ظلت المعارك والحروب العسكرية فيما مضى تجرى وقائعها بأنماط تقليدية بين قوتين أودولتين أو جيشين لكن طبيعة الحرب اختلفت فى العصر الحديث بسبب المتغيرات والتطورات التكنولوجية المتسارعة حيث انتقلت أساليب الحرب الجديدة إلى مرحلة خطيرة من التدمير والتفجير لاتفرق بين العسكرى والمدنى والكبير والصغير حتى أصبح كل شئ تكنولوجى فى حياتنا سلاحا فالهواتف الذكية والساعات الذكية وأجهزة التابلت والكمبيوتر والعاب الاطفال والتليفزيونات الذكية تعتمد كلها على بطاريات الليثيوم التى تجعلها قنابل موقوتة.
هذا بخلاف امكانية اختراق أى جهاز يحتوى على كود أو برمجة رقمية مثل مولدات الكهرباء ومحطات تحلية المياه والسدود مما يتسبب فى خسائر مادية وبشرية فادحة.
وانطلاقا من التتبع التاريخى للتطورات النوعية التى تستجد من وقت لآخر على مجريات الحرب تم تقسيم الحروب الحديثة إلى أجيال وصلت إلى سبعة أجيال حتى الآن.
كلنا يعرف الجيل الاول من الحروب والذى استخدمت فيه الاسلحة التقليدية والجنود ثم الجيل الثانى الذى ظهر فيه الاسلحة الالية والمدرعات الثقيلة وهو ما يسمى حروب العصابات والجيل الثالث من الحروب ظهر أثناء الحرب العالمية الثانية وهى الحروب الوقائية أو الاستباقية والجيل الرابع من الحروب هو حرب دولة ضد لادولة حرب جيش نظامى ضد تنظيمات وعصابات مأجورة وممولة من دول أخرى مثل القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات الارهابية المدعومة من دول أخري.
أما حروب الجيل الخامس فهى خليط من الحرب التقليدية والثورية وحرب العصابات ووسائل الحرب الحديثة التى تتمتع بتكنولوجيا فائقة وتعتمد على نشر الاخبار الكاذبة والمعلومات المضللة وقلب الحقائق.
وحروب الجيل السادس فهى تدار عن بعد وتشمل كل ما هو معنى بالحرب سواء أكان أسلحة أو إمكانيات أو أفراد بداية من الاسلحة النووية التكتيكية إلى إدارة الصراع الاقتصادى والمعلوماتى إلى استهداف الافراد أنفسهم عن بعد سواء أكانوا فرادى أو جماعات كما حدث فى لبنان وسوريا منذ أيام.
الجيل السادس من الحروب يستخدم أنظمة تسليح عالية الدقة التى يمكن ان تجعل من الأسلحة التقليدية أمور عفا عليها الزمن من خلال استخدام الاسلحة الذكية أى أن الدول تحارب من خلال نظم الكترونية وليس من خلال الجيوش مثل التفجير عن بعد والطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة والحروب البيولوجية والاصوات الصامتة والقنابل الذكية المجهزة للتوجيه بالليزر أو عبر الاقمار الصناعية وكل ما يمكن استهدافه عبر الكمبيوتر أو الهواتف أو الاقمار الصناعية وإذا كنا نتحدث عن حروب الجيل السادس بوضعها حروب تقاد وتفعل أدواتها ويتم التحكم بها عن بعد ولكن أخطر ما فيها هو استهداف عقل وجسد الانسان واستغلال كل ما فى الطبيعة حوله كسلاح ضده يدار ويسيطر عليه من مسافات بعيدة سواء استغلال الهواء كسلاح ضد الإنسان أو مظاهر الطبيعة التى يتم تصنيعها وهو ما يسمى بالحروب البيولوجية.
.. خلاصة الكلام
إن ما نعايشه من تداخل عدة أجيال من الحروب الحالية يتطلب من الجميع توخى الحذر ووعى المواطنين بهذه الحروب التى تستهدف احداث صراع داخلى للدول من أجل تمزيقها سواء من خلال حروب الجيل الرابع المعنية بإفشال الدول وتدمير قواها وتفتيت مؤسساتها أو حروب الجيل الخامس المعنية بالتعامل مع كيانات صغيرة متعددة وممنهجة وتشكيلات عصابية مرتزقة وتنظيمات ارهابية واستخدام المواطنين كلاعب أساسى بعيدا عن مواجهة الجيوش من خلال بث معلومات كاذبة ومضللة لزعزعة الاستقرار الامنى وحتى حروب الجيل السادس المعنية بإدارة الحرب عن بعد من خلال كل ما يتم التحكم به مثل أجهزة الاتصالات المختلفة.
من هنا يثور سؤال مهم: هل دول المنطقة استعدت لهذا النوع من الحروب التكنولوجية المتقدمة الذى وصل لإسرائيل ونفذته؟!
حفظ الله مصر قيادة وشعبا وجيشا وشرطة من كل مكروه وسوء.