ترأس الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج ونظيره الأمريكى أنتونى بلينكن أمس بالقاهرة جلسة الحوار الإستراتيجى بين البلدين.
رحب الوزير – فى بداية الجلسة الافتتاحية للحوار – بنظيره الامريكى والوفد المرافق.. مشيراً إلى أن الوفد المصرى يضم وزير التعليم العالى ووزير السياحة وعدداً من المسئولين بالوزارات المختلفة.
كما أعلن الوزير عبدالعاطى بدء الحوار الإستراتيجى المهم بين البلدين.. مؤكداً على العلاقات القوية مع الولايات المتحدة وهى علاقات «إستراتيجية» تحرص عليها مصر، لابد من العمل على تعزيز التعاون فى كافة المجالات.
شدد عبدالعاطى على أن الولايات المتحدة قوة عظمى ومصر قوة إقليمية.
نوه بأن المباحثات تشمل مختلف أوجه العلاقات بين البلدين فى الدفاع والتعليم والسياحة والتكنولوجيا.
أضاف أن العلاقات بين البلدين «تاريخية» ولابد من البناء عليها لتعزيز التعاون.. مشيراً إلى أن البلدين لديهما مسئولية فى الحفاظ على السلام والاستقرار فى منطقتنا المضطربة.
أكد وزير الخارجية على العلاقات الإستراتيجية المهمة للتشاور ولإيجاد حلول سياسية للصراعات المعقدة فى محيطنا الإقليمى ونتشارك فى نفس وجهة النظر بأنه لا توجد حلول عسكرية للأزمة الحالية ونعمل مع قطر للوصول لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
أوضح أنه تم مناقشة الصراع فى ليبيا والسودان وضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى السودان والدخول غير المشروط للمساعدات الإنسانية والوضع فى القرن الأفريقي، وأكدنا على أهمية السلام والاستقرار فى تلك المنطقة وضرورة وحدة وسيادة الصومال.
أضاف الوزير أنه تم أيضا بحث قضية المياه وهى قضية وجودية لمصر وسنستمر فى الحوار وسنبذل كل الجهد لتعزيز الشراكة والصداقة مع الولايات المتحدة التى نقدرها كثيراً وهى علاقات مبنية على الثقة والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى شئون الدول.
من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أن مصر شريك أساسى للعمل من أجل السلام والأمن فى المنطقة والوصول إلى وقف لإطلاق النار.. وقال بلينكن فى كلمته فى افتتاح جلسة الحوار الإستراتيجى المصرى الأمريكى إننا ندرك أن مصر لديها دور مهم فى المنطقة ولدينا موضوعات للتباحث حولها.
وخلال المؤتمر الصحفى المشترك قال الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج «إن المباحثات مع وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن تناولت التبادل التجارى وأهمية تطوير العلاقات التجارية بين البلدين، ومزيد من نفاذ المنتجات الى الدول الأخري».
وأضاف عبدالعاطى «تحدثنا باستفاضة عن التعاون فى قطاع التربية والتعليم والتعليم العالى و سيتم التوقيع على اتفاقيات لفتح أفرع لثلاث من الجامعات الأمريكية العريقة فى مصر جنبا الى جنب العديد من الجامعات العالمية والدولية المرموقة سواء من اليابان أو كندا أو ألمانيا والتى هى حريصة على فتح فروع لها لتطوير العملية التعليمية الجامعية فى مصر».
وأضاف عبدالعاطي: «إن هناك تعاونا مشتركا بين الولايات المتحدة ومصر فى مجال مكافحة الإرهاب حيث إن هناك مصلحة مشتركة بالتأكيد ومصر لديها تجربة رائدة وناجحة فى مكافحة الإرهاب ، وفقا لرؤية شاملة تركز على جميع أبعاد المشكلة بما فى ذلك التنمية الاقتصادية والاجتماعى ووقف التمويل عن التنظيمات الإرهابية الإضافة إلى عنصر مكافحة الفكر المنحرف والمتطرف».
كما تم النقاش حول قطاع السياحة باعتباره قطاع شديد الأهمية فى علاقاتنا الثنائية حيث تناولت المحادثات المقصد السياحى المصرى باعتباره مقصدا رئيسيا للمواطن الأمريكى سواء السياحة العلاجية أو السياحة البيئية أو السياحة الثقافية أو سياحة الشواطئ، حيث أن هناك تنوعا للمقصد السياحى المصري».
