ظاهرة التنمر توصيفها ما بين استخدام الترهيب والابتزاز.. الإيذاء.. المطاردة.. الاستقواء.. البلطجة الالكترونية.. وكلها ظواهر خطيرة يتعرض لها أطفالنا خلال استخدامهم المواقع الالكترونية سواء عبر شبكات التواصل الاجتماعى أو الدردشة الالكترونية.
أما المفهوم التقليدى للتنمر الأكثر تداولاً يستمر تعرض الطفل للتخويف مراراً وتكراراً من اجراءات سلبية من أقرانه وأن يكون هناك اختلال فى توازن القوى يتمثل فى استخدام سلوك سلبى العدوانية.. وهذا النمط يحدث فى علاقة شخصية بعدم توازن السلطة أو القوة.
وتقليدياً كان التنمر يركز فى محيط البيئة التعليمية مع بقاء بيت الأطفال ملاذاً أمناً حيث يشمل الإيذاء الجسدى كالضرب وسرقة ممتلكات الطفل من زميله لتصبح ظاهرة بين الأطفال فى المدرسة.. حيث أجمع الكل على أن المدرسة هى المكان الأكثر صلاحية لنشأة سلوك التنمر وهذا يترك انعكاساته على كل من الطفل المتنمر والضحية.
والتنمر المدرسى شكل من السلوك العدوانى فى المجال المدرسى بشكل عادى يحدث بين المتنمر والضحية وهو المعتدى عليه تسبقه نية وقصد متعمد.
ولكن اليوم من الممكن أن يتعرض الطفل للتنمر.. ليس فقط فى المدرسة ولكن أيضاً فى المنزل أو فى النادى أو حتى فى سيارة العائلة.
وعند تواجده بمفرده فى غرفة نومه وحتى فى حضور الآباء والأمهات دون أن يكون هؤلاء البالغون على علم بما يحدث بعد أن أصبحت شبكات الاتصال الالكترونى جزءاً لا يتجزأ من الحياة العصرية.
فالمتنمر لا يتحرش بالطفل وجهاً لوجه ولكن يعتدى عليه باستخدام شاشة الحاسب أو الهاتف المحمول أو التابلت لبث الخوف عن طريق ممارسة التهديد أو العبارات المسيئة أو المهينة أو التحريض على العنف أو الكراهية وهذا التنمر الالكترونى يستمر لفترة طويلة دون جذب انتباه المعلمين أو الوالدين ويعيشون فى عالم افتراضى منعزل لأن أغلب الأطفال لديهم أجهزتهم الخاصة.
التنمر من خلال الانترنت يتماشى مع البلطجة الالكترونية مثل الاساءة اللفظية والبدنية.
وعن تجربة مصر فى هذا المجال فقد أطلق المجلس القومى للطفولة حملة على شبكات التواصل الاجتماعى من أجل حماية الأطفال من التنمر على الانترنت يحمل الهاشتاج «أنا ضد التنمر» تحت مظلة البرنامج المشترك برنامج التوسع فى الحصول على التعليم وحماية الأطفال المعرضين للخطر.
ويشير برونو مايسى ممثل اليونسيف فى مصر إلى أنه عالمياً هناك واحد من كل ثلاثة من مستخدمى الانترنت تعرض للتنمر.
وهناك مسئولية جماعية تقع على الحكومات والمنظمات الدولية والوطنية والقطاع الخاص والأسر تتمثل فى القضاء على تلك المخاطر وزيادة امكانية الأطفال فى الوصول إلى محتوى جيد وآمن عبر الانترنت وحماية الأطفال من التنمر على الانترنت وعدم تعرض المزيد من الأطفال للتنمر.
وهناك دراسة لخالد عثمان وأحمد على 2014 التى أجريت على عينة من طلبة التعليم العام تراوحت أعمارهم من «11 إلى 18» إلى أن أهم أسباب الاستقواء التنمر الذى يتم عبر الرسائل النصية والبريد الالكترونى والاتصال الهاتفى وارسال صورة أو فيديو كما أشارت النتائج إلى اختلاف الاستقواء التكنولوجى بين طلبة المراحل الدراسية لصالح المرحلة الثانوية.
تقييم حملة المجلس القومى للطفولة ضد التنمر
الحملة استخدمت مواقع التواصل الاجتماعى من خلال هاشتاج بعنوان «أنا ضد التنمر».
مميزات الحملة أنها تركز على شرح المفهوم وتبسيطه وهو غريب نوعاً عن طبيعة البيئة المصرية بالرغم من انها استخدمت لغة بسيطة أقرب إلى العامية المصرية ونصائح للأسرة.
وينصح د. ممدوح وهبة رئيس جمعية المراهقين والشباب: ان على الأم والأب تجنيب العنف أو اللوم أو حرمانهم من الكمبيوتر إذا كان الأطفال يواجهون تنمراً على الموبايل الخاص بهم أو التواصل الاجتماعى وعليهم أن يغلقوا الموبايل ويمسحون أى كلمات تنمر توجه لهم ومايردوش على أى حد يهددهم أو يرسل لهم تعليقات سخيفة ويعملوا له بلوك وقبلها يمسح الأولاد هذه الرسائل.. لو التنمر حدث من زمايل المدرسة أو التمرين فى النادى يطلب الوالدان تعاون كل من المدرس أو المدرب للخروج من هذه الأزمة.
لو حدث التنمر من شخص غريب على الطفل وكان فيه تهديد لسلامة الطفل فاتصل بخط نجدة الطفل للمشورة على 16000.. وعليك بمتابعة الأطفال ولكن ما تراقبهمش اطلب منهم ان يومهم كان ازاى وبين انك مهتم ودائماً موجود علشانهم.