لطالما عبرت مصر الكثير من التحديات والأزمات، ومع هبوب عواصف وتداعيات الجوائح والصراعات الدولية والإقليمية، تأثرت مصر شأنها جميع دول العالم، فتبارت أبواق الأكاذيب فى نشر التشكيك والتشويه والإحباط، لكن وعى وفهم وصبر والتفاف المصريين حول وطنهم وقيادتهم، كان أكبر من أى أكاذيب، لذلك «الانفراجة»، والانتعاشة الكبرى، والتى تتجسد فى صفقة الاستثمار المباشر التاريخية لتطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة وما سيليها من صفقات استثمارية كبرى أبلغ دليل على صدق وجدوى الرؤية، وهى أيضاً صفعة قوية للمشككين والمحبطين.
الثقة فى قدرة الوطن، لا تحتاج أدلة وبراهين وأسانيد، لكنها عقيدة مترسخة فى وجدان وقلب وعقل المصريين، فمهما بلغت التحديات والأزمات والتهديدات، وتمادت الأكاذيب والشائعات، وحروب التشكيك والتشويه تظل الثقة فى قدرة الوطن وشرفه أكبر من أى أزمات وأكاذيب، وهذه الثقة هى رصيد الوطن القومى الذى يجعلنا نزداد قوة وقناعة وثقة فى قدرتنا على تجاوز العثرات والتحديات والأزمات.
لطالما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن محاولات قوى الشر، لبث وترسيخ الانهزامية واليأس والاستسلام والإحباط فى نفوس المصريين، والنيل من إرادتهم وقدرتهم على التحدي، ومواصلة طريق البناء والتنمية والتقدم، لذلك كانت ومازالت أحاديث وإنجازات ونجاحات الرئيس السيسى على مدار السنوات الماضية، تمنح المصريين دفعة وطاقة قوية من الروح المعنوية العالية، والإرادة الصلبة والوعى الحقيقى لاستكمال مسيرة البناء، وتنفيذ المشروع الوطنى المصرى لبلوغ التقدم، رغم حروب الأكاذيب والشائعات والتشكيك التى لم تتوقف، لذلك فإن عظمة ما حققته مصر من مشروعات عملاقة، ورؤية ثاقبة جرى تنفيذها طبقاً لأعلى المعايير والمواصفات وطبقاً لقواعد العلم، والإدارة الذكية المرتكزة على أهداف وتطلعات بلا حدود، وما خلقته من فرص عظيمة للوطن والمواطن من أجل النهوض والارتقاء والتقدم.
انطلقت من قلب التحديات والأزمات والتهديدات فما بين أزمات ومشاكل متراكمة ومعاناة عميقة على مدار العقود الماضية، احتاجت لجهود جبارة وخلاقة للتخلص منها والقضاء عليها، وتخفيف الأعباء عن المصريين، وإصلاح فى كل المجالات والقطاعات، بالإضافة إلى ميراث الفوضى والانهيار الحاد الذى خلفته أحداث يناير 2011، وما أعقبها من مواجهة حاسمة مع الإرهاب الأسود، لاستعادة كامل الأمن والأمان والاستقرار.. ناهيك عن تحديات اقتصادية غير مسبوقة، احتاجت لأفكار ورؤى خلاقة لإنهائها، وما بين أزمات عالمية متلاحقة، تتسم بالقسوة فى تداعياتها على جميع دول العالم وشعوبها، فمن جائحة «كورونا»، إلى الحرب الروسية ــ الأوكرانية إلى الاضطرابات والصراعات التى يشهدها الشرق الأوسط، وإلى النزاعات والفوضى فى بعض دول المنطقة والجوار لمصر، لكن ورغم كل هذه التحديات، بزغ فجر جديد على مصر وأمل كبير، وملامح لحاضر ومستقبل واعد، نتاج جهود متواصلة ومثابرة، وإرادة وتحد ومتابعة على مدار الساعة، وإصرار على مواصلة الطريق، ليس مشروعاً أو حتى مئة، وليس مجالاً أو حتى عشرة ليست منطقة أو مدينة أو محافظة، الآن المشروعات القومية العملاقة، وفى كل المجالات والقطاعات، وفى جميع ربوع البلاد دون استثناء.. فيما يشبه ويقترب إلى المعجزة التى منحتنا ثروة عظيمة من الفرص الغزيرة، والثمينة التى تعد طوق الأمل والنجاة والعبور لأزماتنا وتحدياتنا، فقد أسسنا قواعد المستقبل بإرادة وتحد وإصرار ورؤى ومعايير ومواصفات عصرية وعالمية لم ولن نتنازل عنها لأننا نؤمن بقيمة وقدر هذا الوطن وما يستحقه من مكانة مرموقة بين الأمم.
