> بناء البشر قبل الحجر.. مبدأ مثالي، تقوم عليه حضارات الأمم والشعوب، وعليه ترتكز كثير من الدول المتقدمة فى عوامل تقدمها.. ومن هنا تعنى هذه النوعية من الدول بصحة وتعليم الإنسان، لأن فى ذلك كلمة السر وراء رقيها وتقدمها.. وهناك نماذج عديدة نشاهدها الآن على الساحة الدولية، وفى جميع المجالات.
لذا أخذت مصر على عاتقها منذ فترة ليست بالقصيرة على تطبيق هذا المبدأ سالف الذكر وجرت محاولات كثيرة فى جانب بناء الإنسان المصري، خاصة فى نوعية التعليم المقدمة له منذ نعومة أظافره، حيث النشأة التعليمية الأولي.. ففى عهد محمد علي، خرجت البعثات التعليمية إلى أوروبا.. بل الأكثر من ذلك، استقدم الوالى خبراء معلمين للتدريس فى المدارس التى أنشئت بهدف بناء إنسان مصرى قادر على القيادة فى كافة فروع العلم.. فكانت هناك المدارس المهندسخانة وقصر العينى والأسطول الحربية، إلخ.. وهو ما أنتج عناصر فعّالة قادت مصر لأن تكون امبراطورية كبيرة امتدت من الحبشة جنوباً وحتى قونيا فى الشمال على حدود الاستانة عاصمة الدولة العثمانية.
ومازالت الجهود تتواصل فى عصرنا الحالي.. وهو ما بدا واضحاً فى الفترة الحالية، مع تولى الأستاذ محمد عبداللطيف حقيبة التعليم، سواء فى جانب المناهج الدراسية فى المراحل التعليمية المختلفة، أو فى جانب انضباط العملية داخل المدارس، خاصة الحكومية منها.. وكذلك العمل على القضاء على سرطان التعليم الموازى المسمى بـ «السناتر» التى خرجت فى غفلة من الزمن لتمثل كابوساً للأسر المصرية، تستنزف كثيراً من دخول المصريين، فى الوقت الذى وصل فيه الأمر ببعض المدارس الحكومية أن تغلق أبوابها فى وجه طلابها، ليجد ولى الأمر نفسه فى نهاية المطاف مضطراً لإلحاق ابنه بـ «السنتر» الذى يُدّرس فيه نفس مدرس المدرسة، الذى يتقاضى راتبه من الدولة ليقوم بواجبه داخل الفصل التعليمى الرسمي.
المهمة شاقة وثقيلة فى ذات الوقت.. ولكن ما يقوم به الوزير الجديد من خطوات مبشرة بأن يكون الموسم الدراسى القادم استثنائياً فى كل شيء.. بحيث نجد الفصول، خاصة فى المرحلة الثانوية وقد عاد إليها رونقها وطلابها فى ذات الوقت.. والمعلم، وقد استعاد الهيبة المفروضة له، وهو فى ذات الوقت يؤدى ما افترضه عليه ضميره المهنى والأمانة المكلف بها، فى ظل أجواء جديدة يحاول الجميع أن تسود فيها روح الأسرة الواحدة، ليستعيد التعليم المصرى أمجاده، وليصبح منتج التعليم وهو «الخريج» الذى درس وتعلم فى مدارس وجامعات مصر، محط أنظار الداخل والخارج، وتكون فرص عمله متاحة فى كل الأحوال.
كل التوفيق لمسئولى التعليم فى مصر.. وأمنيات طيبة بأن تحقق خططهم الطموح آمال الطلبة وأولياء الأمور، لتعود للمدرسة والمعلم معاً الهيبة المطلوبة، ويتم القضاء المبرم على كل ما يعكر صفو العملية التعليمية.
>>>
محمد عطية.. وطفرة تقدم للمعاهد القومية
الأستاذ محمد عطية وكيل وزارة التعليم بالقاهرة- سابقاً- أحد الكوادر التعليمية التى لا يشق لها غبار.. ويشهد على ذلك، الآثار الطيبة التى تركها فى مديرية التعليم بالقاهرة وكل من تعامل مع الرجل يعرف ما أقول تماماً.. لذا أقول إن الجمعية التعاونية للمعاهد القومية، هى الأسعد حظاً هذا العام باختيار وزير التعليم محمد عبداللطيف لعطية ليكون رئيساً لمجلس إدارة مدارس المعاهد القومية.. فهو اختيار صادف أهله والكل منتظر طفرات وإنجازات داخل هذا القطاع الحيوي، الذى يمتد فى العديد من محافظات الجمهورية.. فهو واحد من كوادر التعليم وأكفأ من يتولى المناصب القيادية.. فكل التوفيق ببداية عصر جديد للمعاهد القومية، بقيادة الرجل الخلوق.