول العربية والإسلامية وتجد من أمريكا الدعم السياسى والعسكري.. فإذا ما فكرت دولة أو جبهة مقاومة الانتقام لشهدائها وجدت حائط الصد الأمريكى قويًا ومزعجا لتوفير الحماية للمعتدى الآثم الذى يرتكب أبشع وأحقر الجرائم دون رادع سياسى أو عسكري.
جريمة قتل إسماعيل هنية ارتكبت بعلم ومساعدة أمريكا والعالم كله يدرك هذه الحقيقة فلما هددت إيران فى الرد انتقاماً لكرامتها حشد البنتاجون الأمريكى قوى عسكرية هائلة لحماية الكيان الصهيونى المجرم.
هذه هى أمريكا المتحالفة على طول الخط مع الشيطان.. هذه هى الدولة التى تتشدق دائماً بحقوق الإنسان التى يستقبل برلمانها أحقر مجرم فى التاريخ وهو رئيس وزراء الكيان الصهيونى استقبال الفاتحين، ويقف كل أعضاء الكونجرس الأمريكى لتحيته والتصفيق له وكأنهم لم يشاهدوا حجم الجرائم التى ارتكبت ضد أطفال ونساء غزة، والتى شهد العالم كله ببشاعتها، وانطلقت مظاهرات الاحتجاج عليها فى كل دول العالم وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد كشفت أحداث غزة المأساوية وما تتعرض له من حرب إبادة حقيقة أمريكا للعالم، وتأكد العالم كله من عنصرية النظام الأمريكي، وعدم احترامه لأبسط حقوق الإنسان، وتقديمه السلاح الفتاك للقتلة والمجرمين ليقتلوا به أطفالاً ونساء لا حول لهم ولا قوة، ولم يسببوا أى أذى لا لأمريكا ولا للكيان الصهيوني.
>>>
للأسف الشديد.. أمريكا خسرت كثيراً من أسهمها كقوة كبرى فى العالم بمساندتها الكاملة للعصابة المجرمة فى تل أبيب وك يوم تتضاعف خسائرها، والعالم كله يشاهد يومياً ما ترتكبه من جرائم ضد المدنيين فى غزة، ولا تعيرأمريكا الرأى العام العالمى الرسمى والشعبى أى اهتمام.
الإدارة الأمريكية بهذه المواقف الجائرة تضر بسمعتها ومصداقيتها وتؤكد عدم إنسانيتها وتحديها للمجتمع الدولي، وهو ما سيعود عليها بأبلغ الضرر فى المستقبل القريب والبعيد.. فلن ينسى العالم تلك المواقف الظالمة، ولن ينس الفلسطينيون ومعهم كل شعوب العالم الحر هذا الظلم الأمريكى وهذا الدعم غير المسبوق لكيان مجرم يقتل ويدمر مقومات الحياة لشعب فقير يعيش معظمه على المساعدات الإنسانية.
أيضاً.. سوف يدرك الصهاينة حجم خسارتهم مما ارتكبته العصابة الإجرامية التى تقود الحرب ضد غزة عما قريب.. مذابح غزة وما أسفرت عنه من قتل وتدمير وتخريب وإبادة جماعية لشعب أعزل لن توفر لهم الأمن الذى يبحثون عنه، بديل أن عدداً كبيراً منهم يعيشون هذه الأيام فى الملاجيء، وبعضهم ترك الأرض المحتلة وهاجر بحثاً عن الأمان.
حسابات تل أبيب دائماً خاطئة بسبب ما على عقولهم سيجلب المزيد من الخوف والرعب للشعب اليهودى سواء الذى يعيش على أرض فلسطين المغتصبة أو الذى يعيش فى الشتات حول العالم لأن ما حدث لأهل غزة لن يمحوه الزمن وأبناء وأحفاد الضحايا من شهداء ومصابين سوف ينتقمون لهم ولن ينفعهم المجرمون نتنياهو وجالانت وبن غفير وغيرهم من أفراد العصابة الصهيونية.
>>>
مهما ارتكب جيش الكيان من مذابح فى غزة وأياً كان الرقم الذى سيقتله أو يصيبه سيخرج الكيان الصهيونى من حرب غزة مهزوما فى النهاية والانتصار الوهمى الذى يبحث عنه نتنياهو لن يتحقق، فقد ورط نفسه فى حرب طويلة لا طاقة للصهاينة بها، ولولا الدعم الاقتصادى والعسكرى الأمريكى والأوروبى المعلن والخفى لانهزم الجيش الصهيونى فى الأسابيع الأولى من الحرب.
مهما دمر العدو الصهيونى من منازل للمدنيين وعاث فى الأرض فسادا فلن ينتصر، فانتصارات الجيوش لا تقاس بقدر ما تعيث وتخرب وتدمر وتقتل من المدنيين كما يعتقد مجرم الحرب الصهيوني، ولذلك فالنهاية واحدة وهى خروج هذا العدو المجرم مهزوما فالغالبية العظمى من ضحاياه من المدنيين العزل؛ أطفالاً ونساء وشيوخاً لا حول لهم ولا قوة.. وستظل هذه الجرائم تلاحق المجرمين الصهاينة مهما طال بهم الزمن وستكون وبالا عليهم وعلى الكيان الصهيونى كله.
الانتصار الحقيقى هو تحقيق الأهداف بأقل قدر من الخسائر، وإسرائيل حتى اليوم لم تحقق هدفا واحداً من أهدافها وقتلت عشرات الآلاف من المدنيين العزل بل قتلت العشرات من جنودها ومواطنيها فى عمليات عسكرية عشوائية تؤكد انفلات أعصاب قادتها وعشوائية وعبث وجبن الجيش الصهيونى الذى يحاول رد اعتباره.
>>>
الصمت على جرائم العدو الصهيونى فى غزة وما يجرى الآن فى جنوب لبنان وما سبق وحدث فى اليمن وجرائم الاغتيالات التى طالت عناصر فلسطينية فى لبنان وسوريا وإيران يدين أمريكا قبل إدانة إسرائيل لأن كل ما يحدث يتم بمباركتها ودعمها، كما يدين الدول الأوروبية التى كثيرا ما تشدقت بحقوق الإنسان، وصدعتنا باحترام تلك الحقوق، فتلك الدول تخدع نفسها قبل خداعها للعالم، فلا إنسانية ولا عدالة ولا احترام لأبسط حقوق الإنسان.
ستظل صورة أمريكا ومعها العديد من الدول الأوروبية ملطخة بدماء الأبرياء وهدم بيوتهم وحرمانهم من مقومات الحياة وارتكاب أبشع جرائم الحرب ضدهم مهما حاولت آلة الدعاية والتشويه والتزوير الصهيونية فى العالم خلق مبررات لما تفعله العصابة الصهيونية فى تل أبيب.. والانتقام منها قادم لا محالة مهما طال الزمن وشاع الظلم وانتشر فساد الصهاينة بدعم ومباركة الأمريكان.