الثقة فى الوطن، لا تنحنى ولا تخضع ولا تيأس ولا تحبط من هول الأزمات والتحديات والمخاطر والتهديدات، ولكن دائماً تؤمن بقدرة هذا الوطن على العبور وتجاوز المستحيل، فلدينا أشياء كثيرة، وتاريخ حافل من عبور الأزمات، والانتصار على التهديدات فبعد 1967، زعم العالم أن مصر لن تقوم لها قائمة، وأن سيناء ضاعت بلا رجعة وبعد ٦ سنوات، ينتفض المارد المصري، ويعبر المستحيل، ويتجاوز الصعاب، ويحقق الجيش المصرى العظيم ملحمة أسطورية، ونصراً عظيماً غير الكثير من المفاهيم العسكرية فى العالم، واستعاد الأرض والكرامة، وحطم عظام الجيش المتغطرس وأجبره على الخضوع والاستسلام لإرادة المصريين بترك سيناء إلى الأبد، وإعادتها إلى حضن الوطن المصري، رغماً عن أنفه، لذلك يدرك الجميع صلابة وإرادة وعظمة الإنسان المصرى الذى لا ينكسر ولا يخضع أبداً وهو قادر فى كل وقت على تكرار أمجاده وانتصاراته، وكما قال الرئيس السيسى إن المعركة لم تنته بعد، وإذا كان الجيش المصرى عملها مرة.. فهو قادر يعملها كل مرة.. فلا يوجد مستحيل، أمام المارد المصرى عندما ينتفض ويعلن عن نفسه، لا تكسره الأوهام والأكاذيب والشائعات وحملات الإحباط واليأس.
مصر الدولة الوحيدة التى نجت فى يناير 2011 من مخطط الفوضي، وعبرت بسلام، وهزمت المؤامرة، وعطلت المخطط، رغم أن هناك دولاً دفعت ثمناً باهظاً بعد أن سقطت فى مستنقع الانفلات والفوضي، وسقطت فيها الدولة الوطنية وتفككت وقوضت مؤسساتها.. لكن مصر لأن لديها جيشاً عظيماً، وشعباً عريقاً، نجت من براثن هذا المخطط، ثم جاءت أعظم ثورة فى تاريخ مصر، وهى 30 يونيو 2013 التى جسدت إرادة المصريين، فى رفضهم لنظام الإخوان المجرم والفاشى والمتآمر والذى هو مجرد أداة فى يد أعداء مصر، يحركونها لتحقيق أهدافهم الشيطانية، وإضعاف مصر وتقسيمها، لكن إرادة ووعى المصريين اجهض المؤامرات والمخططات التى كانت تحاك لمصر، وضرب الجيش المصرى وقائده الوطنى آنذاك أروع الأمثلة الوطنية فى الانحياز وحماية الشعب.
القضاء على الإرهاب الأسود الذى حاول تركيع مصر وإثارة الفوضى والدمار فيها واختطاف الأمن والاستقرار، كان معركة استثنائية وتاريخية تضاف لسلسلة الأمجاد المصرية، وتم تطهير سيناء بالكامل من التكفيريين وأباطرة الإرهاب المدعومين والممولين من قبل دول وأجهزة مخابرات معادية لمصر، والتى تمكنت من فرض السيطرة واستعادة كامل الأوضاع الطبيعية، ورسخت الأمن والاستقرار والتنمية غير المسبوقة فى سيناء، وخاضت مصر أيضاً معركة الإصلاح الاقتصادى الشامل الذى تبناه الرئيس السيسي، وحقق نجاحات وثماراً حصدها المصريون، وتحمل المواطن المصرى عن ثقة ووعى وفهم تداعيات هذا الإصلاح.. مما يؤكد أن الرهان على الشعب، مضمون النجاح وعلى الثقة بين القيادة والشعب.
جاءت الأزمات العالمية المتلاحقة، والطاحنة من «كورونا»، والحرب الروسية ــ الأوكرانية ثم الاضطرابات الجيوسياسية فى الشرق الأوسط، والصراعات فى المنطقة، كل ذلك شكل تحديات غير مسبوقة على الاقتصاد المصري، وخروج أموال طائلة من الدولار، وأدى إلى صعوبات شأننا شأن دول العالم من ارتفاع معدلات التضخم، والأسعار تحملها المواطن المصرى الذى استحق تحية وشكر القيادة السياسية، والتى أكدت وبثقة أن الفجوة الدولارية وأزمة الدولار ستكون من التاريخ، وبالفعل تتجه الأمور إلى ذلك على أرض الواقع.
