أصعب وأقسى شىء على النفس هو النكران والجحود وأفة البشر هى النسيان.. وللأسف الشديد عندما يتجاوز الإنسان المحن والشدائد والأزمات تتغير مواقف البعض وتتبدل الأحوال ويبدأ التمرد على الواقع وينخفض ترمومتر الصبر على أزمات عابرة ومؤقتة وتتراجع إرادة التحمل.. هذا ليس عند كل الناس ولكن بعضهم.. أو فريق منهم.. فإذا عدنا بالذاكرة ما قبل 30 يونيو 2013 وقبل عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى كان الجميع يتمنى عودة الأمن والأمان والاستقرار.. عودة الوطن إلى الحياة إلى المستقبل إلى الحق فى التطلع والأمل.. بعد أن أرهقته الفوضى والفشل والخراب والدمار والفتن والضعف والهوان والأزمات والمعاناة والانقسام والإرهاب ووجود جماعة إرهابية تجثم على صدر الوطن تقتل فى أبنائه الأمل وتنشر الخوف والاحباط.. لذلك اسأل هل نسينا ما كنا نعيش فيه قبل السيسى من خوف واحباط وفوضى وضياع وأزمات ومعاناة بفعل المؤامرة التى استمرت من يناير 2011 وحتى رحيل أخطر تنظيم إرهابى عرفه التاريخ كان ومازال الأداة لتدمير هذا الوطن.. هل نسينا ما كنا فيه من أزمات متلاحقة ومعاناة عميقة وغياب للأمل والمستقبل وإرادة البناء والتنمية؟.. هل نسينا ما حققناه خلال عشر سنوات من بناء دولة قوية وقادرة وتمكينها من الوقوف على أرض صلبة فى مواجهة التحديات والتهديدات؟.. أعلم ان هناك من يرتدون النظارة السوداء ومن تتلون قلوبهم بالسواد ويتلحفون بالاحباط ولديهم عن قصد أو غير قصد ذاكرة الأسماك ولا يدركون ما بين أيديهم من نعم.
نعم.. يصعب الحديث من وجهة نظر البعض عن النجاحات والإنجازات.. وهو هم المرجفين الذين لا يتحلون بالشجاعة ويفتقدون للموضوعية ويتنازلون عن قول الحق ويمسكون العصا من المنتصف.. لكن أى إنسان شريف يرفض الجحود والنكران لعشرات النعم والإنجازات والنجاحات التى تحققت فى بلدنا التى كادت تضيع من فرط الفوضى والتآمر والتدمير الممنهج على أيدى المرتزقة والعملاء والإخوان.. إنها قولة حق وليست دفاعاً.. فالواقع الزاخر بالنجاح وحجم التغيير الحقيقى بين ما كان وما أصبح لا يحتاج من يدافع عنه .. فالواقع والتاريخ أقوى من أى دفاع ولكن يحز فى نفسى بعض الناس الذين يتخاذلون عن قول الحق والانصاف والموضوعية فى وجه من يريدون اهالة التراب على كل ما تحقق أو يسايرون موجات وحملات التشويه والتشكيك ويخرجون علينا بالتنظير تحت مسميات ومزاعم كثيرة عن الأولويات فى وطن لم يكن لديه فرصة للتفكير فى أولويات كان فيه كل شيء يدعونا للاشيء ولا يحتمل التأخير.. كل مجال وقطاع فيه وصل إلى القاع.. إلى حد الانهيار ووصلت معاناة وأنات الناس إلى مرحلة خطيرة فتش فى الذاكرة واسترجع أحوال وظروف البلاد والعباد قبل السيسى حتى أوشك ان يتخطفهم الفيران وتأكلهم الذئاب وتحاصرهم مؤامرات الفوضى والإرهاب وتراجع وانحسار لدور ومكانة مصر وثقلها الإقليمى والدولى وأطماع تتمدد غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً ومساومات وضغوط رهيبة وابتزاز على مواردنا الوجودية وتطويق لمصر من كافة الاتجاهات حتى كاد مشروع الشيطان لقوى الشر يجد طريقه إلى أرض الواقع فى عهد الجماعة الإرهابية لولا شجاعة وشرف ووطنية وإخلاص الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى استجاب لنداء المصريين فى 30 يونيو 2013.. فهل نسينا ما كنا نعيشه فيه؟
ثم انظر إلى أحوال مصر وظروفها الاقتصادية قبل السيسى فى ظل موارد محدودة وتراجع إلى حد الانهيار الاقتصادى وتهاوى منظومة الخدمات إلى الدرجة التى بلغت ذروتها فى طوابير طويلة من أجل الحصول على أبسط الحقوق مثل البنزين والسولار والبوتاجاز ورغيف الخبز.. ثم وضع الاقتصاد المصرى مع نمو سكانى مرعب يصل وقتها إلى 2.5 مليون نسمة وضغوط وتداعيات الانفلات ولى ذراع الدولة بالمظاهرات الفئوية وارتفاعات عشوائية للأجور فى ظل اقتصاد وإنتاج متوقف وضياع موارد السياحة وهروب الاستثمار وتراجع معدلات التصدير حتى قدرت خسائر مصر بـ 450 مليار دولار فى هذه المرحلة السوداء من تاريخ الدولة المصرية.
