اقتحمت التكنولوجيا عالمنا ووجدت طريقها أيضا لخدمة ذوى الإعاقة ليشعروا بوجودهم ويمارسوا أنشطتهم وسط المجتمع. وبالتحديد الشباب تساعدهم على التفاعل مع الاصدقاء ومواكبة الأحداث فهناك برامج خاصة للمكفوفين تساعدهم على قراءة المعلومات على الحاسوب او الهواتف الذكية واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي…
وهذا تحقيق من نوع جديد..تقدمه «يالا شباب» لأول مرة حيث يشاركنا الصديق أحمد شحاتة –الطالب بالفرقة الرابعة بكلية شريعة وقانون جامعة الأزهر–تجربته وشباب آخرين – فى عبور فقدان البصر إلى نور البصيرة وكيف أصبحت التكنولوجيا عين الكفيف المبصرة من الدراسة إلى العمل واتفقوا جميعا أن تحديق أو سخرية بعض المحيطين –وإن كانت تؤذيهم – لكنها لن تمنع انطلاقهم نحو المزيد من التمكين بفضل التكنولوجيا.
داعم للقراءة والمذاكرة
محمد السيد 34 سنة ليسانس آداب بنها قسم فلسفة يرى أن التكنولوجيا ضرورية للكفيف والمبصر معا لأنها تسهل الحاضر وترسم المستقبل
لابد أن يتعلم الكفيف منذ بداية المدرسة التعامل مع الكمبيوتر واستخدام البرامج الناطقة لتحويل الكتاب إلى نصوص يمكن قراءتها كبديل عن عدم توافر الكتب المسموعة أو المطبوعة بطريقة برايل ويدين له بالفضل فى حصوله على دبلومة التربية العامة بتقدير جيد جدا،كما أن الذكاء الاصطناعى وتقنية OCR تقدم للكفيف مزايا عديدة مثل وصف المشهد بعد التقاط صورة ومسحها كما يمكن قراءة الQR code ومعلومات عن المنتجات
مساعد أمين فى الدراسات العليا
سلوى يوسف –ليسانس اداب اسكندرية– قسم تاريخ وتحضر الدكتوراه وتؤكد مساعدة فى الدراسة بعد الطفرة فى البرامج الناطقة وبفضلها تمكنت من كتابة رسالة الماجستير ببرنامج الـword وتوثيقها دون مساعدة احد.
كما ساعدتها أيضا فى الاطلاع فى المكتبات وساعدها الموبايل فى التواصل عبر السوشيال ميديا و البحث عن المعلومات من خلال محركات البحث او يوتيوب مثلا.
وتدعو للتوسع فى استخدام الكفيف للتكنولوجيا الذى مازال يقتصر على البعض والحل تشجيعهم بدلا من الاستغراب كما تحفز المكفوفين على البحث والمطالعة عدم العزلة أو استصعاب الجديد.
تزيل الحواجز
أحمد سامى – 25 سنة– ليسانس ألسن– مبرمج ومطور مواقع وسيرته الذاتية متميزة فى البرمجة وله كورسات معتمدة ضمن أنجح المبرمجين المكفوفين فضلا عن سجل تطوعى أعد فيه ألفى لابتوب للطلاب المكفوفين بالجامعات بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى لذلك يرى أن التكنولوجيا بالنسبة للمكفوفين الحل الوحيد كى يعيشوا حياتهم بعد أن أزالت الحاجز بينهم وبين المبصرين.
وينصح بالاستخدام المبكر للتكنولوجيا فى التعليم حتى لا نتأخر عن التطور العالمى المتلاحق وبما يقلل الفجوة بين مستخدمى التكنولوجيا من المكفوفين والمبصرين.
صديقة وفية
د. سماح محمد – –والدة مصطفى احمد 15 سنة طالب بالثانوية الأزهرية تصف التكنولوجيا بالصديقة الوفية للأمهات فهى مثلا لا تعطى ابنها الدروس فى كل المواد بل تشجعه على استخدام اليوتيوب والبحث عن شرح للدروس التى تنقصه.
مما ساعد على تفوقه ولا تقف أمام نظرة المجتمع للكفيف موضحة أن الخالق العظيم عوض الكفيف عن البصر ببقية الحواس التى تعمل بكامل قوتها ورزقه نعمة البصيرة لذلك تدعو الأهل على تعويد الأبناء على التحدى وعدم الاستسلام.
