فى ظنى لا يقتصر انتظار نتائج الثانوية العامة على طلابها وذويهم فحسب فقد اصبحت نتيجة الثانوية أحد أهم ما يشغل الرأى العام المصرى بكل فئاته لأنها الخطوة التى يتحدد عليها مسار شبابنا ومستقبل وطننا من خلال الجيل الجديد الذى تفرزه الثانوية العامة
والنتيجة قبل التنسيق تعطى مؤشرا لقضايا مختلفة وأبعاد عديدة فى مقدمتها مدى نجاح منظومة الثانوية العامة فى حد ذاتها ، ولا أعنى النجاح المطلق إنما النجاح فى تحقيق الحد الأدنى من أهدافها بما يحافظ على كفاءة قوام الطلاب الجامعيين المنتظرين، ثم تعطينا النتيجة مؤشرا على طبيعة منظومة التربية والتعليم فى كافة مراحلها من الصف الأول الابتدائى إلى الثالث الثانوي، وتعطينا مؤشرا لوضع الدروس الخصوصية وعلاقتها بمستوى التفوق والفشل، وتعطينا سعادة مجتمعية وإلخ.
يأتى بعد ذلك تحديد المصير الحقيقى فى مرحلة التنسيق، وما أخطرها من مرحلة هى الأكثر أهمية فبها يعرف الطالب أين هو وإلى أين هو فى حياته وندرك نحن مستقبل هذا الجيل والوطن معه حينما يأتى من يتصدون له لتحديات عصرهم، ومن اليوم الإرهاصات كثيرة عن تحديات المستقبل الذى يقوم على النظم الرقمية والبرمجة والذكاء الاصطناعى وآليات الأتمتة وغيرها.
كانت خطوة بارعة فى هذا السياق بتحجيم عدد المقبولين فى عدد من الكليات بما يتلاءم ومتطلبات سوق العمل فيها ويضمن وجود فرص عمل حقيقية لهم، ويدفع سائر الشباب للبحث عن فرص تتسق مع طموحاتهم ورغبتهم فى إثبات الذات وبناء المستقبل الفعلي.
ومن ذلك يمكن القول بالتأكيد أن النتيجة فى حد ذاتها ليست لها قيمة مباشرة فعلية وإنما الأهم كيف يتم استثمارها وتوظيفها من أجل مستقبل الطلاب وبناء وطننا فى أشكال غير تقليدية تتلاءم وما نحتاجه من ابتعاد عن التنظير العام إلى الفعل الحقيقى البناء، فعل صناعي، زراعي، طبي، هندسي، رقمي، إلخ… المهم أن تعتمد الأجيال على ما تقدمه .