على مدى تاريخ «أم الدنيا» قديماً وحديثاً.. كان بناء الإنسان هو «مناط» اهتمام الدولة، على اعتبار أن رقى وتقدم البلدان يقع على عاتق أبنائها الذين أعدتهم لذلك الأمر.. ومن هنا كانت عناية الدول بالنشء والشباب سياسة لا تحيد عنها على مدى العصور، حتى تجد فى مستقبل أيامها ممن يستطيع حمل «مشعل» تقدمها لمصاف الدول التى يشار إليها بالبنان.
هذا على وجه العموم.. أما على وجه الخصوص فى مصر، فقد كانت قضية التعليم والارتقاء بسياساته هى الشغل الشاغل للحكومات المتعاقبة على مدار العقود السابقة، سواء على مستوى المناهج التعليمية أو هيئة التدريس وأعنى به المعلم أو أستاذ الجامعة.. ولكن الملاحظ أنه خلال العقد الأخير «2014/2024» حدثت الطفرة الكبرى فى الحقل التعليمى المصري، سواء مرحلة التعليم الأولى «الابتدائى والإعدادي» أو ما قبل الجامعى «الثانوي» وأخيراً مرحلة التعليم العالى «الجامعي»، التى شهدت بدورها حالة من التطور المستمر سواء فى مجالات الإنشاءات التعليمية، وأعنى بها مجموعة الجامعات التى تم إنشاؤها فى مختلف محافظات الجمهورية سواء حكومية أو أهلية أو خاصة أو دولية.. ناهيك عن الشراكات التى تمت وتتم مع مختلف الجامعات الدولية ذات السمعة الطيبة، سواء جامعات أوروبا العريقة أو الولايات المتحدة الأمريكية.. ثم وهو الأهم، ما قامت به وزارة التعليم العالى بقيادة الوزير النشط الدءوب د.أيمن عاشور من إدخال البرامج الحديثة فى الجامعات المصرية بكافة أنواعها، والتى لاقت إقبالاً كبيراً من الطلاب، خاصة أن مثل هذه البرامج إنما تمثل فرص العمل فى المستقبل سواء على المستوى الداخلى أو الخارجي، ومن ثم بعد اتمام الدراسة من خلال هذه البرامج العالمية يكون هذا الخريج المصرى نموذجاً يحتذى به.. وبالتالى تتهافت عليه المؤسسات والشركات ذات السمعة العالمية، وبهذا تكون الدولة ممثلة فى وزارة التعليم العالى قد نجحت بدرجة امتياز فى جعل التعليم المصرى ذا سمعة عالمية.. ومن ثم يجد خريجو الجامعات المصرية بعد هذا التطوير الكبير الذى شهدته سوقاً رائجة لكافة التخصصات المطلوبة محلياً وعالمياً.. ويرجع الفضل فى ذلك كله إلى عدة طفرات حدثت فى جانب التعليم العالي.. وبالتالى جاءت نتائج ذلك مبشرة بكل ما تعنى الكلمة من معني.. وبمقارنة بسيطة بين حال التعليم فى مصر منذ عقدين أو ثلاثة، نجد أننا كنا نعانى على كافة المستويات سواء فى البنية التحتية أو فى الكوادر وحتى طرق التدريس التقليدية.. ولكن ومنذ ما يقرب من العشر سنوات الأخيرة فقط تبدلت الأحوال تماماً، خاصة فى مجال التعليم الجامعي.. وكما سبق أن ذكرت، كانت الطفرات الأخيرة هى التى أخذت بزمام الأمور، وكانت الشراكات مع الجامعات العالمية وإنشاء بعضها على أرض مصر، إضافة إلى البرامج الدولية التى دخلت جامعاتنا.. كل هذا أدى بنا إلى خريج جامعى مصرى على درجة عالية.. يجد فرص العمل اليوم وغداً.. وبالتالى علينا أن نردد معاً «مصر بخير».