ذهب عام لم نحبه ،وجاء عام جديد ممكن ان نحبه إذا رأينا فيه تحسناً لأحوال العالم والمنطقة السياسية وأحوالنا الثقافية ،ولعليّ أستطيع هنا ان اقدم بعض ما لدينا من مفردات تحتاج لدعمها وتنميتها،واولها هو التمسك بكل ما يرتبط بدعم الوطن الذى ننتمى اليه ولدينا أمثلة عديدة منها عدم تصديق كل ما نسمعه او نقرأه فى البوستات من شائعات ،خاصة مع خلو قنواتنا من اى برامج تقدم هذاالتحذير المهم الذى قد يرفضه البعض منا بحجة (هو احنا صغيرين ،،احنا عارفين) ولكن كثيرين لا يعرفون ، وكان من المفترض وسط حملة الشائعات ان تقدم لنا قناة من قنوات ماسبيرو معتبرة برنامجا قصيرا فى موعد محدد يوميا من باب التنبيه او التنوير ،لكن قنواتنا لا تفعل هذا مكتفية بكلمات سريعة فى برنامج اسرع يظهر لك فجأة على اى قناة ،،و،،للعلم. وبرنامج آخر عن تاريخ الفنانين الكبار فى دقيقتين ،ولكن لا يوجد برنامج له موعد محدد عن كبار زمننا اليوم ،الذين تفوقوا وحصلوا على تقدير العالم مثل البطل احمد الجندى الذى حقق المركز الاول والميدالية الذهبية فى دورة الألعاب الأولمبية الاخيرة بباريس. عن رياضة صعبة هى الخماسى الحديث التى تتكون من خمس ألعاب فى قصة كفاح كبيرة أصيب فيها مرات وقام ليقاوم الإصابة ويحرز البطولة ،إلا يستحق الجندى برنامجا وحده ،والا يستحق ابطال مصر من ذوى الهمم إضاءتهم إعلاميا بعد إنجازهم المهم فى دورة الألعاب البارالمبية فى نفس العام ؟،والا تستحق المهندسة آمنة الطرابلسى التقدير والاهتمام الإعلامي بعد انتخابها لتصبح اول سيدة تتولى ،،رئاسة اتحاد رياضة الاسكواش المصرى ؟؟ والا يستحق اى عالم او عالمة فى الكيمياء او الفيزياء او اى علم آخر ان تجد التقدير والمعرفة بها فى وطنها ؟ان التربية الإعلامية للمواطن يجب ان تكون هدفا للمسؤولين عن قنواتنا ،وبالتالى يحصل كل مجتهد على حقه الاعلامى حتى ولو لم يكن معروفا او مشهورا.
الفنون وأطيافها
فى الحلقة الاخيرة من برنامج «حديث العرب من مصر» استضافت د.درية شرف الدين رئيس هيئة قصور الثقافة د.محمد عبد الحافظ ناصف لنفاجأ بمعلومات كثيرة لا نعرفها عن جهد الهيئة طوال العام فى تقديم الفنون الشعبية والمسرحيات فى مناطق كثيرة من مصر ،وفى مهرجان العلمين فى دورته الاولى ولكن اغلب هذا الجهد مغمور إلا فى القنوات المحلية ،فلماذا ؟ وكيف يتفاعل المصريون مع بعضهم ومع أحداثهم الثقافية بهذا الأسلوب ،والغريب ان الفنون التى تقدمها الهيئة مطلوبة ومحبوبة من جمهور عريض ،ولكن يبدو انها مش قد المقام ،وهنا نعيد السؤال حول السينما ،ولماذا لا نجد برنامج واحد يقدم الافلام ويناقشها مع صناعها والنقاد؟ وايضا ،اين فن المسرح على شاشاتنا ولماذا لا نرى إلا بعض المسرحيات القديمة التى تحتاج لترميم ،بينما نقرأ عن مسرحيات جديدة مبدعة وقوية لكن لا احد يهتم بها ،ثم ماذا عن القراءة ،ألم يلهم الإقبال الشديد على معرض القاهرة للكتاب وكل المعارض التى تقام بمحافظات مصر قنواتنا لتقديم برنامج عن القراءة والكتاب والمواطنين المحبين للثقافة ؟وغير هذا اين الموسيقى والغناء فى قنواتنا ،ولماذا لا يوجد برنامج يومى لنصف ساعة ،او أسبوعى لساعتين كما كان يحدث مع برنامج (الموسيقى العربية )الذى كانت تقدمه رتيبة الحفنى ؟ كان المصريون ينتظرونه مساء الخميس ،وكانوا ايضا ينتظرون برنامج عن الموسيقى الكلاسيكية ،وبرنامج (فن الباليه )وبرامج اخرى عديدة تروى محبتهم للثقافة والفن وتضيف اليهم الكثير ،فماذا حدث ؟