تشهد العملية التعليمية فى صفوف النقل بداية من الثالث الإبتدائى وحتى الثانى الثانوي، حالة من الترقب فى ديوان وزارة التربية والتعليم وبالتحديد فى قطاع التعليم نتيجة تقييم الأيام الأولى لتجربة التقييمات الأسبوعية ستحسم مصيرها وما إذا كانت الوزارة ستقرر استمرارها أو العدول عنها وأولياء الامور. أيضا يترقبون النتائج الوزارة هدفها من التقييمات وضع آلية تضمن المذاكرة ومتابعة المعلم والأسرة لأبنائهم الطلاب مما يزيد من الانضباط والالتزام الدراسى الذى يستهدفه الوزير محمد عبداللطيف لكن نتائج التقييم ستحدد مدى نجاح الفكرة.
«الجمهورية» رصدت ردود أفعال المعلمين وأولياء الامور حول التجربة التى تطبق لأول مرة فى المراحل التعليمية المختلفة بهدف عودة الطلاب مرة أخرى للمدارس، والارتقاء بمستوى العملية التعليمية.
تباينت ردود الافعال بين المعلمين وأولياء الامور حول مزايا وسلبيات التجربة، إلا أنهم أجمعوا على انها تحتاج مزيداً من الوقت من أجل الحكم عليها بشكل موضوعى وتربوي.
أشار المؤيدون لها إلى أن أبرز مزايا التقييمات الاسبوعية، أنها ربطت بين أولياء الامور والمدارس عبر إجبارهم بمتابعة ابنائهم بشكل دورى للتأكد من استيعابهم لدروسهم الاسبوعية.
أشار المعترضون إلى ان التجربة حملت المدرسين أعباء اضافية، بالاضافة للشرح المكثف، كما ان بعض المكتبات استغلت المسألة وطبعت الاسئلة والاجابات وأرسلتها للطلاب.
يرى عصمت الطوخى مدير إدارة مصر القديمة التعليمية أننا امام تجربة فريدة من نوعها طالما طالبنا بها وهى التقييمات الأسبوعية، مشيرا إلى أنه بالنسبة للمرحلة الابتدائية، فتلك التجربة تغرس فى الطالب الاهتمام بالمذاكرة والحرص على التفوق والاعتماد على النفس وقياس ما تم تحصليه اثناء الاسبوع بجانب انها تجعل الطالب فى استعداد تام لتقييمه.
وفيما يتعلق بالملاحظات والسلبيات، أكد أن تلك التجربة تحمل إجهاداً نفسياً وعصبياً لبعض الاسر لانها تجعل الأسرة حريصة على الاستذكار بصفة مستمرة وضغط نفسى وقد تكون باباً خلفياً لفتح الدرس الخصوصى على مصراعيه نتيجة لقلق ولى الأمر من مستوى نجله، ومع ذلك نحن نؤمن بنجاح التجربة اذا كان هناك تضافر بين عناصر المنظومة والاحساس بقيمة العلم وأثره على المجتمع المحيط والأمة ككل.
أوضح ابراهيم الدسوقى معلم خبير فى مادة الرياضيات أن التجربة بشكل عام مفيدة لانها تجعل ولى الامر مطلع على مستوى نجله أو نجلته الدراسي، بالاضافة إلى أنها تدفع الطلاب إلى المذاكرة بشكل مستمر.
أضاف أن معظم المعترضين أو الملاحظات السلبية تأتى فى اطار ما يعرف بمقاومة التغيير، بالاضافة إلى وجود بعض المعلمين الذين لا يريدون العمل سوى فى وقت الحصة فقط، ولا يأخذ من وقته خارج الحصة فى عمليات تصحيح كراسات الواجبات وغيرها من الانشطة.
أوضح أن التقييم الاسبوعى يشبه الامتحانات الصغيرة فى الجامعات المعروفة باسم «كويز» التى تجعل الطلاب يذاكرون محاضراتهم أولا بأول.
أكد اشرف بدوى معلم خبير لغة عربية أن التقييمات للصفوف الابتدائية تهدف إلى قياس نواتج التعلم المستهدفة ويكون التلميذ تحت ملاحظة المعلم من السلوك والمواظبة، إضافة إلى المهام الادائية وكراسة النشاط والواجب والتقييم الاسبوعي، مشيرا إلى أهمية تشديد الرقابة حتى لا يتم استغلال هذه الآليات فى الضغط على التلاميذ وأولياء الأمور أو تكليفهم أعباء إضافية.
