إعلان رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى القيام بجولات ميدانية على المدارس والمؤسسات التعليمية بالمحافظات.. تأكيد للأهمية البالغة التى توليها الدولة لملف التعليم.. والتزامها بتطوير واقع الحال فى هذا القطاع المهم إلى ما يحقق الآمال باعتبار أن التعليم قاعدة البناء والنهضة والانطلاق بأهداف التنمية المستدامة.. والقاعدة الصلبة لبناء الإنسان.
جاء إعلان هذه الرغبة أثناء زيارة رئيس الوزراء لمدارس التعليم الأساسى فى مركز كرداسة بمحافظة الجيزة.. أيضاً مؤشراً بسعى الدولة لتحسين العملية التعليمية وحل المشكلات ومواجهة التحديات فى القطاع الريفى بالتساوى مع المناطق الحضرية وانها عازمة على تلبية احتياجات مدارس ومؤسسات التعليم بالريف لأن النهضة الكبرى تتحقق بسواعد جميع المواطنين.
والواقع ان تاريخ التعليم فى مصر شهد تطورات متلاحقة ومبادرات إيجابية وأيضاً واجه صعوبات مادية ومعنوية كان لها تداعياتها السلبية منذ أن تخلصت البلاد من فيروس الشلل التأهيلى الذى غرسه المستشار الانجليزى دانلوب خلال فترة الاستعمار البريطانى بتحديد مهمة التعليم فى تخريح موظف الجهاز الادارى فقط.. وهو الاتجاه الذى حاربته القوى المجتمعية المخلصة وقطعت فيه الدولة المصرية منذ قيام ثورة يوليو خطوات كبيرة وغرست المدارس والمعاهد والجامعات فى كل أنحاء البلاد.. واستكملت فى السنوات الأخيرة بشبكة من أحدث التخصصات والجامعات.
ولأن التعليم يعنى الكثير للفرد والمجتمع فإن حوارات الملف دائماً مطروحة وممتدة.. ويتفق الجميع أن المطلوب من المدرسة الآن غرس الثقافات النافعة فى عقول النشء.. من الالتزام والانتماء.. حتى التطوع والحفاظ على الملكية العامة.. مروراً بالاتقان فى العمل.. وحصار الأمية ودعم التكافل الاجتماعي.. ومع الاحترام لمبدأ التخصص.. علينا أن نحول المدرسة إلى منارة للبيئة المحيطة.. من خلال التطوير الموضوعى للمناهج وتوفير الوسائل التعليمية الحديثة وإعادة المكتبة والأنشطة والتقاليد المدرسية التى اندثرت تقريباً.. والتصدى لمشكلة العجز فى عدد المعلمين وتخفيف كثافات الفصول والالتزام باليوم المدرسى الكامل والتخلص من مدارس الفترتين والثلاث فترات.. ونعيد تشكيل منظومة مجالس الآباء والمعلمين التى قدمت الكثير ودعمت علاقة المدرسة بالبيت بما يحل المشكلات.. ويجعل مسيرة التعليم للأمام وعلى المجتمع المدنى توجيه المزيد من المشاركات فى بناء المدارس فى الأماكن المحتاجة لأنها ستعود بالخير على الجميع.. ولا ننسى أهمية الحوار مع الخبراء والآباء والأمهات لمناقشة اقتراحات التحديث والتطوير.