بفضل ما لدى مصر من فرص عظيمة نتاج عمل متواصل، ورؤية شاملة على مدار 10 سنوات، الأزمة الاقتصادية الصعبة التى تعيشها مصر شكلت تحدياً كبيراً على قدرة الاقتصاد المصري، ودرجة صموده، وكذلك اختبار حقيقى وواقعى لقدرة المصريين على التحمل والصبر والوعي، والمساندة والالتفاف حول وطنهم وقيادتهم السياسية، فرغم قسوة الأزمة الاقتصادية، لم ترحم قوى الشر عقول الشعب المصرى وتوافرت وتواصلت حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه، ورغم كل ذلك.. تأكد للجميع المعدن النفيس والعظيم للمصريين الذين ضربوا بكل هذه التحديات عرض الحائط، وأجهضوا الأكاذيب والتشكيك، وحافظوا على وطنهم، حتى جاء الأمل، وتحقق الوعد الرئاسي، فى أكبر استثمار مباشر والأضخم فى تاريخ مصر، وهو شراكة مصرية ــ إماراتية لتطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة، فى صفقة تاريخية، تجسد ما لدى مصر من فرص عظيمة، أيضاً استثمارات كبرى فى الطريق تنهى الأزمة من جذورها، وتحدث انتعاشة كبري، خاصة إذا تحدثنا عن قيمة الصفقة الاستثمارية والمقدرة بـ 35 مليار دولار، بالإضافة إلى حصة بنسبة 35٪ من أرباح المشروع العملاق.. ناهيك عن 150 مليار دولار سوف يضخها الجانب الإماراتى الشقيق خلال فترة تنفيذ المشروع بأيادى وشركات ومصانع مصرية، توفر ما يقرب من 8 ملايين فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، بالإضافة إلى زيادة أعداد السائحين لمصر إلى 8 ملايين سائح، وهو ما سوف يترتب عليه الكثير من انتعاشة وانفراجة كبرى يجنى ثمارها المواطن المصرى من فرص عمل وأيضاً من استقرار للأسعار وتراجع بنسبة التضخم، بالإضافة إلى عوائد عظيمة على الاقتصاد المصري، لكننى أتوقف عند أمر مهم للغاية من هذه الصفقة الاستثمارية الكبرى التى تؤكد قوة وقدرة الاقتصاد المصرى على الصمود والتعافى خاصة ان فترات الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، شهدت حملات وحروباً مسعورة تستهدف محاولات إحباط المصريين، وتمكين اليأس منهم، والنيل من إرادتهم، والعمل على تزييف وعيهم، من تشويه وتشكيك متواصل فى كل شيء فى جدوى المشروعات القومية، فى البنية التحتية، فى حاضر ومستقبل هذا الوطن العظيم.
تحمل عقل المواطن المصرى الصامد طوفاناً من الأكاذيب والتزييف والتشويه والتشكيك والمغالطات من أبواق إخوانية عميلة ومن وسائل إعلام معادية، وأكاذيب من المرجفين والمذبذبين وغير المؤمنين بقوة وقدرة الوطن، وهم قلة قليلة، أصابتهم أعراض مرضية أبسطها عدم الفهم والإلمام بما جرى على مدار 10 سنوات، أو حتى تاريخ هذا الوطن فى عبور وتجاوز التحديات والأزمات، أو حمقى لا فائدة من الجدال والحديث معهم، لأنهم يرون كل شيء بقلوب سوداء، لذلك أجد بعض الرسائل المهمة التى بعثت بها هذه الصفقة الاستثمارية التاريخية وما سيتلوها من استثمارات كبرى قادمة تليق بمصر وملحمة وتجربة البناء الملهمة التى نفذتها خلال الـ 10 سنوات الماضية، وجدوى الرؤية الشاملة والثاقبة التى وضعت مصر واقتصادها على طريق القوة والقدرة والفرص، كالتالي:
أولاً: الثقة فى قدرة الوطن، على عبور وتجاوز الأزمات، وتحقيق الانتصارات واليقين والإيمان بتاريخ وحاضر ومستقبل الوطن، وما لديه من قدرات وإمكانيات وفرص تستطيع صناعة الفارق، وهو ما حدث بالفعل مرات ومرات، آخرها توقيع الصفقة الاستثمارية الكبرى والتاريخية لتطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة، فالدولة المصرية فعلتها مئات المرات، وقادرة دائماً على أن تفعلها مرات ومرات، فلن يحبطنا أو تهزمنا الأزمات طالما لدينا القدرة واليقين، والإرادة والثقة فى هذا الوطن.. والثقة فى قدرة الوطن وشرفه لابد أن تكون لأولادنا وبناتنا ومختلف الأجيال، عقيدة راسخة تعمل عليها بالوعى واستحضار الماضى والحاضر وعرض ما لدى هذا الوطن من قوة وقدرة جبارة ترتكز على عظمة وصلابة المواطن المصري.