قال عبدالعاطى: «تحدثنا عن الثقافة باعتبار مصر هى هوليود الشرق والتعاون فى قطاعات مثل صناعة السينما الثقافة والفكر والنشر وأهمية تكثيف التعاون بين البلدين فى المجالات الثقافية باعتبار أن هناك أجيالا جديدة فى مصر والولايات المتحدة لا تعرف الكثير عن دولة أخرى بالتالى علينا مسئولية من تنظيم العديد من الفاعليات الثقافية التى تقرب البلدين والشعبين الصديقين».
المباحثات تناولت أيضًا العلاقات فى المجالات المختلفة خاصة التعاون فى مجالات الطاقة والطاقة الجديدة والمتجددة وأيضا الطاقة النظيفة وقطاعات النقل والمواصلات والاتصالات.. منوها بأنه قد تم الاتفاق مع بلينكن على أن يكون هناك جدول زمنى لعقد باقى مجموعات العمل المتفق عليها فى إطار الحوار الاستراتيجى فى الفترة القادمة.
أكد وزير الخارجية والهجرة أن المباحثات تطرقت كذلك إلى الالتزام المشترك والتوجيهات المشتركة من الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الأمريكى جو بايدن للعمل على اعطاء مزيد من الدفعة القوية للعلاقات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية بين البلدين.
قال عبدالعاطي: إن المباحثات تطرقت إلى العديد من الملفات الثنائية من بينها المرشح المصرى والعربى والأفريقى لمنصب مدير عام اليونسكو وأهمية رفع الظلم التاريخى عن الحضارة العربية والمصرية العظيمة كى يكون هناك مدير عام لليونسكو من مصر والمنطقة العربية».
أشار وزير الخارجية إلى أنه تحدث عن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتحركات المصرية شديدة الإيجابية فى تنفيذ هذه الاستراتيجية وما تقوم به مصر من جهد فى هذا الشأن ليس لإرضاء أى طرف خارجى ولكن لمصلحة الشعب المصرى والتزاما من الرئيس السيسى بإطلاق الحوار الوطنى وإطلاق الاستراتجيية الوطنية لحقوق الإنسان ضمن المفهوم الشامل لحقوق الإنسان الذى يركز على حقوق الإنسان المدنية والسياسية وحقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
أوضح عبدالعاطى أن المباحثات تطرقت إلى الأزمة فى قطاع غزة والتى شهدت اتفاقا وتطابقا فى موقف البلدين فيما يتعلق بالحاجة الملحة بالوقف الفورى لإطلاق النار وحقن دماء الفلسطينيين وسرعة التوصل لاتفاق يقضى بإطلاق سراح جميع الرهائن والأسرى والنفاذ العاجل والكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والطبية لسكان القطاع، والأهمية البالغة لوقف التصعيد ومنع التصعيد وخطورة انزلاق المنطقة لآتون حرب إقليمية خطيرة.
والوضع فى السودان كان أحد موضوعات النقاش وتم التوافق على أهمية وقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات إلى كافة الأنحاء هناك وأهمية عدم وضع الجيش السودان الوطنى فى نفس الكفة مع أى أطراف أخرى وأهمية العمل على تعزيز دور المؤسسات السودانية وحتى تضطلع بدورها فى الحفاظ على وحدة السودان ووحدة أراضيها».
أضاف عبدالعاطى: «أنه تم الحديث عن الأزمة الليبية والأهمية البالغة لسرعة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وأهمية التحرك فى هذا الشأن للحفاظ على وحدة الأراضى الليبية».
أشار وزير الخارجية أن المحادثات تناولت قضية المياه باعتبارها قضية وجودية لمصر لا يمكن التهاون أو التفريط بها، وأهمية التوصل إلى اتفاق حول السد الأثيوبي.. قائلا: «تحدثت عن الأهمية البالغة لأن يكون هناك اتفاق قانونى ملزم لتشغيل هذا السد، وأهمية عدم الإضرار بمصالح دولتى المصب طبقا لقواعد القانون الدولي، خاصة وأن هذا النهر هو نهر عابر للحدود».
