تقول الحكمة الصينية التى عمرها أكثر من 400 عام قبل الميلاد اذا كنت تفكر لعام فابذر البذور واذا كنت تفكر لعشر سنوات فاغرس شجرة واذا كنت تفكر لمائة عام قادمة فعلم وثقف الشعب.
من هنا برزت اهمية الثقافة البيئية التى يحميها الدستور وحق المواطن فى بيئية نظيفة وعليه واجب الحفاظ عليها لان الحفاظ عليها لم يعد ترفا انما قضية يتوقف عليها قدرة الإنسان على التمتع بحياة آمنة وصحية تتيح الفرصة للانتاج والابداع وحماية لحق الاجيال القادمة.
فى إطار الاستراتيجية الهادفة للارتقاء بالمستوى التثقيفى تجاة قضايا البيئية والتربية نظم خالد مبارك الامين العام للمرصد المصرى لتكنولوجيا البيئة ندوة حول الثقافة البيئية وتنمية الفرد والمجتمع شارك فيها اساتذة بالجامعات وخبراء بمنظمة اليونسكو وبعض اعضاء البرلمان القى الدكتور أحمد كامل حجازى أستاذ علوم البيئة بجامعة القاهرة ورئيس اللجنة الوطنية لصون الطبيعة والموارد اوضح فيها انه رغم تنوع العلوم البيئية الا ان الثقافة البيئية مازالت محدودة الانتشار ومحصورة فى اوساط غير ممثلة لجميع شرائح المجتمع مما أدى للانفلات والفوضى البيئية المزمنة وما ينتج عنها من تداعيات سلوكية ونظرة سلبية تجاة الفكر البيئى الذى يعتبره البعض معوقًا للتنمية.
أكدت الورقة التى قدمها حجازى ان المجتمعات النامية تعتمد على ثقافة الشفاهية القائمة على «ضجيج بلا طحين» بكثرة الحديث عن قضايا البيئة ولكن يغيب عنه المنهج والفعل والعمل التطبيقى والفاعلية الاجتماعية والابداع المعرفى المتجدد مما يفقد المجتمعات القدرة على التكيف مع الواقع المحلى أو العالمى ومن هنا تحتاج المجتمعات النامية لثقافة بيئية تعنى بالابداع والابتعاد عن ثقافة الكلمة الشفاهية أى ثقافة تربط بين الفكر والواقع بحيث يبتعد المجتمع عن الاستهلاك لثقافات اخرى دخيلة وضرورة الاتجاة لثقافة الاتقان والجودة والاعتذار عن الاخطاء التى ترتكب فى حق الآخر وخاصة اذا ارتكبت الاخطاء فى حق البيئة التى هى ملك البشرية.
الاهتمام بالجوهر والمضمون فى العمل والفعل والعقل حتى ننتقل إلى ثقافة التقدم وتهميش ثقافة التباهى انطلاقًا من ان قيمة الإنسان تكمن فيما يعطية لمجتمعه لا بما يمتلكه ويتباهى يه وذلك باستثمار طاقات الإنسان وتطويعها لتحقيق الابداع والابتكار والاتقان وهى جميعا بمثابة آليات اساسية للتقدم وهذا يحتاج لتصويب الرؤية واستبدال ثقافة التباهى بثقافة التقدم وذلك برؤية واكتشاف الاف الطرق للنجاح المستمر متعدد المجالات للوصول للنجاح.
المهم ان النجاح والتقدم يحتاج لتخطيط استراتيجى قائم على المعرفة وروافدها المتعددة واهمها التعليم والبحث العلمى والادارة المؤهلة الواعية التى تأخذ الظروف البيئية فى الحسبان وقائمة على الاتقان وتفعيل النقد ونقد الذات أولاً واحترام قيمة الوقت وروح العمل من خلال فريق وحسن استخدام الموارد البشرية والبيئية واستبدال الادارة برد الفعل إلى الاستباق والمتغير واعلاء ثقافة الثواب والعقاب وتشجيع المواهب والقدرات الابتكارية لان الثقافة البيئية يجب ان تخاطب الإنسان كعنصر اجتماعى وتخاطب العقل والوجدان والجسد وينمى السلوك ولا تركز على فئة دون غيرها.
كانت لمشاركة الطاهر سليم عضو مجلس النواب اهمية فى الذهاب الى معقل التشريعات التى يجب ان تتضمن التربية والثقافة البيئية من اجل النهوض بالمجتمع وكان تجاوب النائب بارقة امل حين اكد على ضرورة الاهتمام بالتوعية والتثقيف البيئى ويجب ان يكون على قمة اولويات المجالس النيابية وان يقوم النواب فى دوائرهم بتكثيف التعاون مع مراكز الشباب والمدارس والمصانع وكافة المنشآت الحكومية والصناعية بعملية التثقيف والتوعية على اسس علمية وتطبيقية سليمة.