محاولات قوى الشر والمرجفين اهالة التراب على معجزة الدولة المصرية وما حققته فى معركتى البقاء والبناء أمر لابد ان تحذر منه.. خاصة فى ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية واستغلالها فى تزييف الوعى والتضليل ونشر الأباطيل.. بل ذهب البعض إلى الزعم بأشياء لا يراها سوى عقول مريضة.
لمن يريد أن يعلم مصر كانت ساحة للفوضى والانفلات لا أمن ولا أمان ولا استقرار.. الإرهاب يضرب بلا رحمة وباتت واحة الأمن والأمان والاستقرار وهى من أكثر دول العالم استقراراً وملاذ الباحثين عن الأمن والأمان.. مصر لم يكن لديها أى رؤية للإصلاح والبناء والتنمية.. فالبنية التحتية وهى أساس النجاح والتقدم والنهوض وجذب الاستثمارات كانت فى حالة يرثى لها ثم باتت فى عهد السيسى واحدة من أفضل البنى التحتية فى العالم وهى أحد أهم مقومات جذب الاستثمارات الكبرى الأخيرة.. مصر كانت متجمدة تتفرج وتكتفى بالمشاهدة على دول إقليمية تتقدم بأقل الموارد الطبيعية.. لذلك قررت «مصر- السيسي» ألا تتوانى عن استثمار موقع مصر الجغرافى الإستراتيجى ولم يكن من مظاهر الرفاهية تطوير قناة السويس وانشاء قناة السويس الجديدة وازدواج المرور فى القناة ثم تطوير موانئ مصر على البحرين الأحمر والمتوسط ثم القطار السريع ثم شبكة الطرق العصرية ثم الموانئ الجافة.. كل ذلك منظومة عصرية لتكون مصر فى المقدمة للاستفادة من كعكة التجارة البحرية وتجارة اللوجستيات وتصبح رقماً مهماً فى هذا المجال بما يدر على دخلها القومى أرقاماً غير مسبوقة.. ثم يحدثونك عن الزراعة التى تعرضت للتبوير والتعديات وباتت إنجازاً عظيماً أضاف أكثر من 4 ملايين فدان للرقعة الزراعية ورفع عوائد التصدير إلى قرابة الـ9 مليارات دولار وتخفيض فاتورة الاستيراد وتحقيق الاكتفاء فى أمور كثيرة ثم حياة كريمة وتطوير الريف ثم النهضة الصناعية القادمة التى تتوفر لها مقوماتها وركائزها حاليا ثم مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر ثم التوسع العمرانى من 7 ٪ إلى ما يقرب من 15 ٪ ثم القضاء على التطرف وترسيخ التسامح والاعتدال وبناء الإنسان.. لذلك أقول ان الأزمات العابرة لا يمكن أن تنسينا ما تحقق ولا يجب أن نسمح لهؤلاء باهالة التراب على ملحمة المصريين فى انقاذ بناء وطنهم.