يتفق الجميع على أن الاستثمار فى البشر من أهم العناصر والأهداف المحققة لإعمار الأرض.. الرسالة التى حملها الإنسان يحرص على بذل الجهد والابتكار للقيام بها.. كل شعب فى أنحاء الأرض وعلى مدى الزمان.. لذلك تحرص الدول على أولوية التعليم والتأهيل والتدريب.. وتبنى الموهوبين والمبتكرين وإفساح المجال لهم للعمل، والتصدى ثم الانتشار فى مؤسسات الانتاج والخدمات يؤدون واجباتهم ويبذلون جهدهم لفترة محددة، وعند التقاعد يتم تكريمهم وتقديم الشكر لهم والعرفان.
مع وحدة العمل الوظيفي، ندرك أهمية الكنز الاستراتيجى الذى يوفره الخروج للمعاش، كوادر وخبراء ومتمرسين على تحمل كل الأعباء ربما يرحبون أول الأمر بالعودة إلى المنزل، ولكن بعد فترة وجيزة يتمنى كل واحد الوسيلة للخروج من الفراغ إلى الانخراط فى عمل نافع للوطن ويحقق الاستفادة الشخصية ويتوفر هذا الحل فى باب رحب هو التطوع، تلك المنظومة النافعة والفريدة، حيث يلتقى تحت مظلة التطوع الكبار والشباب، السيدات والرجال.. ناهيك عن رصيد الخبرات المتنوعة التى تضيف إيجابيات وإنجازات.. إلى ما تحققه قوى العمل والبناء، فتتسارع وتيرة التنمية المستدامة من ناحية، ويسعد المجتمع بالحل الأمثل لمظاهر سلبية ومشكلات.. تجتمع أمام العيون، وإذا تركت دون حل، تتراكم تعرقل مسيرة التقدم ذاتها.. وعلى سبيل المثال، تحدثت عن النظافة ومجمع المخلفات والتوعية البيئية ومخاطر التغيرات المناخية وترشيد الاستهلاك ومراقبة الأسعار والأسواق إلى آخر الذى نعرفه، والمستحدث القادم بسبب التداعيات وهى المشاكل ذاتها التى تكلف الدولة الكثير من الأعباء والأموال وقد تستدعى فى مرحلة ما إحداث تغييرات فى الأولويات للمواجهة وبلوغ الحل المراد.
والتطوع إنجاز مصرى عريق، غرسه الأجداد فى سلوكيات الأجيال وعرفناه صغاراً، فى أنشطة الكشافة والمرشدات.. ثم مجالات العمل الاجتماعى والثقافة ومحو الأمية والأنشطة الرياضية إلى آخر هذه المسميات.. والآن لدينا التحالف الوطنى للعمل الاجتماعى مظلة مهمة لاستيعاب المتطوعين الراغبين فى المجالات المتاحة والمستحدثة، وتوزيعهم على المهام.. بعد التأكد من قدراتهم وجاهزيتهم بالتدريب والتأهيل وإقرار للحوافز المادية والمعنوية الملائمة للجهد، مع الاهتمام بتوفير مجالات العمل فى الأماكن الغريبة عن مساكنهم ثم التقييم لنشر روح التنافس والابتكار.
ومن محاسن الصدف، أن لدينا تاريخاً ثرياً فى التطوع ومجالاته، يلتقى مع رغبة وفهم للمتطوعين من قبل كبار السن ثم الرصيد الاستراتيجى من الشباب.. المجالات متاحة، والكثير حقق نجاحات باهرة، والمبادرات جاهزة ومدروسة.. ينبغى دعمها وتنظيم أنشطتها، على طريق التنمية المتكاملة والبناء الراسخ والإنجازات.