مصر سبقت الجميع فى مجال التحول الرقمى ونشر التعاملات الإلكترونية وكانت مصر من أوائل الدول فى العالم التى أطلقت بيئة تشريعية رقمية تشجع وتدعم التعاملات الرقمية بصدور القانون رقم 15 لعام 2004 بجهود الراحل العظيم الدكتور طارق كامل «أبو الانترنت فى مصر» الذى كان صاحب رؤية ثاقبة وكان يخطط للتحليق بمصر فى آفاق المنافسة الاقليمية والعالمية ، والتشريع المهم من شأنه تنظيم التوقيع الإلكترونى والمعاملات الرقمية. وتوفر خدمتا التوقيع والختم الإلكترونى طريقة آمنة وفعالة وموثوقة قانونيًا لتوثيق المستندات إلكترونيًا، دون الحاجة إلى المعاملات الورقية التقليدية.. حيث يذهب المواطن إلى أى فرع من فروع الشركات المرخص لها بتقديم الخدمة ويطلب الحصول على خدمة التوقيع الإلكترونى بعد التأكد من هويته القومية ويسدد مبلغ ثلاثمائة وخمسين جنيهاً للمرة الأولى ويتمتع بالخدمة لمدة عام ثم يسدد بعد ذلك مائتى جنيه فقط كل عام.. المهندس محمد كيوان واحد من خبرائنا المرموقين فى عالم التوقيع الإلكترونى والخدمات الرقمية عمل فى العديد من الشركات المحلية والعالمية واستقر به الحال لقيادة واحدة من أربع شركات منحها القانون سلطة إصدار تراخيص التوقيع الإلكترونى وهى شركة إيجيبت تراست للتوقيع الإلكترونى والختم الإلكتروني، ويكافح المهندس كيوان وفريق العمل المعاون له لتعزيز مسيرة التحول الرقمى فى مصر من خلال توفير حلول متقدمة للتوقيع الإلكتروني، البصمة الزمنية، والتأمين الإلكتروني، بهدف بناء بيئة رقمية متكاملة وآمنة تدعم رؤية الدولة للتحول الرقمى وتلبى احتياجات المؤسسات الحكومية الخاصة على حد سواء. ولضمان استمرارية الخدمات بأعلى جودة، أنشأت ايجيبت تراست مركز بيانات احتياطياً متكاملاً لمواجهة أى طوارئ، مما يعزز الثقة فى خدماتها ويتيح لها تقديم حلول آمنة ومتطورة.. فضلاً عن اعتماد الشركة بشكل أساسى على مركز بيانات المصرية للاتصالات.
يقدر المهندس كيوان عدد المشتركين فى خدمة التوقيع الإلكترونى بنحو مليون مواطن لديهم فعلاً توقيع الإلكترونى لكنه يرى ان هذا العدد ما زال محدوداً للغاية ولا يتناسب أبداً مع مكانة مصر وتاريخها وطموحاتها.. ويضيف المهندس كيوان انه يحلم وفريق العمل المعاون له فى ايجيبت تراست بالوصول إلى خمسين مليون مواطن لديهم توقيع إلكتروني.. سألته: أليس ذلك بكثير؟ قال: لا طبعاً.. فهذا هو العدد الذى يليق بمصر وشعبها وقيادتها التى أحدثت طفرات هائلة فى البنية التحتية وتسعى بجهود جبارة إلى احداث نقلة نوعية غير مسبوقة فى مجال التحول الرقمي.. يقول كيوان إننا نعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة المصرية لتطوير بنية تحتية رقمية متكاملة من خلال توفير حلول التوقيع الإلكترونى التى تسرع عمليات التحول الرقمي، وتوفر أمانًا عاليًا فى المعاملات. هذه الحلول تساهم فى تقليل البيروقراطية وتعزيز الشفافية، مما يخدم أهداف الدولة فى التحول الرقمى ويعزز من ثقة الجمهور فى الخدمات الإلكترونية.
سألت المهندس محمد كيوان: ما أخطر التحديات التى تعوق تحقيق حلم التوقيع الإلكترونى فى مصر؟ قال: الوعى ثم الوعى ثم الوعى وتقديم المزيد من التيسيرات والتسهيلات التى تشجع المواطن على استخدام وتفعيل هذه الخدمات الرقمية الرائعة.. وقال إن الحكومة اتخذت خطوات مهمة على الطريق الصحيح منها الهيئة العامة للاستثمار التى طلبت التوقيع الإلكترونى فى تأسيس الشركات واجتماعات الجمعيات العمومية.. وأيضاً مصلحة الضرائب ونجاحها فى اطلاق منظومة الفاتورة الإلكترونية رغم استمرار التوقيع اليدوي.. وهناك نافذة التجارة الخارجية.. واتوقع ان تقوم منصة مصر الرقمية قريباً جداً بإتاحة خدمات جديدة تتطلب التوقيع الإلكتروني.. قلت للمهندس كيوان: ألا تخشى من سقوط السيستم وهى المشكلة التى تؤرقنا دائماً فى قطاعات كثيرة منها البنوك ومنظومة الدفع الإلكتروني؟ ابتسم ثم قال: لا طبعاً فنحن نؤمن شبكاتنا ومنظومة تعاملاتنا بصورة فائقة تضاهى ما هو موجود فى أوروبا وأمريكا.. ومشكلة سقوط السيستم تحدث عادة بسبب شبكات الاتصالات وفى بعض الأحيان عدم قدرة الخوادم المركزية على تحمل الضغوط الهائلة عليها.. ويؤكد المهندس كيوان على انه حان الوقت لاصدار البطاقة الذكية لكل مواطن بدلا من حزمة البطاقات التى يحملها فى جيبه او محفظته مثل كروت التموين والفلاح والبترول والصحة وكروت البنوك المختلفة.. وفى نهاية حوارى مع مهندس التوقيع الإلكترونى فى مصر سألته: متى يتحقق حلم «التوقيع الإلكترونى فى يد الجميع؟ قال بثقة كبيرة: قريباً جداً وأقرب مما نتصور وهذا ليس مجرد حلم لكنه حقيقة واقعة فى ظل اهتمام القيادة السياسية بتسريع منظومة التحول الرقمى وتوفير كل العوامل والمقومات لنشر الخدمات الرقمية ولا ننسى جهود الصديق الدءوب الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات والذى يضع على رأس أولويات وزارته تطوير وتحديث منصة مصر الرقمية وضرورة وصولها إلى كل بيت فى مصر ويستفيد منها كل مواطن ومواطنة فى قرى ونجوع الدلتا والصعيد.