غزة أصبحت فعليا مقبرة للأطفال
فى الجانب الآخر من العالم بعيدا عن التصريحات والأحلام والأحاديث الأمريكية هناك صور قاسية وواقع موجع وموائد للأطباق الفارغة فقط عليها كل صنوف الموت بما فيها الموت من الجوع إنها غزة الجريحة يا ضمير العالم يا عزيزى غزة التى تباد تحت مسمع و مرأى من العالم غزة التى حوصر أهلها تحت وطأة الجوع والعطش والمرض فبحسب أحدث تقرير للتصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى، بعد 10 أسابيع من الحصار الشامل، وصل 1.5 مليون شخص من أصل 2.2 مليون من السكان إلى المرحلتين الرابعة والخامسة، وهى الأعلى على مقياس أزمات الغذاء.
فى الجانب المظلوم والمظلم من العالم فى قطاع غزة ومنذ 7 أكتوبر 2023، قتل أكثر من 16 ألف طفل، بينهم أكثر من 900 دون العام، بحسب أرقام أوردتها منظمة اليونيسيف ويذكر مؤخرا أن طفلين أصيبا بالخرس بسبب حروق جراء القصف، غزة أصبحت فعليا مقبرة للأطفال، حيث أودت الحرب فيها بحياة أكبر عدد من الأطفال فى وقت قصير و أطلقت المنظمات الدولية غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة ناقوس الخطر،أكثر من مرة وقالت إن 22٪ من سكان قطاع غزة يعيشون فى وضع «كارثى»، يشكل فيه الجوع وسوء التغذية خطرا قاتلا، أكثر المتضررين منه هم الأطفال حيث دعت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى «الاستئناف الفورى لوصول المساعدات الإنسانية» فى مواجهة «خطر المجاعة الوشيك، والانهيار شبه الكامل للزراعة، واحتمال ظهور أوبئة مميتة».. وتستقبل المستشفيات القليلة التى لا تزال تعمل، أعدادا متزايدة من الأطفال، الذين يعانون سوء التغذية. أكثر المتضررين هم الأطفال دون سن الخامسة» ومنذ بداية الحرب، توفى نحو 50 طفلا فى غزة بسبب سوء التغذية الحاد -حسب أرقام أوردتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وعولج أكثر من 9 آلاف طفل من سوء التغذية الحاد، والحالات فى تزايد مستمر منذ استئناف الحصار، و يحتاج 70 ألف طفل إلى علاج عاجل لسوء التغذية الحاد بحلول سبتمبر المقبل.
فى الجانب الثرى من العالم يدير ترامب صراعاته ويصدر قراراته وترك ملف غزة إلى مبعوثه ستيف ويتكوف ربما ينجز اتفاقا فى القريب وللإنصاف بات ملف غزة يؤرق الرئيس ترامب ويريد إنهاء الحرب لكن فى رأيى ربما ثمة تفاهمات سرية صعبة يديرها ترامب قبل الوصول إلى هذه المرحلة فقبل ساعات من زيارته للمنطقة فاوض الرئيس الأمريكى مباشرة حركة حماس للإفراج عن الأسير الأمريكى الإسرائيلى عيدان ألكسندر ونجح فى ذلك ووصف موافقة حماس ببادرة حسن نية وتحدث ترامب صراحة عن رغبته فى إنهاء الحرب لكنه ظاهريا حتى الآن لم يتخذ موقفا حاسما من نتنياهو الذى أصبح العقبة الكبيرة أمام السلام الذى يقول ترامب أنه ينشده.
فى الجانب الشرير من العالم يجلس نتنياهو و رفاقه من مصاصى الدماء بتسلئيل سيموتريتش وإيتمار بن غفير يسنون أسنانهم ينتظرون عودة الرئيس ترامب إلى واشنطن بعد ختام زيارته حتى يعطون إشارة البدء لخطة تدمير جديدة لقطاع غزة أطلقوا عليها «عربات جدعون « قالها نتنياهو صراحة إنه ربما يأمر الجيش بتنفيذ الخطة بمجرد عودة ترامب من جولته تحسبا للحرج الذى قد يوضع فيه ترامب خلال زيارته للمنطقة.
كل أحاديث السلام و وقف الحرب باتت مثل الأغانى المكررة ليل نهار فى الإذاعات لم تعد تطرب ولن تطرب مالم يقطعها بيان حربى حاسم بليغ يقضى بانتهاء الحرب لم نصل بعد لهذا البيان صحيح هناك جهود كبيرة مبذولة من مصر و قطر و الولايات المتحدة الجميع يريدون صفقة لتبادل الأسرى و وقف نهائى للحرب فى غزة لكن كل هذه الجهود تواجه فى كل مرة بنوايا نتنياهو السوداء الذى لا يريد للحرب أن تنتهى ويريد إعادة احتلال غزة ويصرح بذلك بلا أى غضاضة!
لا نعلم ماذا تحمل الأيام القادمة لكن مأساة غزة أصبحت غصة فى جبين العالم ولا أظن أن الرئيس ترامب سيصبر كثيرا على نتنياهو وأتوقع أن يفاجأ العالم بأمرما فى هذا الملف.