استقر أغلب أبنائنا كل فى كليته بعد اتمام المرحلة الأولى والثانية من عملية التنسيق، ولعل منطقية الحدود الدنيا هذا العام لمختلف الكليات تنبئ بوقوفنا على المسار الصحيح بل وبداية السير عليه، ففى الوقت الذى كان فيه أوائل الجمهورية يحصلون على 101 فى المئة وأكثر ووصل الحد الأدنى لكليات الطب البشرى لأكثر من 99.5 بالمئة كان نظام التعليم مصنفاً من أسوأ الأنظمة التعليمية فى العالم، أما وكانت اليوم المجاميع تتسق ومتوسط الدرجات فالأنظمة التعليمية الناجحة والمشابهة فى العالم فهو مؤشر شديد الأهمية.
بالضرورة يقابل كل جديد بالرفض وهو نظرية طبيعية لنشر المستحدثات فى العالم لكن من المهم الآن وقد رأينا مؤشرات هذا الجديد فى النجاح أن نسير فى الدورة الطبيعية من الاستيعاب والاستعداد لخوض المختلف من منطلق ثبوت مؤشر النجاح، ومن أهم ما يطمئن تجاه ما يقدم فى المنظومة الجديدة هو تكاملها الدقيق مع منظومة التعليم الجامعى لتقدم لنا ما نحتاجه بالضبط من أجيال تسهم فى إحداث طفرة وطنية.
رأينا الأقبال الكبير على كليات الذكاء الاصطناعى والبرمجة وسمعنا فى أحاديث أوائل الجمهورية رغبتهم فى دخول كليات يحبونها أو بحثوا وسألوا فوجدوا أن لها المستقبل فاتجهوا لها، وعملت الدولة من خلال منصات وزارة التربية والتعليم على فتح أفق الشباب لهذا الجديد، واتجه مكتب التنسيق لتقليل المقاعد فى كليات عديدة بما يسهم فى دفع الطلاب للمسار الذى يحقق لهم بالفعل مستقبلا ثريا.
أصبحت لدينا تحركات طيبة جدا مع جيل أنهى تعليمه الثانوى ليبدأ حياته الجامعية وتكوين شخصيته وهنا أحدثهم ولن أخاطب أولياء الأمور، وأقول عليكم أن تعرفوا أن العالم الآن لا يقتنع بشهادة جامعية مهما كانت طبيعتها عليك باكتساب المهارة الكاملة التى تؤهلك لهذا المجال الذى اخترته، لتفهم جوانبه وتلم بأبعاده حتى تضمن لك مكانك.
أما الطلاب المقبلون على الثانوية العامة فعلى أولياء أمورهم أن يساعدوهم للابتعاد عن صخب «السوشيال ميديا» فيما يتعلق بإلغاء المواد ودمجها فالسنة أهم من ذلك بكثير عليهم أن يثقوا فى من يتخذ القرار بناء على ما سبق وليبدأوا الآن فى عام من الفهم والإبداع والاتساق مع المدرسة ليستوعبوا منها المنهج بالفعل، فهذه المقررات لم توضع للتجربة لكنها تكتب وفق معايير نفسية كثيرة يتطلب استيعابها الاتساق مع المدرسة وهو ما تتحرك له الدولة، ونشيد به جميعا، لنرى جيلا يقدم المختلف وما أعظم فرصتهم.