أشار عبدالعاطى إلى أن المباحثات تناولت منطقة القرن الأفريقى وما تموج به من اضطراب.. مشددا على الأهمية الحيوية للحفاظ على وحدة الدولة الصومالية والحفاظ على سيادتها.
أضاف عبدالعاطى أن مصر لديها مؤسسات دينية عظيمة ورائدة وفى مقدمتها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية.. مشيرا إلى أن المباحثات تناولت قضية الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط عن طريق إخلائها من كافة أسلحة الدمار الشامل وفى مقدمتها الأسلحة النووية.
نوه عبدالعاطى بوجود توافق مشترك بين البلدين لتحقيق الأمن والاستقرار فى هذه البقعة المهمة من العالم.. مرحبا بزيارة وزير الخارجية الأمريكى والوفد المرافق له إلى مصر.
أضاف وزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطى ان مصر ستستمر فى الجهد المخلص الذى تقوم به بالتعاون مع الولايات المتحدة وقطر ولن تتوقف فى بذل الجهد المخلص لحقن دماء الفلسطينيين ووقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلي.
أشار فى انه يتفق مع وزير الخارجية الأمريكى فى أن غياب الارادة السياسية لدى طرف معين أمر واضح فكلما اقتربنا من الوصول الى نقطة الحقيقة للتوصل الى اتفاق يتم اختلاق مزاعم لتشتيت التوصل الى وقف إطلاق النار.
أكد أن مواقف مصر واضحة و لن نقبل أى تدمير لقواعد العمل التى كانت قائمة قبل السابع من اكتوبر خاصة قواعد عمل وتشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني.. مشددا على أننا نرفض اى تواجد عسكرى على الجانب الآخر من المعبر.. وموقف مصر واضح و لن نحيد عنه.
اكد الدكتور بدر عبدالعاطى انه لا يمكن أن نرهن مستقبل الاستقرار فى منطقة حيوية مثل الشرق الأوسط كرهينة لغياب الإرادة السياسية لدى طرف ما.
مشيرًا ان مصر تتعامل مع حماس كفصيل وطنى فلسطيني، ومن خلال اتصالاتنا يعلنون التزامهم الكامل بالتفاهمات التى تم التوصل إليها فى 27 مايو وفى 2 يوليو.
قال الدكتور بدر عبدالعاطى ان مصر قوة اقليمية والولايات المتحدة قوة عظمي.. ونحن معنيان بالعمل معا لوقف التصعيد ووقف السياسات الأحادية ونريد التركيز على الهدف الاهم وهو سرعة التوصل لوقف فورى لإطلاق النار لأن سبب استمرار الصراع هو استمرار العدوان الإسرائيلى على غزة.. واذا ما تم وقفه والتوصل لوقف إطلاق النار فسيؤدى ذلك لخفض التصعيد ويمنع قيام حرب إقليمية ويمنع مبررات استغلال معاناة الشعب الفلسطيني.
من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أن الولايات المتحدة تدعم جهود مصر فى إصلاح اقتصادها لكى يصبح أكثر تنافسية وديناميكية، معلنا عن تمويل أمريكى إضافى يقدر بـ129 مليون دولار للاستثمار فى مئات المنح التعليمية العليا، وتشجيع ريادة الأعمال، وتحسين الصحة فى المناطق الريفية.
قال بلينكن «إن العلاقات مع مصر مهمة بالنسبة للولايات المتحدة أكثر من أى وقت مضي، ويمكن تحقيق الكثير سويا، كما لاتزال شريكة لا يمكن الاستغناء عنها»، معربا عن شكره للرئيس عبدالفتاح السيسى على حفاوة الاستقبال.
أشار إلى أهمية المباحثات التى أجراها فى مصر وفى إطار الحوار الاستراتيجى المشترك، لافتا إلى أن الحوار الاستراتيجى يؤكد التزام مصر والولايات المتحدة بالاستمرار فى تعزيز العلاقات بطريقة تركز على خدمة شعبى البلدين، كما أعرب عن تقديره للدكتور بدر عبدالعاطى وفريقه على هذه البداية الجيدة، حيث تم تحقيق التقدم فى الكثير من الأولويات، بما فى ذلك التنمية والحوكمة والاقتصاد.
