التغيرات المناخية الخطر الأكبر والأهم الذى يواجه البشرية على سطح الارض حيث انها من المتوقع ان تتسبب فى حدوث كوارث طبيعية لم تحدث من قبل وتهدد الوجود البشرى والحياة على كوكب الارض بسبب ظاهرة الاحتباس الحرارى وارتفاع درجات الحرارة وهو ما يؤثر على المحاصيل الزراعية فى دول العالم ويؤدى إلى زيادة التصحر والجفاف وقد دفع ذلك العديد من المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية إلى القيام بعدة تحذيرات من الأضرار والمخاطر التى تسببها التغيرات المناخية.
والحقيقة ان أزمة التغيرات المناخية بدأت منذ أكثر من 150 سنة خاصة مع بدء الثورة الصناعية فى أوروبا وسعيها الدائم لاستخراج الوقود الاحفورى واستخدام مصادر الطاقة بكثرة وهو ما تسبب فى زيادة انبعاث الغازات التى فيها ثانى اكسيد الكربون حيث تسببت هذه الغازات فى رفع درجات الحرارة على كوكب الارض بنسب كبيرة مقارنة بمستوياتها ما قبل الثورة ورغم تسبب الدول المتقدمة فى أوروبا فى هذه الأزمة الا ان دول قارة افريقا والمنطقة العربية هى التى دفعت الثمن لانهما من اكثر الدول التى تاثرت بالتغيرات المناخية من ارتفاع كبير فى درجات الحرارة وتردى نوعية الهواء فى المدن.
وأزمة التغيرات المناخية لا تتركز فى ارتفاع درجات الحرارة فقط ولكن هناك كوارث أخرى سوف تحدث وما كشفت عنه دراسة حديثة تؤكد ان القطب الشمالى المتجمد ساهم ايضا فى ارتفاع درجات الحرارة بنسب كبيرة أدت إلى ذوبان الثلوج وفقد القطب الشمالى خلال الفترة الماضية ما يقرب من 160 مليار طن من الجليد بسبب ذوبان السطح لذا فان التحذيرات المستمرة من ظاهرة التغيرات المناخية التى تجتاح العالم حاليا ليس مجرد توقعات مستقبلية بل هى نتائج توصل لها علماء مبنية على دراسات وابحاث اكدت ان زيادة انبعاثات الاحتباس الحرارى الناتجة عن حرق الوقود الاحفورى ادت الى ظاهرة البيوت الزجاجية التى تحبس حرارة الشمس مما يتسبب فى رفع درجات حرارة الكرة الارضية بنسب كبيرة وقد يعتقد البعض خطأ ان التغيرات المناخية هى مجرد ارتفاع كبير فى درجات الحرارة ولكنها البداية لانه سوف يلحق بها كوارث أخرى مثل الجفاف الشديد وندرة المياه والحرائق والفيضانات وغيرها من الظواهر المناخية مما يؤكد ان القادم سيكون اسوأ مالم يتحرك العالم بسرعة ويتخذ اجراءات وتوفير التمويلات اللازمة لمواجهه التدهور الخطير الذى سيواجه أولا الدول الافريقة والعربية فالوقت مازال متسعا لتحرك الدول الكبرى بقوة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحرارى والتغيرات المناخية حيث ان مؤتمرات المناخ التى تم عقدها كل عام لم تسفر عن نتائج واقعية ملموسة ولم يتم توفير التمويلات اللازمة لتطبيق النظم الحديثة فى استخدام الطاقة ولابد من تفعيل اتفاقيات الأمم المتحدة واتفاقية باريس والتى تتضمن ضرورة وسرعة تحويل انظمة الطاقة من الوقود الاحفورى الى مصادر الطاقة المتجددة كطاقة الشمسية وطاقة الرياح وكل ذلك يمثل طوق النجاة للتكيف مع المتغيرات المناخية والحد من آثارها السلبية.
وبصراحة فإن مصرتتعامل مع قضية التغيرات المناخية باهتمام كبير وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على اعطائها الاولوية باتخاذ التدابير والاجراءت الاحترازية لمواجهة تحديات الأزمة ويتم دراسة تطوراتها ومتابعتها بشكل دائم مستمر من خلال فريق متخصص يستطيع المشاركة فى المؤتمرات الدولية ويجيد التفاوض على أعلى مستوى يدرك تماما لغة التفاوض واستخدامها فى صياغة النصوص التفاوضية فضلا عن الاساليب المطبقة لطلب الدعم من اطراف أخرى بالإضافة إلى خبراء البيئة الذين يمثلون الزراع الفنية فى أى مفاوضات حيث يمكنهم تقدير تأثيرات التغيرات المناخية وتداعياتها المستقبلية على مصر وحجم التمويلات اللازمة لمواجهة هذه التأيثرات.