السياحة التعليمية فى مصر فاتحة خير
– منذ زمن ليس بالقصير والسياحة تلعب دوراً حيوياً على المستوى العالمي.. فهى واحدة من أهم مصادر الدخل لدى الكثير من دول العالم حيث تعتمد دول بعينها على دخلها من السياحة لإنعاش الاقتصاد فيها.. لذا نجدها تعمل جاهدة من أجل تنمية هذا الجانب عن طريق العناية والاهتمام بتنويع المنتج السياحى لديها بحيث لا تتوقف على منتج أو اثنين بل التنويع لديها هو الأساس فنجد سياحة الآثار والتاريخ ولوناً آخر متمثلاً فى السياحة العلاجية خاصة فى الدول التى تشتهر ببراعة أطبائها فى نوعيات معينة من العلاجات مثل علاج العظام فى ألمانيا والأورام فى فرنسا.. وغير ذلك.. وهناك السياحة الترفيهية وتتمثل فى المهرجانات التى تدشينها الدول بصفة دورية كل عام.
– وفى مصر «أم الدنيا» فالمنتج السياحى المصرى لاشك ذو شهرة فاقت الآفاق وبالتالى فإن التنوع الذى يتمتع به كان وسيلة جذب فعَّالة لكل شعوب العالم خاصة الشعوب الأوروبية التى وجدت فى التاريخ المصرى القديم وآثاره وحضارة الفراعنة ما يجذبها وكذا السياحة الدينية حيث مسار العائلة المقدسة ومشروع التجلى الأعظم علاوة على الآثار الإسلامية التى تكتظ بها المدن المصرية وخاصة القاهرة الإسلامية.
وجرياً على البحث عن كل جديد فى هذا المجال الحيوى الذى يعد واحداً من مصادر الدخل المهمة فى مصر فإن الدولة لا تألو جهداً فى العمل بكل جد من أجل الارتقاء بالمنتج السياحى المصري.. ومن جديد السياحة المصرية.. ما نسميه بـ»السياحة التعليمية» وخاصة بعد أن نجحت الدولة المصرية فى إقامة العديد من الجامعات الأهلية والدولية والخاصة إضافة إلى الشراكات التى تمت مع كبرى الجامعات العالمية سواء فى الولايات المتحدة الأمريكية أو دول أوروبا ذات الصيت والسمعة فى المجالات العلمية المطلوبة فى سوق العمل على المستوى العالمي.. من هنا كان النتاج الطبيعى لكل ذلك أن تجذب الجامعات المصرية الكثير من الطلاب ليس فى الداخل المصرى فحسب بل تعدى الأمر إلى طلبة الدول العربية مفضلين الجامعات المصرية على غيرها من جامعات أخرى فى أوروبا الشرقية كانوا يفضلون الدراسة بها مثل الجامعات الرومانية والبلغارية وغيرهما نظراً لما تتمتع به جامعاتنا من منشآت وتجهيزات وكوادر تدريس على أعلى مستوى ناهيك عن البرامج التى تدرس فى هذه الجامعات التى تضاهى المثيل لها فى كبريات جامعات أوروبا.
لذا كان جذب الجامعات الدولية والأهلية وغيرها فى مصر لطلبة الدول العربية والأفريقية وبعض دول آسيا بمثابة نوع جديد من «السياحة» دشنته العقلية المصرية بعد تخطيط مدروس واستشراف للمستقبل بحيث لم تعد تعتمد السياحة فى مصر على كل ما هو تقليدى من زيارة للآثار فى الجيزة والأقصر وأسوان كما كانت العادة سابقاً بل الأمر اختلف تماماً بفضل رؤية القيادة السياسية التى تنظر دائماً إلى الأمام وتستشرف المستقبل وبالتالى فهى سبَّاقة فى كل مجال ولعل السياحة التعليمية المصرية تكون فاتحة خير للاقتصاد الوطنى الذى ينمو بصورة متسارعة رغم الظروف الدولية الحالية لذا حُق لنا مع قيادتنا الوطنية الشريفة أن نردد معاً فعلاً «مصر بخير».