أشار إلى أهمية جذب الطلاب إلى المدرسة من خلال المتابعة الدورية وتحقيق التفاعل بين الطالب والمدرس وتنمية مهارات الطلاب والعمل التعاونى وليس الاعتماد فقط على شرح المناهج.
أوضح سامى مصطفى كبير معلمين أن التقييمات لها جانب ايجابى يتعلق بالمعلمين، من أهمها قياس أداء المعلم مع الطلاب داخل الفصول من خلال متابعة الشرح واستخدام الوسائل التفاعلية وتحضير الدروس بالدفاتر.
أولياء الأمور
أشارت هند سيد ولى أمر تلميذ بالصف الخامس الابتدائى إلى أن التقييمات الكثيرة تؤدى إلى ضغط نفسى كبير على التلاميذ فى المراحل الأولى من التعليم، والاكتفاء بالاختبارات الشهرية أفضل، كما أن بعض المدارس تستغل التقييمات فى الضغط على التلاميذ من أجل الدروس الخصوصية ولابد من إعادة النظر وتخفيف المناهج حتى تكون العملية التعليمية محببة لدى الطالب وحتى لانشجع على ثقافة المجموع من جديد.
أوضحت منال عيد ولى أمر تلميذ بالصف الرابع الابتدائى أن كثرة التقييمات على أهميتها لكن الخوف أن تكون إرهاق للطالب وولى الأمر، حيث يضيع وقت الحصة التى من المفترض أن تكون لشرح المنهج وفقا للخريطة الزمنية التى حددتها الوزارة وحتى لا يضيع وقت الحصة هباء فى الحضور والغياب والكشكول والنشاط، مشيرة إلى أن المدارس تطلب كراسات كثيرة من اجل التقييمات وهى أعباء إضافية ولابد من التخفيف على هذه المراحل حتى لا يحدث نفور من التعليم.
أكد محمد عبدالوهاب ولى أمر طالب بالخامس الابتدائى أن المعلمين يضعون اسئلة لتعجيز الطلاب فى الفصل، وبالتالى يحصلون على درجات ضعيفة فى التقييمات الأسبوعية، ولابد أن يلتزم المدرس بالاسئلة الموضوعة على موقع الوزارة حتى لا يسبب التوتر والقلق للطلاب من كثرة التقييمات.
أشرف معروف مشرف لغة عربية يرى أنه بعد مرور اسبوعين من قرار تكليف الطلاب بأداء صفى ومنزلى وتقييم اسبوعى وامتحان او تقييم شهرى وان هذه التقييمات قد تزيد الأعباء على المعلمين.
أشار إلى ان الحصة مطلوب فيها شرح ومناقشة مع الطلاب لمعرفة ادراكهم، ثم اداء صفى فى داخل الفصل والمفروض ان يصحح ليعرف الطالب مستواه والتصويب لأخطائه ثم يكتب لهم الاداء المنزلى وتصحيح الاداء المنزلى للحصة الفائتة ثم عليه ان يكتب لهم التقييم الاسبوعي، خاصة بعد صدور قرار بعدم تحميل الطلاب تكلفة التصوير وعلى المدرس كتابته على السبورة والطلاب تنقل وتجيب ثم يبدأ المعلم فى التصحيح وهنا يتضح كم العبء المنوط به المعلم الذى لا يتحمله وقت الحصة، فكيف يتسع لكل هذا؟!
أضاف أن التقييمات جاءت بنتائج عكسية، فما الاستفادة للطالب من هذه التقييمات وهى منشورة على موقع الوزارة قبلها باسبوعين؟!، وبعض المكتبات انتهزت الفرصة وقامت ببيع التقييم واجاباته، وبهذا فالطالب والمعلم لا يشعران بأن هناك جدوى من هذه التقييمات وليس لها مردود وولى الامر فى حيرة، فهم يلاحظون ابناءهم يستمرون فى الاداء والتقييم بالساعات لكل المواد وأرى ان نكتفى بامتحان شهرى يضعه المعلم وتتابعه الوزارة ولا داعى لهذه الدرجات الشكلية المعطاة عن طريق التقييم.
أضافت هدير عاطف ولى أمر تلميذ بالصف الثالث أنها لا تعترض على الاختبارات الشهرية، لكنها ترى أن الاختبارات الاسبوعية تستهلك وقت الحصص والمعلمين، مما يعود بالسلب على العملية التعليمية، خاصة أن المناهج ليست سهلة ومازالت تحتاج لمزيد من التنقيح والمراجعة من جانب المختصين.