لمن تنتمى مدينة «غزة» ؟ هل للفلسطينيين أم الإسرائيليين كما تدعى إسرائيل ذلك التساؤل يجيب عنه «سفر القضاة» فى التوراة «إصحاح 16» والذى يؤكد على أن «شمشون» كان يطحن فى بيت السجن فى «غزة» لدى الفلسطينيين بعد أن فقأت عينيه من جانب أقطاب الفلسطينيين وهو ما يثبت أن «غزة «فلسطينية وليس كما يدعى الإسرائيليون.. كما أن مدينة «تمنة» التى نزل إليها «شمشون» مع والديه لكى ما يتزوج «دليلة» كانت مدينة فلسطينية كما أن الملك «داود «عندما أراد الدخول إلى مدينة «يبوس» «أورشليم» حالياً لمهاجمة اليبوسين «الفلسطينيين» المقيمين هناك تصدوا له ومنعوه من الدخول فقام بالاستيلاء على حصن داود المقابل لها.. لذلك يؤكد «جيرمى بوين» فى مقاله بعنوان خطة «ترامب» بشأن غزة لن تتحقق وسيكون لها عواقبها» قائلاً: إن خطة «ترامب» التى تقضى باستيلاء الولايات المتحدة على غزة وامتلاكها وإعادة توطين سكانها لن تتحقق بدون موافقة مصر والأردن والدول العربية.. واستطرد «بوين» قائلاً: حتى لو غادر مليون شخص سيظل هناك ما يقرب من 1.2 مليون آخرين مما قد تضطر معه الولايات المتحدة والمالكون الجدد «لريفيرا الشرق الأوسط «الذين منحها» لهم «ترامب» إلى استخدام القوة لإزالتها.. ويؤكد «بوين» قائلاً: فى أعقاب ذلك التدخل الأمريكى الكارثى فى العراق عام 2003 فإن مثل هذا الأمر لن يحظى بأى شعبية داخل الولايات المتحدة على الإطلاق كما أن هذا الاقتراح يضع حداً نهائياً «لحل الدولتين» الذى ترفضه حكومة «نتنياهو» على مدى سنوات من مباحثات السلام الفاشلة مما يفرغه من مضمونه.. ويؤكد «جليبر الأشقر» أستاذ العلاقات الشرقية «بجامعة لندن» فى مقاله بعنوان «سيناريوهات إسرائيل الكبرى فى مقابل أوسلو» على أن هذه القضية ليست عسكرية فحسب بل إنها أيضاً سياسية فى المقام الأول.. ويؤكد «جليبر» قائلاً عندما أمر «إيرئيل شارون» وزير الدفاع الإسرائيلى قواته بدخول «بيروت» المحاصرة فى أوائل أغسطس 1982 لم تتمكن القوات الإسرائيلية من اقتحام المدينة إلا بعد إجلاء المقاتلين الفلسطينيين من «بيروت» عن طريق التفاوض وقد انسحبوا فى نهاية الشهر نفسه.. . كل ذلك يؤكد على أن الحل الأمثل هو «حل الدولتين» الذى يرفضه «نتنياهو» واليمين المتطرف.