عندما نزور آثارنا الخالدة فى الأقصر وأسوان وغيرها من أماكن صنع منها المصريون التاريخ.. أو متاحفنا العريقة الشامخة من المتحف الكبير إلى المصرى بالتحرير مروراً بمتحف الحضارة وغيرها من اللآلئ المتناثرة على جبين الوطن الغالى.. نتساءل بداخلنا عن أولئك العباقرة المبدعين الذين صنعوا الحضارة وأقاموا قلاعها الشامخة.. من هم؟.. وكيف صنعوها.. نجد أن علماء الآثار والمصريات نجحوا فى تحديد القليل منهم.. وأشادوا بكتائب العمال الذين رفعوا بمعدات مذهلة الحجارة مثلاً إلى أعلى الأهرامات.. وبينهم الفنيون المهرة.. حلقة الوصل المهمة فى التنفيذ على المستوى المطلوب.
هؤلاء الفنيون هم عامود الخيمة فى كل نهضة وتقدم على مدى الأجيال وفى كل البلاد.. والاحتياج إليهم أولوية كبرى فى هذا المجال.. توضع من أجلها الخطط ويتعاون فى دعمها وتقدمها المجتمع والدولة متعاونان وصولاً إلى الصيغة الحالية.. التعليم الفنى الذى اختارت له الدولة المدنية وزارة التربية والتعليم مسئولاً أساسياً عن الإعداد والتأهيل وتركت الباب مفتوحاً لما يعرف بالتدريب المهنى وأنشطته المسئولة عنه أساساً وزارتا العمل ثم التضامن الاجتماعى مع السماح لجهات أخرى.. وزارات ونقابات ومؤسسات وشركات إنشاء مراكز للإعداد لما تحتاجه من فنيين ومتخصصين مهرة يحولون الخطط والأحلام إلى مؤسسات وإنجازات.
وفى هذا المجال عرفت مصر الجديدة زخماً متكاملاً لتطوير وتحديث التعليم الفنى.. لصقل الشباب الواعد صاحب حلم الابتكار والإبداع وهو ما عبر عنه وزير التعليم المسئول عن منظومة التعليم الفنى وتوفير الإمكانيات والمعدات والخبراء لإنجاح التأهيل المناسب لاحتياجات التنمية المستدامة والمشروعات الكبرى والأنشطة الاقتصادية والمهنية.. مؤكداً أنها أولوية لتصبح مدارس التعليم الفنى مع تزايد الإقبال عليها مع التوعية ومتغيرات سوق العمل بالداخل والخارج.. وإضافة ما تحتاج من تخصصات.
قطعت الوزارة خطوات إيجابية للتعاون مع الأكاديميات الكبرى التى أقامتها مؤسسات القطاع الخاص.. وأيضاً المراكز العالمية ذات السمعة الشهيرة.. والتى نجحت فى تمويل وحدات التعليم الفنى إلى وحدات منتجة لصناعات متعددة تكتشف وتستوعب قدرات الشباب وتوفر الموارد لمزيد من الإمكانيات والاحتياجات الأمر الذى يجعلها رائداً مهماً للناتج القومى ويعمل بالتسويق العلمى بها إلى أداء رسالتها أول فى التنوير.. ويحسن من فرص العمل المتاحة للخريجين بالداخل والخارج.. أو يمنحه الفرصة لبداية مشروعه الجديد رائداً للأعمال.. مثلاً وقدوة للشباب الآخرين.