تتصدر مصر قائمة الدول العربية الاكثر استخداما لمواقع التواصل الاجتماعي، خلال العام 2024، وفق تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، بنحو 46.3 مليون مستخدم، وتأتى بعدها المملكة العربية السعودية 29.1 مليون مستخدم ثم العراق والجزائر وتأتى دولة لبنان فى آخر القائمة بنحو 4.9 مليون.
بذلك مصر تأتى فى المركز 19 عالميًا، ضمن 226 دولة، وتتصدر الصين المركز الأول، بنحو مليار مستخدم، تليها الهند (467 مليون مستخدم(، والولايات المتحدة (246 مليون مستخدم(.
تظهر الاحصائيات العالمية زيادة الاستخدام العالمى لوسائل التواصل؛ خلال عام 2024، حيث يشارك ما يقرب من نصف سكان العالم، الذين يقدر عددهم بنحو 4 مليارات فرد، فى منصات الشبكات الاجتماعية المتنوعة، ويمثل هذا نموًا كبيرًا، مع زيادة بنسبة 15٪ فى عدد المستخدمين النشطين منذ عام 2020، وتؤكد هذه الزيادة الدور المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعى كقوة محورية فى تشكيل ديناميكيات الاتصال بين البشر فى كافة ارجاء المعمورة.
نتيجة لاستمرار تطور هذه المنصات، فإن تأثيرها على المجتمع يسلط الضوء على المشهد المتغير لكيفية تواصل الأشخاص ومشاركتهم والتفاعل مع بعضهم البعض ومع العالم من حولهم، وهنا وجب الانتباه، ففى المتوسط، يقضى الأشخاص ساعتين و31 دقيقة يوميًا فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ويستخدمون ما متوسطه 6.6 منصة اجتماعية شهريًا – نتحدث عن الاشخاص الطبيعيين والاسوياء وليس مدمنى الانترنت.
الأسوياء يفضلون استخدام خمس منصات تواصل اجتماعى بالترتيب هى Facebook، وYouTube، وWhatsApp، وInstagram، وWeChat.
أما إدمان الانترنت فهو شيء آخر.. قبل ان نتحدث حوله دعونا ننظر داخل انفسنا، ونحاول الإجابة عن سؤال «ما هى تفاصيل بصمة اصبعي؟ وما هى تفاصيل بصمة عينى اليمنى وماذا عن العين اليسري؟ وما هو الشيء الذى افكر به طوال الساعات الأخيرة الماضية وماذا عن آخر ثلاثة أيام»؟
لعل الغالبية العظمى من المصريين بل ومن سكان الكرة الارضية، لا يمكنهم الاجابة عما سبق بسهولة، لكن الاجابة موجودة ومدونة ومحددة بطريقة وافية فى هاتفك الذكى وفى كل ما يرتبط به الهاتف من برامج وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي..!!
يُعرف اضطراب إدمان الإنترنت (IAD) بأنه استخدام إشكالى قهرى للإنترنت، يتعارض مع أداء مهام الفرد اليومية والقيام بالواجبات والوظائف التى يتحتم عليه القيام بها، كذلك يؤثر بشكل سلبى على علاقته مع المحيطين به ويتسبب فى انعزاله عنهم وتوحده بشكل مرضى مع تواجده على الإنترنت، حيث يسيطر عليه بشكل كامل ويجعل الإنترنت أهم بالنسبة له من عمله ومن عائلته وأصدقائه».
وهنا يجب التفرقة بين العادة والإدمان؛ فإذا كنت على سبيل المثال تتفقد أحد مواقع التواصل الاجتماعى لمدة 20 دقيقة أثناء تناولك قهوتك الصباحية فهذه عادة، ولكن إذا قمت بالتصفح لمدة تتجاوز الساعة أو اللعب على أحد ألعاب الفيديو بمجرد استيقاظك بشكل يجعلك لا تتواصل مع المحيطين وتتأخر عن عملك وأداء مهامك اليومية فهنا احذر… لعله بداية إدمان.
وفقا لما رصد فى انحاء العالم، يُعتقد أنه بسبب إدمان الإنترنت حدثت العديد من الأحداث المأساوية فى كوريا الجنوبية، قتلت أم ابنها، البالغ من العمر ثلاث سنوات، والتى سئمت من لعب الألعاب عبر الإنترنت، و ترك زوجان، وهما مهووسان بألعاب تربية الأطفال عبر الإنترنت، ابنتهما الصغيرة تموت بسبب سوء التغذية، وقتل مراهق يبلغ من العمر 15 عامًا والدته لعدم السماح له باللعب عبر الإنترنت ثم انتحر، وطعن مدمن ألعاب الإنترنت أخته بعد أن لعب ألعابًا عنيفة وشاهدنا كيف حاولت احدى الامهات فى بورسعيد – خلال الايام الماضية – تخدير طفلها لإخراج اعضائه وبث ذلك عبر الانترنت .
وللحديث بقية.