لا شك أن إعادة هيكلة الثانوية العامة بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل وظروف العصر جاء بعد دراسات متعمقة استغرقت وقتاً طويلاً من خلال كوكبة من أهم علماء التربية والأساتذة الجامعيين المتخصصين فى تطوير التعليم بما يتماشى مع أحدث النظم العالمية فما كان يصلح منذ 20 عاماً مضت لم يعد يصلح الآن.
المتابع لإعادة الهيكلة سيجد إلغاء دراسة بعض المواد التى لا ضرورة لها وضم مواد معاً سعياً للحصول على اكبر فائدة ممكنة بعيداً عن تضييع الجهد والوقت للطلاب.
ليس خافياً علينا جميعاً كيف كان نظام الثانوية العامة القديم يكلف الطلاب وأولياء امورهم مالا طاقة لهم به سواء من المال أو الإرهاق النفسى نتيجة مواد كثيرة ودروس خصوصية فوق طاقة أى أسرة متوسطة الحال، وهكذا جاءت إعادة الهيكلة للتخفيف عن كاهل الأبناء والآباء وكذلك الأمهات.
إن فلسفة تخفيف المواد الدراسية وتجريم الدروس الخصوصية واضافة درجات للحضور بالمدارس والمشاركة فى الأنشطة الرياضية والتعليمية وتقليل كثافة الفصول بدءاً من العام الدراسى القادم هى جزء من الفلسفة الشاملة لإعادة بناء الانسان بشكل عام حتى يكون قادراً على اتمام عملية التنمية الشاملة للمجتمع وتحتل مصر مكانتها اللائقة بها بين الأمم.
<<<
إن المواءمة بين مخرجات التعليم وسوق العمل من التحديات التى تواجه الدول الآن حيث تشير كل المعطيات والأدلة والشواهد إلى ضعف التوافق بين نواتج التعليم وحاجة سوق العمل المحلى والعالمى ومتطلبات التنمية البشرية والاقتصادية فى الوطن العربى والدول النامية.
لقد أصبحت هذه الظاهرة شديدة التعقيد خاصة فيما يتعلق بمناهج التعليم الجامعى والتدريب سواء من ناحية المحتوى أؤ طريقة التدريس فهى مناهج جامدة وتتغير ببطء لا يتناسب مع تطور العصر وسرعة تغير احتياجات التنمية وأسواق العمل ونتيجة لذلك بقيت بعيدة كل البعد عن المقارنة مع المستويات المهارية العالمية وهى مقارنة اصبحت ضرورية فى عالم المنافسة وانفتاح الأسواق.
<< خلاصة القول:
نحن نعيش فى عصر التكنولوجيا وهذا يعنى أن وتيرة الحياة تتغير باستمرار وما كان يحدث فى الماضى لا يجب أن يحدث الآن ورغم الأثر الإيجابى الكبير للتكنولوجيا فى حياتنا إلا أنها فى آلوقت نفسه تخلق الكثير من التحديات خاصة سوق العمل فى دول العالم المختلفة الذى يشهد تغيرات متسارعة على كافة الأصعدة مع التقدم التكنولوجى الهائل وتزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعى تتغير طبيعة الوظائف والمهارات المطلوبة بشكل سريع من هذا المنطلق فلابد أن يتحلى خريج هذا العصر بصفات تعليمية وتدريبية تؤهله للدخول فى عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى والبرامج الحديثة والمهارات الشخصية التى تجعله ناجحا.. متميزا.. ماهرا.. جاهزا لمتطلبات سوق العمل الداخلى والخارجي.
كلام أعجبني:
صانع المعروف لا يقع.. وإن وقع يجد متكأ.