وسائل عرض جذابة للتعليم
صالح فوزي– 29 سنة –إمام وخطيب ومدرس بالأوقاف ولديه شهادات بكورسات متنوعة لقناعته أن التكنولوجيا نافذة الكفيف على المجتمع ويحاول تطبيقها فى عمله بالتدريس ليشرح مثلا درس تجويد باستخدام شاشة عرض ويصمم باللاب توب جدولا لأحكام التجويد.. ليؤكد لطلابه المبصرين وهو المعلم الكفيف أنه يخاطبهم بنفس لغتهم «لغة الصورة» و أكمل تمهيدى الماجستير بالمعهد العالى للدراسات الإسلامية بفضل تسهيلات التكنولوجيا ولديه حرية فى التنقل من خلال خرائط جوجل ويساعده تطبيق (مترو القاهرة ) على معرفة أسماء المحطات ويشدد أن ثقة الكفيف بنفسه تجعله يتجاوز أى نظرة متعالية أو متعجبة من إجادته للتكنولوجيا.
نصيرة المرأة العاملة
شيماء يوسف محمد– تعمل حاليا بهيئة ميناء الاسكندرية– ليسانس آداب تاريخ وحاصلة على كورسات فى الحاسب الآلى و شهادة ICDL.. وتؤكد أهمية التكنولوجيا فى حياة الكفيف وتصفها أنها «حياة».فهى مثلا لديها طفل بالتعليم الأساسى وتساعده من خلال التكنولوجيا فى البحث عن المعلومات و المذاكرة ومن البرامج التى تستعملها يوميا Invision AI لقراءة النصوص ووصف ألوان الملابس ومتابعة الواجبات المدرسية وكربة بيت ناجحة تستعين باليوتيوب فى الطبخ كما تستخدم برامج الترجمة فى دروس ابنها وتشارك فى الجروبات المدرسية بنشاط وتستغرب التعجب من استخدام الكفيف للتكنولوجيا وترجعه لعدم التعامل المباشر مع المكفوفين.
محاسب فى موبايلك
رجب ابراهيم 33 سنة ليسانس اصول الدين أسيوط– حاصل على شهادات فى التقنية والمونتاج ويعتز بالشهادات الشرعية فى حفظ القرآن وتفسير الحديث و يعمل بتحفيظ القرآن للأطفال و الكمبيوتر وطريقة برايل.
يعتمد على برنامج Cash Reader لقراءة النقود والعملات ويتعرف على ما يحتاجه من أموال من خلال الكاميرا الخلفية للهاتف.
يرى أن هذه التقنيات تجعل العالم مفتوحا أمام كل كفيف..يتواصل مع الآخرين بسهولة لذلك تجد الشباب المكفوفبن ينشطون على السوشيال ميديا ويشاركون بالرأى فى كل الأمور وهو المطلوب لأن الانعزال يؤدى إلى الملل والسخط.
تدريب وتحفيز للهوايات
تقى هشام – 23 سنة –ليسانس السن ايطالى تستخدم التكنولوجيا فى جمع المعلومات والتعرف على الأخبار ومواقع التواصل لكن الاكتشاف الأهم أنها ساعدتها فى اكتشاف أو ممارسة الهوايات مثل الكتابة و التصوير الفوتوغرافى وتعلم اللغات لذلك توصى المكفوفين أن يستخدموها لاكتشاف مواهبهم وتغذية عقولهم حتى لا يقابل مشهد الكفيف الذى يتعامل مع التكنولوجيا بالتندر أو التنمر.
أداة للتكيف والتفوق
أحمد فتحى 36 سنة ليسانس آداب لغة عربية ولديه عدة دبلومات منها تربوى والصحة النفسية وتربوى بصرى من كلية علوم الاعاقة بجامعة الزقازيق فضلا عن شهادات فى الكمبيوتر وخبرات فى برايل ايفرست 4 و5.
يعمل معلم لغة عربية بمدرسة النور للمكفوفين ببنها ومعلم متطوع لطريقة برايل
ومدرب حاسب آلى بمكتبة مصر العامة ببنها كما يساعد فى طباعة الكتب بطريقة برايل بمركز متحدى الاعاقة بجامعة بنها. كل هذه المهام يمارسها بمساعدة التكنولوجيا ومن البرامج الناطقة التى اعتمدها Jaws وNVDA و يسجل المحاضرات ويملى الملخصات الكتب من pdf إلى word بسهولة ويسر.
اتصال مباشر
ويدرب محمد عبد الفتاح -41 سنة –المكفوفين على استخدام الهواتف الذكية وقارئات الشاشة ومعه كورسات فى الاندرويد وشهادات فى التنمية البشرية ومهارات التواصل.
ويشير إلى Be My Eyes كبرنامج مفيد يتيح اتصالاً مباشراً بالصوت والصورة بين المستخدمين المكفوفين والمتطوعين من المُبصرين. ومع تقدم الذكاء الاصطناعى أضيفت ميزة Be My AI ليقوم الذكاء الاصطناعى بالمهمة البشرية مع الصور والنصوص ووصل عدد مستخدميه فى العالم العربى لأكثر من 700 ألف كفيف و800 ألف متطوع والرقم فى ازدياد.