تواجه إيران منذ أيام معضلة كيفية توجيه ضربة لإسرائيل، دون إثارة حرب واسعة النطاق فى الشرق الأوسط، بعد أن توعّدت بـ «الثأر» لاغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» إسماعيل هنية فى العاصمة طهران، الأسبوع الماضي، وفق ما ذكرت «بلومبرج».
لكن فى الوقت نفسه، نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباءعن البعثة الدبلوماسية لإيران لدى الأمم المتحدة، أن أولوية طهران، هى وقف إطلاق النار فى غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وكذلك معاقبة إسرائيل التى اتهمتها باغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» إسماعيل هنية.
أضافت الوكالة أن البعثة الدبلوماسية الإيرانية أكدت أن الهدفين متزامنان، إذ تسعى إيران للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار فى غزة و»معاقبة المعتدى على اغتيال هنية ومنع تكرار العدوان الإرهابي» الإسرائيلي.
هذا وتشير تقديرات الولايات المتحدة إلى أن إيران تدرس ردا منضبطا لن يؤدى إلى حرب واسعة النطاق بالصواريخ والطائرات بدون طيار.
قالت القناة 14 العبرية إن مصادر فى الولايات المتحدة تعتقد أن الهجوم من إيران لن يكون فوريا. وأن إدارة بايدن عملت فى الأيام الأخيرة على إقناع طهران بإعادة النظر فى نيتها مهاجمة إسرائيل عسكريا. وحذرت الولايات المتحدة إيران من أن أى هجوم واسع النطاق لن يؤدى إلا إلى تصعيد الوضع.
وبينت القناة:» تشير التقديرات إلى أن اغتيال هنية نتج عن قنبلة زرعت فى دار الضيافة بطهران فى إطار عملية سرية، وليس كجزء من هجوم أوسع. ووفقا للمسئولين، وعلى الرغم من نفيها، فإن إيران تميل الآن إلى الموافقة على موقف واشنطن. «
وعلى صعيد جبهة لبنان، كشف تقرير لموقع «أكسيوس» الأمريكى عن مخاوف إسرائيلية من احتمال قيام حزب الله باستهداف مواقع عسكرية واستخباراتية حساسة فى قلب تل أبيب.
وفقًا لـ»أكسيوس»، يعتقد المسئولون الإسرائيليون أن حزب الله قد يستهدف مواقع استراتيجية فى تل أبيب، كجزء من رده على اغتيال القيادى فؤاد شكر، وتشمل الأهداف المحتملة مقر قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلى فى وسط تل أبيب، ومقر جهاز الموساد، بالإضافة إلى منشآت استخباراتية أخرى فى شمال المدينة.
وتستند هذه التقديرات إلى تقارير إعلامية لبنانية تشير لإمكانية استهداف تل أبيب، وفسر المسئولون الإسرائيليون -بحسب أكسيوس- هذه الإشارة على أنها تلميح واضح لاستهداف مقرات عسكرية واستخباراتية رئيسية.
فيما أوضح مسئولون إسرائيليون أن المواقع العسكرية المحتملة كأهداف تقع بالقرب من أحياء سكنية مكتظة، مما يزيد من خطر وقوع إصابات فى صفوف المدنيين إذا أخطأت الصواريخ أهدافها.
الى ذلك، نقلت شبكة سى ان ان الإخبارية عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين أن حزب الله اللبنانى يبدو أنه سيهاجم إسرائيل بشكل مستقل عن إيران.
أفاد مصدر بأن «حزب الله يتحرك بشكل أسرع من إيران فى تخطيطه، ويتطلع إلى مهاجمة إسرائيل فى الأيام المقبلة.
وقال المصدر الثانى إن حزب الله ربما يتصرف دون سابق إنذار، وهو ما لا ينطبق على إيران نظرا لقرب لبنان من إسرائيل كجار مباشر إلى الشمال.
أضاف ذات المصدر أنه لا يوجد تنسيق واضح بين حزب الله وإيران فى الوقت الحالي.
فى المقابل، أبلغت إسرائيل، الولايات المتحدة، بأن ردها على الهجوم المتوقع من «حزب الله»، رداً على اغتيال القيادى فى الجماعة اللبنانية فؤاد شكر، سيكون «أكثر عنفًا»، إذا ألحق ضرراً بمدنيين إسرائيليين، وذلك وسط ترجيحات إسرائيلية باستهداف مقر الجيش، وجهاز الاستخبارات «الموساد» فى تل أبيب.
قال مسئولان إسرائيليان، لموقع «أكسيوس»، إن «إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة عبر عدة قنوات عسكرية، بمخاوفها من أن «حزب الله» ربما يضرب مراكز سكانية مدنية، إذا حاول استهداف قواعد عسكرية وسط إسرائيل.
ووفقاً للوكالة، فإنّ القصف المطوّل من ترسانة حزب الله الصاروخية «قد يصل إلى عمق إسرائيل، وإلى أهداف حسّاسة مثل مدينة حيفا الساحلية فى الشمال، والتى تقع ضمن نطاقها تماماً. وأضافت أنّ عمليات سحب الأموال النقدية الجماعية «تشكّل سيناريو آخر تستعد له السلطات.
فى سياق ذى صلة، قال المتحدث باسم الحكومة القبرصية يانيس أنطونيو، إن بلاده مستعدة لتقديم الدعم لإجلاء مواطنى دول الاتحاد الأوروبى فى حالة تفاقم الوضع فى الشرق الأوسط.
أضاف: «نحن مستعدون للمساعدة إذا لزم الأمر». ووفقا له، يجرى حاليا بحث الموضوع مع العديد من سفارات دول الاتحاد الأوروبى ومن بينها ألمانيا، وتتم مناقشة تفاصيل عملية الإخلاء المحتملة.
وخوفا من التصعيد، أعلن وزير الخارجية السويدى توبياس بيلستروم تعليق عمل السفارة السويدية فى بيروت، وحث موظفى السفارة على المغادرة إلى قبرص.
قال بيلستروم، للتلفزيون السويدي»أصدرت وزارة الخارجية تعليمات لموظفيها بمغادرة بيروت والتوجه إلى قبرص. وتخطط وزارة الخارجية لنقل السفارة مؤقتا».
كما ارسلت المملكة المتحدة رسالة رسمية الى شركات الطيران تدعوها فيها الى تجنب السفر الى لبنان.وقالت مصادر انه «فى رسالة رسمية صادرة عن المملكة المتحدة إلى شركات الطيران البريطانية، جاء فيها ضرورة تجنب الطيران فى أجواء بيروت بسبب مخاطر النشاط العسكري.
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية الوسطى « سنتكوم » التى تشرف على الأنشطة العسكرية الأمريكية فى الشرق الأوسط أمس، عن وصول طائرات « أف- 22 راتبور» التابعة للقوات الجوية الأمريكية إلى منطقة مسئولية القيادة