مع تزايد حوادث الطيران فى الآونة الأخيرة، واعتبار «سوء الأحوال الجوية» المتهم الدائم، بدأ العلماء فى دق ناقوس الخطر فيما يتعلق بتأثير التغييرات المناخية على الرحلات الجوية.
أشارت دراسات إلى أن أنماط دوران الهواء غير المنتظمة باتت تتفاقم بسبب ارتفاع درجات حرارة الكوكب.. وأوضح بول ويليامز أستاذ علوم الغلاف الجوى فى «جامعة ريدينج» البريطانية فى تصريحات لـ «اندبندنت»، أنه ستكون لتغير المناخ انعكاسات سلبية كثيرة على حركة الطيران المدني،
قائلاً: «نتوقع أن يصبح الغلاف الجوى أكثر اضطراباً، مما قد يتسبب بوقوع ما بين ضعف و3 أضعاف الاضطرابات على متن رحلات الطيران فى العقود القليلة المقبلة من الزمن».
يُشار إلى أن الاضطراب الجوى الشديد أو المطبات الهوائية تسببها تيارات الرياح غير المنتظمة التى تحدث فى المناطق الصافية من السماء، عند الارتفاع الذى تحلق فيه طائرات الركاب.. ويتأتى فى العادة من عامل معروف باسم «المقص الهوائي» وهو ظاهرة مناخية ناتجة عن اختلاف مفاجئ فى سرعة الرياح واتجاهها، الذى يمكن أن يؤدى إلى إخراج الطائرات فجأةً عن مسارها المقصود.
وتبين نتائج أبحاثٍ علمية جديدة أن التغيرات فى درجات الحرارة الناجمة عن أزمة المناخ، تتداخل مع حركة التيارات الهوائية فى الغلاف الجوى وتعطل تدفقها، وذلك بسبب التبدلات فى سرعة الرياح واتجاهها.. وشهدت هذه الظاهرة زيادة بنسبة 15 ٪ فوق منطقة شمال المحيط الأطلنطى منذ أن بدأت الأقمار الصناعية بمراقبته فى سبعينيات القرن الماضي.
كما نبه العلماء إلى أن تأثير أزمة المناخ على سلامة الركاب يمتد إلى ما هو أبعد من اضطرابات التيارات الهوائية ليشمل الظواهر الجوية القاسية مثل العواصف والأعاصير المدارية.. وهذه الأحداث، التى ثبُت أنها أكثر تواتراً وشدة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، تشكل أخطاراً إضافية على سلامة السفر الجوي.
لفت كريشنا أشوثاراو رئيس «مركز علوم الغلاف الجوي» فى «المعهد الهندى للتكنولوجيا» إلى أنه «مع ارتفاع درجات حرارة البحار نتوقع حدوث أعاصير أقوي»، موضحا: «عندما نكون وسط ظاهرة احتباس حرارى عالمى يمكن للهواء الأكثر دفئاً أن يحمل مزيداً من الرطوبة، لذا عندما يتكثف سيؤدى إلى هطول مزيد من الأمطار.. حتى الأمطار الروتينية قد تصبح أكثر غزارة وعندما تتساقط كميات أكبر من المطر قرب مطارات المناطق الساحلية يصبح تصريف المياه مشكلة».
علاوةً على ذلك ستتأثر عمليات إقلاع الطائرات وهبوطها على نحوٍ متزايد بموجات الحر لا سيما فى المطارات ذات المدارج القصيرة.. وقد أظهرت دراسات حديثة أن درجات حرارة الهواء السطحى ارتفعت فى مختلف أنحاء قارة آسيا خلال القرن الماضي، مما تسبب بوقوع موجات حر أقوى وأكثر تواتراً وأطول أمداً.
يقول الدكتور ويليامز إنه «مع كل ارتفاع بمقدار 3 درجات مئوية فى حرارة الهواء، تنخفض كثافته بنسبة واحد فى المئة مما يعنى أن الرفع الناتج عن الطائرات «وهو القوة التى تعاكس وزن الطائرة مما يسمح لها بالتغلب على عامل الجاذبية والبقاء محلقة فى الهواء» يمكن أن ينخفض بنسبة واحد فى المائة».