لا أدري، لماذا لا نريد أن نعترف بأننا نعيش فترة التغير المناخى والارتفاع فى درجات الحرارة، ونظل نسير حياتنا رفضاً للأحوال الجوية القديمة قبل نصف قرن على الأقل؟!
أتصور أن وعى الناس وزيادة اهتمامهم بالبيئة خلال السنوات الماضية، خاصة مع انعقاد المؤتمر الدولى للمناخ فى بلدنا العام الماضي، يجعلنا نغير من الأساليب التقليدية، خاصة مع المتغيرات المناخية وترشيد استهلاك الطاقة، وأيضا التصميم الهندسى للأبنية، لتلافى الاحتباس الحرارى وزيادة الإنارة الطبيعية ودخول الهواء، ما يقلل من استهلاكنا للطاقة وزيادة معدلات التلوث الصناعى والحراري.
ومن هذه الأمور التى يفترض أن نتعامل معها بشكل غير تقليدي، موعد بدء كل من التوقيت الشتوى والتوقيت الصيفي.. وهذا الأخير يحسب لحكومة الدكتور مدبولى العودة له منذ عامين أو ثلاثة على ما أذكر، وذلك ضمن سياسة الحكومة فى ترشيد استهلاكنا للكهرباء والاستفادة من ساعات النهار وسطوع الشمس التى حبانا الله بها دوناً عن كثير من شعوب العالم، خاصة فى شمال أوروبا الذين لا يحظون بسطوع الشمس أغلب فصول السنة.
أذكر أن التوقيت الشتوى فى الماضى يبدأ مع بداية شهر اكتوبر كل عام، وقد تم تعديل هذا التوقيت عندما أعدنا التوقيت الصيفى مؤخراً، ليكون فى شهر نوفمبر تماشياً مع هو حادث فى كثير من دول العالم، خاصة فى أوروبا وتوافقاً مع مواعيد شركات الطيران والملاحة الجوية بغض النظر عن فروق التوقيت بقربها أو بعدها عن خط الاستواء، فهناك فارق تراوح ما بين ساعتين إلى عشر ساعات مع غيرنا من دول العالم.
وفى الحقيقة ومن خلال ملاحظاتى الشخصية وحركتى خلال ساعات اليوم فى بلدنا، كنت أتمنى أن يبدأ التوقيت الشتوى فى شهر ديسمبر من كل عام وألا تزيد مدته على أربعة أشهر فقط فى العام.. وهذا الرأى أسبابه التى أسردها على النحو التالي:
> أولاً، ما يتعلق بضرورة الاستفادة من ساعات شروق الشمس فى بلدنا أطول فترة ممكنة طوال العام، فإذا كان الغروب على سبيل المثال فى نهاية شهر نوفمبر قد وصل إلى السادسة وعشر دقائق تقريباً، وذلك مع تناقص ضوء النهار، فلماذا نزيد من اضمحلال هذه الميزة أو النعمة الربانية لكى ننهى النهار وساعات العمل والحركة خلاله، لكى يكون فى الخامسة ويظل على هذا الحال نحو شهر تقريباً حتى تبدأ مرة أخرى زيادة فترة سطوع الشمس وطول وقت النهار دقيقة تلو الأخري؟، ومعها يشعر الناس بزيادة فترات النهار ويعدلون حركتهم وذهابهم وإيابهم وفقاً لهذا الأمر، الذى ينعكس نفسياً عليهم ويحدث لديهم تفاؤلاً وطاقة إيجابية.
>>>
> كان موعد صلاة الفجر قبل بدء التوقيت الشتوى فى الخامسة وأربعين دقيقة، وشروق الشمس فى السابعة وعشر دقائق.. وأتصور أن هذا التوقيت فى هذه الفترة من العام هو توقيت مناسب جداً للعاملين، خاصة لدى الدولة على الأقل، لكى يبدأوا يومهم وعملهم مع الاستيقاظ فجراً وأداء الصلاة وعدم النوم مرة أخرى كما اعتاد كثير من الناس، ثم يخرجون لأداء أعمالهم مبكراً والاستفادة من ساعات النهار أطول فترة ممكنة بدلاً من الكسل والخمول وبدء اليوم، خاصة لأصحاب الورش والأعمال الحرفية الذين اعتادوا أن يبدأوا فترات عملهم مع الظهيرة ويستمرون فيها حتى بعد فترة الغروب وأحياناً إلى الليل كما هو حادث فى الأحياء والمناطق الشعبية، يتسببون فى الإزعاج والضوضاء لغيرهم بصورة غير حضارية لا نراها إلا فى بلدنا.
> نأتى إلى الأهم فى هذا الأمر، وهو استهلاكنا الزائد للكهرباء الذى نعانى منه كثيراً، خاصة فى فترة الصيف وارتفاع درجات الحرارة.. وهو الأمر الذى حمّل الحكومة أعباء هائلة من العملات الصعبة بسبب استيرادنا للغاز والمازوت، وهو ما دفعنا لتخفيف الأحمال والتناوب فى قطع التيار الكهربائى لساعتين وأحياناً أكثر خلال أشهر الصيف الأخيرة.. أتصور أن العمل بالتوقيت الصيفى وزيادة مدته أطول فترة ممكنة، يمكن أن يسهم قدر الإمكان فى تخفيف هذه الأعباء المالية الضخمة، مع استمرار الناس فى ترشيد استهلاكهم للطاقة والاستفادة من ساعات النهار قدر الإمكان.
>>>
إننى أدعو المعنيين فى الحكومة، خاصة الأرصاد والطيران المدني، النظر فى إمكانية إطالة فترة التوقيت الصيفى أطول فترة ممكنة للاستفادة من ساعات شروق الشمس، تلك النعمة الكبرى التى أنعم الله بها علينا، خاصة مع التغير المناخى وارتفاع درجات الحرارة، التى مازلنا نشعر بها حتى الآن رغم التوقيت الشتوى الذى يمكن أن نتحكم فيه ولا يدخلنا فى حالة البيات الشتوى بكل تداعياته السلبية التى نعرفها جميعاً دون الدخول فى تفاصيل الإسراف فى الطاقة أو زيادة الإنجاب.