ثانياً: الصفقة الاستثمارية الكبرى والتاريخية وما سيتلوها من صفقات استثمارات كبرى ذات طابع عالمي، هى تأكيد لتفوق الرؤية والوعد الرئاسي، فالرئيس السيسى وضع رؤيته وبرنامجه قبل 10 سنوات من خلال مخطط إستراتيجى لبناء الدولة الحديثة، طبقاً لأعلى المعايير والمواصفات وبنظرة مستقبلية، واستشراف للمستقبل يعرف جيداً قيمة الفرص التى تحققت وأصبحت لدى مصر، وهو ما أكد عليه الدكتور مصطفى مدبولى خلال توقيع الصفقة الاستثمارية الكبري.. الناس كانت بتسأل هو إحنا ليه بنعمل طرق 10 حارات فى كل اتجاه، هو إحنا ليه بنبنى المدن الجديدة، ونهتم بوسائل النقل، ومجال الطاقة، وليه بنبنى محطة الضبعة النووية للأغراض السلمية لتوليد الطاقة النظيفة.. باختصار لأننا أمام رؤية شاملة لبناء الدولة الحديثة القوية القادرة وفيرة الفرص وعظيمة المستقبل.
الرئيس السيسى قال إن أزمة الدولار ستكون من الماضي، مثل أزمات كثيرة واجهت مصر وعبرناها، والآن يتحقق الوعد الواثق، من خلال صفقات استثمارية كبرى بطبيعة عالمية وقعت أو قريباً استثماراً فى ما لدى مصر من فرص كثيرة وعظيمة وشديدة الإغراء تتوفر لها كافة مقومات النجاح وهو ما سيحدث استقراراً فى سوق النقد الأجنبي، فى صورة استثمارات مباشرة تقضى على فوضى سوق النقد الأجنبى وتوحد سعر الصرف وتوفر سيولة دولارية، وتحقق الاستقرار النقدى وتكبح جماح التضخم.. لذلك فإن الوعد يتحقق، وجدوى الرؤية الشاملة، نراها بالعين على أرض الواقع بل القادم أفضل، وسوف يتنفس الاقتصاد والمواطن المصرى الصابر والصامد الصعداء.
ثالثاً: إن هذا الوطن يتمتع بأعلى درجات الشرف والصدق ولا يفرط فى قيمه ومبادئه وثوابته، وقدسية أراضيه بالصفقة الاستثمارية الكبرى والتاريخية هى شراكة مصرية ــ إماراتية لتطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة، تنفذ طبقاً للقوانين والمعايير المصرية وبشركات وأياد مصرية أيضاً، ومصر تستحوذ على نسبة 35٪ من أرباح المشروع العملاق وهى شراكة بين هيئة المجتمعات العمرانية المصرية، وشركة أبوظبى القابضة.
رابعاً: الصفقة الاستثمارية التاريخية «تطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة» رسالة قوية للجميع وشاملة أيضاً تعزز من ثقة المستثمرين فى العالم، وتجسد قوة وقدرة الاقتصاد المصري، وما لدى مصر من فرص عظيمة واستقرار سياسى وأمنى غير مسبوق، وبنية تحتية عصرية وتشريعات وتسهيلات وتيسيرات نموذجية، وسرعة فى إنهاء الإجراءات وإصدار التراخيص، نحن أمام دولة قوية واثقة عصرية، لديها فرص وفهم ومواكبة للعالم المتقدم.
قدرة مصر على النهوض من أزماتها، وتحدياتها حقيقة ثابتة وراسخة ورادعة للمشككين والمرجفين والمحبطين، وأن كل ما قالته ووعدت به الدولة المصرية، يتحقق على أرض الواقع، وأن فهم ووعى وصبر المصريين أمر جدير بالاحترام، وهذه من أبرز شيم وميزات هذا الشعب الحامى لوطنه وأرضه، والملتف حول قيادته السياسية الاستثنائية الوطنية الشريفة التى صنعت الفارق فى مسيرة هذا الوطن.
تحيا مصر