الثبات على المبدأ مثل القبض على جمرة النار فهو يحتاج إلى إرادة صلبة وإيثار ما بعده إيثار وقدرة على تحمل الصعاب فى شتى الظروف والمناسبات.
ولقد اختلف علماء النفس والاجتماع حول تاريخ إنشاء هذا المبدأ فمنهم من قال إنه يولد مع الإنسان بحيث يظل ملازما له من المهد إلى اللحد وأيضا هناك من يصرون على أنه ميزة يكتسبها نفس الإنسان خلال سنى عمره.
عمومًا سواء هذا الرأى أو ذاك فالمهم أن صاحب المبدأ الذى لا يهتز ولا يتردد يكون مثار تقدير باقى أفراد المجتمع لأنهم ينظرون إليه باعتباره القدوة والمثل ويتمنون أن يسيروا فى صفه.
>>>
أيضًا هل صاحب المبدأ الثابت يمكن أن يتعرض لمشاكل أو أزمات؟!
بالطبع نعم لكنه بفضل رجاحة عقله وتميزه بالحكمة والصبر وطول البال يستطيع عبور جميع الأزمات ليصبح أكثر قوة وأبلغ حماسًا.. وغنى عن البيان أن القائد أو الزعيم أو الحاكم هو الأولى بثبات المبدأ الذى يستطيع أن يحافظ على شعبه على شواطئ المياه الدافئة فيحقق له من الإنجازات ما لا يستطيع غيره تحقيقها.
على الجانب المقابل فإن صاحب المبدأ الثابت يتعرض إلى مؤامرات تحاك ضده .. إلى حرب شائعات خسيسة وإلى روايات مفبركة ما أنزل الله بها من سلطان لكنه يظل صامدا كالطود يمارس حكمه دون أن يشغل باله بهيافات أو هامشيات .. ولقد يحدث أحيانا أن يستيقظ صاحب المبدأ ليفاجأ ببعض من مواطنيه يتصرفون تصرفا غير لائق وسرعان ما يقوم بتصحيح الأوضاع متسلحا بإرادة شعبية هائلة لذا تجده لا يتوانى عن مهمته المقدسة فيصل الليل بالنهار ويداوم الاتصال بشتى أطراف الأزمة وغير الأزمة مستهدفا الوصول إلى حل موضوعى وعاقل !!
ودعونا نتوقف فجأة ونطرح استفسارات:
هل إذا أخل طرف من الأطراف بمهمته أو انحرف بسلوكه أو هدد باستخدام أسلحة وتفجير القنابل .. هل يصمت صاحب المبدأ أم يجد نفسه مضطرا لخوض معركة قد لا يكون قد حسب حسابها..؟
نعم.. هو يبادر بشتى السبل والوسائل باستخدام الحلول العسكرية بل يأمل ويتأمل ويبحث وينقب ويجرى اتصالات بالغة الأهمية وفى النهاية ينجح فى تجنيب شعبه وباقى شعبه وباقى أطراف الأزمة ويلات الحرب عندئذ يقف راضيا مرضيا ليقول:
هل آمنتم بأن الحرب لا تحسم قضية ولا تطفئ نيران الصراع إطفاء كاملا وشاملا..؟! وهكذا وصل صاحب المبدأ إلى ما كان من المتعذر الوصول إليه أو الاقتناع بجوهره.
أخيرًا.. بحكم إيمانه العميق بعدم التدخل فى شئون الآخرين فلا يقبل أن يتدخل كائن من كان فى شئونه ليبدى رأيه بذلك جهرًا أو سرًا آملاً أن يستجيب بالعقل والحكمة والدبلوماسية الهادفة الواعدة.
وتبقى سيادة القانون هى أهم أسلحته فى معارك السلم والحرب وهو متفائل بأن الله سوف ينصره بعظمته وإرادته.. إنه نعم المولى ونعم النصير.
>>>
على الجانب المقابل بالرغم من أن الثبات على المبدأ لا يختلف باختلاف الزمان أو المكان إلا أن هناك من يضطر أحيانا إلى تعديل مسار مبادئه من أجل مصالح المجموع .
وها هم الروس.. يدخلون فى مفاوضات مع حكام سوريا الجدد قد تتضمن من بين ما تتضمن إلغاء قرار اللجوء السياسى والذى سبق أن منحوه لبشار الأسد..؟!
وأنا إن كنت شخصيًا أستبعد ذلك إلا أنه فى هذا العالم لم يعد هناك ما هو خير أو جزء من الخير نفس الحال بالنسبة للشر أو جزء منه.
>>>
والآن دعونى أحاول الوصول إلى الحقيقة لأعرف هل هذا وقت الخلافات الصارخة بين السلطة الوطنية الفلسطينية وأعضاء حركة حماس ومن يسيرون فى ركابهم..؟!
السلطة تقول لا تتعاملوا مع فتح وحماس تتهم السلطة بالسلبية وفقدان الشجاعة.. وعلى الفور يأتى الأمريكان ليطلبوا عدم بقاء حركة حماس فى غزة وإلا فإن نار الخلافات ستشتعل من جديد حتى يقضى الله أمرًا كان مفعولاً.. و.. و.. دعونا نرقب وننتظر.
>>>
والآن.. فلننتقل إلى العزيزة مصر التى كان ولابد أن ننتقل إليها ولولا الأحداث الجسام التى تمر بها الأمة لفعلت ذلك.
د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء قال أمس بالحرف الواحد: لقد حان الوقت لكى يشعر المواطن بأن حياته تتغير للأفضل ورغم تحفظى على الصياغة التى من المفترض أن تعبر عن مساحة من التفاؤل إلا أنى كنت أتمنى من رئيس الوزراء أن يقول إن برامج حماية المواطنين سوف تمتد بإيقاع أسرع فهذا كان أفضل مما قيل ورغم ذلك فنحن ننتظر بلهفة هذه الإجراءات الجديدة التى نأمل أن تجلب الخير إن آجلاً أو عاجلاً.
و.. و.. شكرًا