> لم يكن الأزهر الشريف مجرد جامع وجامعة.. بل كان شمساً جديدة تدور فى فلكها رحلة العلم والثقافة والعقل حاملة ضياءه إلى البلاد القاحلة.. وزراعة بذور المدارس والمعاهد والجامعات فى الأقطار الجاهلة.. كما كان حارساً لقيم الدين والدنيا بما ينجب من العلماء ما يمثلون بورعهم واستغنائهم وأخلاقهم وشجاعتهم اسمى خصائص القدوة الصالحة والأسوة الحسنة، هذا المحرر العظيم للضمير الإنسانى ولإرادة البشر أفراداً وشعوباً لا ندرى ماذا سيكون حال الذين لم تطلع شمسه ولم يشرق عليهم أمة.
عندما بدأنا نقرأ تاريخه.. أدركنا كم نحن محظوظين حين حملتنا الأقدار إلى رحابه وقادتنا إلى محرابه.. وحين شرعنا للتعرف إلى شيخوخة رحنا نتغنى به.
> لم تكن هناك فضيلة من فضائل الحياة لم يتحلوا بها ولا خلق من أخلاق الرجال وأحرار القلوب إلا اتخذوه شعاراً ودثاراً وكانوا له مناراً.. هذه كلمات قالها خالد محمد خالد ـ رحمه الله ـ
> كان الأزهر ومازال وسيظل خالداً شامخاً أبد الدهر بفضل الله تعالى.. مرًّ على افتتاح الجامع الأزهر ألف وستة وثمانون عاماً لم تفته فرصة واحدة حيث بلغت دعوته الآفاق فى المشرق والمغرب من الوسطية والاعتدال والتعايش السلمى تخرج فيه علماء أفذاذ أناروا الدنيا وبددوا الظلام فى العالم من أقصاه إلى أقصاه.. كما تخرج فيه رؤساء دول وحكومات ووزراء وسفراء.. ورؤساء جامعات وعمداء كليات وغير ذلك.
> لم يكتف الأزهر باحتضان دارسين من مائة وعشرين دولة فحسب ليكونوا سفراء فى بلادهم ومصدر إشعاع ونور لأقرانهم فى دياجير الظلام الحالكة ولكن قام الأزهر الشريف بإنشاء معاهد أزهرية تضم جميع المراحل الدراسية فى قارتى إفريقيا وآسيا من أجل إشعاع النور فى هذه البلاد الإسلامية الحبيبة.. هذا هوالأزهر.
> استطاع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن يجعل من الجامع الأزهر واحة غنًّاء وخلية نحل لها دوى تعمل بالليل والنهار من خلال حلقات لحفظ القرآن.. ودروس لتحصل العلم من خلال الأروقة التى تعلم الحديث والفقه والتفسير والتجويد وكل علوم الدين والدنيا.. فحينما تدخل المسجد تجده للصلاة وللعلم حقاً إنه جامع وجامعة.
> عندما تذهب لصلاة القيام بالجامع الأزهر تجد على رأس المصلين الدكتور محمد عبدالرحمن الضوينى وكيل الأزهر ومدير الجامع د.هانى عودة ود.عبدالمنعم فؤاد رئيس الرواق الأزهرى ولفيف من أعضاء لجنة مراجعة المصحف الشريف وأساتذة الجامعة كلهم لا يكلون ولا يملون فرشات لهم دوى كدوى النحل فى حلقاتهم.. من سره أن يتعلم القراءات فليذهب ليصل بالجامع الأزهر.. لقد جعل الإمام الأكبر منه مقصداً لكل قاصد لتحصيل العلم.. إنه الأزهر الشريف الذى جعله الله قبلة للدارسين الوافدين من أقاصى الدنيا ومن مصر الحبيبة.
> جعل فضيلة الإمام المسجد واحة لإفطار الصائمين واستطاع تقديم ثلاثة آلاف وجبة إفطار كل يوم لدارسين من مائة وعشرين دولة تجمعهم الألفة والمحبة ورباط العلم الوثيق لأن هؤلاء الدارسين يعلمون جيداً أن العلماء ورثة الأنبياء، فليس أعظم من رباط العلم ووحدة الصف فى الصلاة حيث تشهدهم الملائكة وتبارك صفوفهم وتؤمن معهم فى دعائهم.
ما أجمل وما أروع ليالى رمضان فى رحاب الجامع الأزهر اللهم بارك لمصر فى أزهرها وعلمائها وشيوخها الأجلاء وحفظ الله شيخه الطيب.
>> «إلى مَنْ يهمه الأمر»
> يعيش الشارع المصرى ليالى من الدمار وإطلاق للصواريخ التى تصنع تحت بير السلم التى تفسد على المصلين صلاتهم بل وتؤرق مضاجع المرضى وتنكد على الطلاب وتمنع من تحصيل دروسهم ناهيك عن الضوضاء المقيتة والرائحة المنفرة بل وتسبب مشاكل بين الصغار والكبار كل ليلة فى كل شارع وحى وكأنها حرب ضروس.. ارحمونا من هذا الدمار القاتل.