أضاف بلينكن: «معا نحقق التقدم الاقتصادى ونوسع الفرص الاقتصادية للمصريين والأمريكيين، ونساعد النساء ليصبحن من رائدات الأعمال، كما سنعمل على توسيع الاستثمار الخارجى المباشر ليتعدى الألف شركة أمريكية موجودة فى مصر».
أوضح أنه فى واشنطن فى وقت سابق من هذا الشهر، تم استضافة اللجنة الاقتصادية الأمريكية المصرية المشتركة من أجل تنمية التعاون الاقتصادي، فضلا عن تشجيع مشاركة القطاع الخاص أيضا، منوها إلى أنه خلال الشهر المقبل سوف يستضيف الممثل التجارى الأمريكى جولة من المحادثات للتعرف على خطوات إضافية لتعزيز العلاقات التجارية لمساعدة مصر على اجتذاب المزيد من التجارة والاستثمار.
أوضح بلينكن أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز التعاون الأمنى طويل الأمد بين مصر والولايات المتحدة، منوها إلى أن مصر دائما ما تقدم مساهمات فى مجال حفظ السلام فى الكونغو الديمقراطية أو السودان، وغيرها من المناطق، كما لاتزال شريكة لا يمكن الاستغناء عنها فى السعى للوصول إلى هدنة فى غزة تعيد الرهائن، وتخفف من معاناة السكان فى غزة وتؤسس لسلام طويل الأمد، معربا عن شكره للرئيس السيسى ووزير الخارجية على التزام مصر بهذه الأمور.
ولفت إلى أنه تم بحث أهمية الوصول لتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، والتأكيد على الاستمرار بالسعى لتحقيقها مع النظراء، مشددا على أن الهدنة ستكون أفضل طريقة لمعالجة الأزمة الإنسانية فى غزة وتخفيف المخاطر على الاستقرار الإقليمي.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعى جيدا المخاطر التى تشعر بها مصر جراء التوترات الإقليمية، والتى من بينها استمرار الحوثيين بدعم من إيران فى مهاجمة التجارة العالمية فى البحر الأحمر، وهو ما كلف مصر نحو خمسة مليارات دولار من العائدات الضائعة.
واستطرد: «لقد لعبت مصر دورا حيويا فى الصراع فى السودان، وهو أسوأ أزمة إنسانية فى العالم، وبالعمل مع شركائنا فى السعودية والإمارات وسويسرا والاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة حققنا كثيرا من التقدم خلال الشهر الماضي، وتم فتح معابر تسمح بعبور المساعدات الإنسانية، لكن هذا التقدم مهدد الآن بسبب حملة جديدة من قوات الدعم السريع فى الفاشر تسببت فى مقتل ونزوح الآلاف من الأشخاص».
وشدد وزير الخارجية الأمريكى على الدور المهم الذى تلعبه مصر فى تحقيق الاستقرار فى ليبيا، وهو ما تهتم به الولايات المتحدة سعيا لحل الخلافات التى تقع بين الفرقاء هناك.. واختتم تصريحه بالقول: «هذه هى بعض وليست كل القضايا التى ناقشناها فى هذه اللحظة المليئة بالتحديات، والتى تؤكد على أهمية شراكتنا مع مصر، فحوار اليوم مهم جدا ليس فقط لأنه يذكرنا بما هو على المحك، ولكن بما هو ممكن تحقيقه لشعبينا وللمنطقة».
ورداً على سؤال حول تبعات تفجيرات لبنان.. قال وزير الخارجية الامريكى أنتونى بلينكن اننا مازلنا نجمع كل المعلومات والحقائق ومن الضرورى أن نفهم حقيقة ما جري، موضحا أن أحد الأشياء المهمة هى التى تتعلق بالجهد المصرى الأمريكى المشترك والحثيث للتوصل لوقف إطلاق النار ، وهى عملية معقدة.. وأن اى واقعة يمكن أن تهدد بتوقفها.
أوضح ان ما ينقص هو الإرادة السياسية التى لو كانت حاضرة لامكننا التوصل لاتفاق لتحقيق الأمن والاستقرار فى غزة والمنطقة.